قبيل الانطلاقة الأولى للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، في الرابع عشر من أيار، رأينا جميعا الهجمة الشرسة التي شنها الإعلام الغربي على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مرشح الحزب المحافظ "العدالة والتنمية"، تلك الهجمة التي كلفت ملايين الدولارات على أمل تغيير وجهة الشعب التركي وتحويل مسار البلاد من قوة عالمية يخشاها الغرب إلى دولة متسولة يرضى عنها الاتجاه ذاته.
"حكم القمع" و "الدكتاتور" و "المستبد" و "انقذوا الديمقراطية" تلك أبرز الشعارات التي سيطرت على اغلفة الصحف والمجلات الغربية تزامنًا مع انطلاق عملية الاقتراع في تركيا، ولكن تلك الشعارات عملت على استفزاز المحافظين من الشعب التركي الذين تمسكوا أكثر برئيسهم وانتفضوا للابقاء على حكمه.
وعلى الرغم من تلك الشعارات التي دعمت المعارضة بشكل صريح، أصر أردوغان "الدكتاتوري" بحسب وصفهم، أصر على توجيه صفعة ديموقراطية لتلك الصحف والمجلات قبل أن تكون للمعارضة، لتخرج نتائج الجولة الأولى بـ 49.6% لأردوغان، مقابل 44.9% لكمال، وهي نتيجة تؤكد أن تلك العملية الانتخابية سارت وفق أعلى معايير النزاهة والديموقراطية، بعيدًا عن شوائب التزوير والتلاعبات.
هذا الدكتاتور الذي استطاع ان يحكم شعبه من خلال صناديق الاقتراع، نجح اليوم أيضا بتوجيه صفعة ثانية لكل من شكك برغبة الشعب التركي، ولكل من أراد أن يتدخل ويقول للشعب التركي "كفاكم نهوضا".
هذا الدكتاتور استطاع ان يكمم أفواه المتحكمين بحرية الشعب التركي، بدءًا من صندوق النقد الدولي، مرورا بأمريكا وبريطانيا، وانتهاءً بالدول الأوربية جميعها.
هذا الدكتاتور، استطاع أن يحول بلده من دولة مستهلكة متهالكة، إلى قوة منتجة متماسكة، وأن يكتفي بصناعاته التكنولوجية والعسكرية وغيرها.
هذا الدكتاتور، خرج من السجن أكثر عزيمة وإصرار، الذي لم يدخله بالأساس إلا تحت حكم الدكتاتورية العلمانية، التي ناهضت وحاربت بكل قوتها التوجهات الإسلامية، ألا ان أردوغان صنع كيانه الأول من السجن ومن خلف القضبان، ليخرج مندفعا نحو مجد الإسلام وعزته.
ختاما، هذا الدكتاتور نحبه، وإن كان التعريف الصحيح للدكتاتورية هو حكم أردوغان، سنقول جميعا وبكل فخر : "فلتحيا تحيا الدكتاتورية"، مبارك له، مبارك لتركيا، مبارك للأمة الإسلامية، لله الحمد والشكر والمنّة، قد فاز الذي منا.