لا تؤخذ المناسبة الا بالفخر والمحافظة عليها والاستمرار في العطاء رغم العاتيات ؛ فالاحتفال باستقلالنا نختلف به مع غيرنا ؛ لأنه التاريخ الذي صنع بايدي اردنية خالصة مخلصة ودفع مقابله ارواح عزيزة علينا ، فهذه المناسبة والزهو بها مرتبط بالانجاز ؛ و25 ايار 1946 مناسبة غير عادية فهي الانكسار التاريخي الذي غير وجه التاريخ وهي محطة انتقل فيها الاردنيون الى تجليل سيادتهم بكل معانيها ليتبعها خطوات عززت من هذه السيادة بتعريب قيادة الجيش وبدء انطلاق تأسيس مؤسساتنا الوطنية بالتعليم والصحة والثقافة والبرلمان وغيرها ؛ فالخامس والعشرين من أيار الحالي، تتجدد فيه معاني الاعتزاز والفخر لدينا جميعا بتحمل مسؤولياتنا صوب الوطن ، وتتكلل بتعزيز مكتسبات الاستقلال ومنجزاته ، متطلعين بعزم وثقة إلى المستقبل الأفضل بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني.
ونحن يستذكر هذا اليوم الخالد والمشرّف، في تاريخنا المجيد ، ليكون عنوانا لحرية الاردنيين واعتزازهم بانتصاراتهم ، وتجديد العزم على المضي للامام رغم الصعوبات والظروف الصعبة وهذا شيء اخر ومعلنين تجديد بأن يبقى التاج الهاشمي درة على جباهنا العالية، ومستمدين عزيمتنا من الآباء والأجداد في مسيرة بطولية تاريخية ، منذ انطلاقة الثورة العربية الكبرى، في العاشر من حزيران عام 1916، بقيادة الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه.
ويأتي هذا العيد الغالي على قلوبنا جميعا لتتواصل مسيرة البناء والعطاء والإصرار على تجاوز كل المعضلات فهو مسؤولية وامانة تسلمناها كابرا عن كابر كما نحن علينا مسؤولية بتسليمها لإبنائنا ليواصلوا المسيرة بشموخ وعطاء ، وتقديم الأنموذج الحضاري لبلدنا . لا نابه لكل الخارجين عن هذه المسيرة التي تستمد قوتها من تعاضد أبناء وبنات الشعب الواحد الذي جمعهم وطن واحد بكل معاني الانتماء والولاء ، قابضين على الثوابت الوطنية والمبادئ والقيم الراسخة التي حملتها رسالة الدولة ويلتف حولها الأردنيون كافة.
وهنا يجب أن نعيد قراءة التاريخ منذ أن التأم المجلس التشريعي الاردني الخامس، بتاريخ الخامس والعشرين من ايار عام 1946، معلناً الاردن دولة مستقلة استقلالا تاما، مع البيعة لصاحب الجلالة عبدالله بن الحسين ملكاً للمملكة الاردنية الهاشمية، حيث تواصلت مسيرة الخير والعطاء في عهد المغفور له جلالة الملك طلال وعهد المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراهم، وصولا الى السابع من شباط عام 1999 حيث الحاضر والمستقبل بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه.
وجاء هذا اليوم ليحقق الاماني عبر مسيرة عز ، ولن تمحو الايام عطرها وستبقى في الوجدان انشودة وطن يتغنى بها كل المخلصين من ابنائه وبناته.
وختاما : الاستقلال للأردنيين يعني وطن ويعني كرامة ويعني انجاز وانتماء ، ولا نقبل الا العز والفخر مكانة له ، والمحافظة عليه امانة من كل من يحاول الاعتداء عليه او يتربص به.