ماجد عبدالله الخالدي يكتب : لا أحد مثل زين الدين زيدان .. وفينيسيوس عاجز .. والبدلاء المقيدون

خيبة كبيرة أُصبت بها عند متابعة مباراة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا قبل قليل، بين ريال مدريد الإسباني ومانشستر سيتي الإنجليزي، ليس لنتيجة المبارة أو لفوز السيتي، وليس لخروج ريال مدريد من البطولة، على الرغم من مدريديتي المتعصبة، إنما لأسباب أخرى بعيدة كل البعد عن هذا.

أن يخرج الريال من البطولة هذا الأمر متوقع، ففي سابق المواسم كان يخرج من أدوار اقل من هذا الدور الذي ودعه اليوم، والأمر طبيعي على اعتبار ان هذا هو حال كرة القدم التي تقام على احتمالات الفائز والخاسر، لكن الطريقة التي ودع بها الريال البطولة لا تليق بتاريخ وأسم وماضي وحجم الريال، الذي تربع على عرش البطولة برقم قياسي حتى كدنا نطلق عليها دوري أبطال الميرنجي!! 

وتحت هذا العنوان، أرى أن النجاح الذي حققه زين الدين زيدان، المدير الفني السابق لريال مدريد، عندما حقق دوري الأبطال في ثلاث مواسم متتالية، أمر لا يمكن لأحد إعادة تكراره مرة أخرى، وهذا هو خطأ السيد بيريز الذي منح انشيلوتي الثقة للمرة الثالثة على أمل إعادة تحقيق الإنجاز الاستثنائي لزيزو، وهو ما تكلل بفقدان الابطال والدوري المحلي سوية. 

بدلاء زيدان ومجريات المباراة 

كل من شاهد المباراة وتابع احداثها، أدرك حجم الضعف الذي كان عليه الريال حتى مشارف الدقيقة السبعين من عمرها، عندما استسلم انشيلوتي للأمر الواقع ولم يجد طريقا لمحاولة النجاة الا الاستعانة برجال زيدان (اسينسيو / لوكاس فاسكيز / داني سيبايوس) إضافة إلى الرابع الذي اوصى زيدان بالتعاقد معه (تشواميني)، هؤلاء ذاتهم الذين حاول انشيلوتي التقليل منهم وابقائهم على دكة البدلاء طيلة الموسم، إلا انهم غيروا شكل المباراة وجعلوا الريال يهاجم ويباغت ويحاول، لكن الوقت لم يسعفهم.

إذا كان انشيلوتي يريد فعل شيء بعد العودة إلى العاصمة مدريد، فعليه أولا ان يقيم احتفالا مهيبا لحارس مرمى فريقه تيبو كورتوا، الذي انقذ المدرب الإيطالي من هزيمة كادت ان تصل إلى سباعية مذلة تُسجَّل كوصمة عار ونقطة سوداء في سجله التدريبي.

لست مدرب كرة قدم ولا حتى محلل، لكني كمتابع للريال كنت دائما اقول لاصدقائي ان هذا اللاعب لا يمكنه ان يصبح نجم الريال الأول، الأول! حقا أتعجب من كل الذين يؤمنون بهذه الخرافة، نعم يمتلك هذا اللاعب مهارات تجعله نجم كرة قدم، لكن ليس الأول لفريق بحجم ريال مدريد، كنت دائما مؤمن بقدرات رودريجو جوس أكثر، واليوم أيقنت بأن الخط الهجومي للريال يتعطل كليا بمجرد تراجع مستوى كريم بنزيما، وتواجد اسينسيو على دكة البدلاء بحرب علنية من انشيلوتي. 

ختاما، انتظر في هذه الساعات خروج انشيلوتي من اقرب الأبواب، من الممكن أن ورقة الاقالة كانت جاهزة قبل إطلاق صافرة بداية المباراة حتى، والرحيل قد حان لمدرب لم يستطع فعل شيء للريال، إذ ان الانجازات التي حققها في السابق، وكما يعلم الجميع، ولربما هو يعلم أيضا، انها جاءت بفعل ما تركه زيدان قبل الرحيل، واليوم، أدرك تماما ان الريال لن يبحث عن البديل، لربما يعود زيدان حالا.