مع إقتراب الساعات الأخيرة لموقعة الحسم التي وصفت بالتاريخية، ليس على مستوى تركيا فحسب، بل على العالم أجمع، نشهد تفاعلات كبيرة بين الجماهير العربية مع النتائج المتوقعة لهذه الانتخابات، التي لا تعني لنا ماديا سوى أن نكون متابعين مترقبين لها فقط.
لكن على المستوى المعنوي، وإذا ما أُخِذ بعين الاعتبار حجم التفاعل العربي مع هذه المعركة التاريخية -إن جاز الوصف- نلتمس القرب العقائدي الذي يربط هذه الشعوب بمرشح حزب العدالة والتنمية (الإسلامي المحافظ)، والتشابه في التوجهات على مستوى قضايا الأمة الإسلامية الواحدة، التي يتطلب الدفاع عنها حشدا من الانظمة المؤثرة على القوى العالمية.
و بعيدا عن إنجازات أردوغان داخل تركيا، ومعجزته الاستثنائية التي استطاع من خلالها تحويل تركيا من بلد متهالك إلى قوة عالمية مهيبة على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، إلا إننا نميل إلى هذا الرجل لأنه أشبه ما يكون بالقدوة والمثال الذي يُحتذى، ولا شك أنه يُحترَم لعقليته المتميزة في هذا الزمان.
أضف إلى ذلك، فلا ننسى المواقف المشرفة لتركيا في عهد هذا الرجل في الدفاع عن قضية الإسلام الأولى "فلسطين"، وهو ما جعل التعاطف العربي والإسلامي يتجه لا اراديا نحو تمنيات نجاحه.
وعلى المستوى الدولي، فقد ينال إعجابنا أي شخص يقف في وجه الغرب بكل حزم وقوة، ويستطيع فرض كلمته على تلك الجهة التي لا ميول لنا تجاهها، وهو ما نجح به حقا أردوغان، الذي استطاع ان يفرض وجوده أمام الغرب حسبما شاء، وفي عدة مواقف، وعلى ذلك دليل : الدعم المطلق الذي منحته الولايات المتحدة الأمريكية للمعارضة، وتعهدها بإسقاط أردوغان.
عشر ساعات تفصلنا عن معرفة مصير القوة العالمية التي أوجدت نفسها في المنطقة بقيادة أردوغان، هل تستمر هذه القوة، ام تسلم تركيا نفسها بالمجان لامريكا في حال سقوط حزب العدالة والتنمية - لا قدر الله- بعد الرابع عشر من أيار.
بقي ان نقول في الساعات الأخيرة قبيل اعلان نتائج هذه المعركة الحاسمة: الله ولي التوفيق، ونسأله تعالى النصر للإسلام وأهله، والله خير الناصرين.