مع الوتيرة المتسارعة لتطور الذكاء الاصطناعي وتداخله في حياتنا اليومية، أصبحت فكرة الخوف من الذكاء الاصطناعي محط نقاش شرس في العالم بين الكثير من الناس سواء كانوا خبراء ام أناس عاديين
هذه الأفكار تتضمن المبالغة من الخوف من الذكاء الاصطناعي والقلق حيث تجزم بعض الاراء ان الذكاء الاصطناعي قد يتجاوز القدرة البشرية ويسيطر على البشر، وقد يؤدي إلى نتائج خطيرة وغير متوقعة، وتخرج علينا وسائل الاعلام بين الفينة والفينة ببعض الأحداث التي ليست بالضرورة ان تكون حدثت بالفعل، كلها تحذر من الخطر الداهم وهو الذكاء الاصطناعي.
حيث ذهب بعضهم الى تصويره كقوة مدمرة قد تؤدي إلى انقراض الجنس البشري كما يحدث في أفلام الخيال العلمي مثل The Terminator وMatrix
في المجتمع التقني، هناك مجموعة من الشخصيات تتبنى هذه الأفكار وتعتبر الذكاء الاصطناعي تهديدًا قادمًا كما صرح به العالم الراحل ستيفن هوكينج ورائد التكنولوجيا إيلون ماسك واخرهم أحد عرابي الذكاء الاصطناعي جيفري هينتون لكن الأخير كان خوفه من الذكاء الاصطناعي أقل حده ممن سبقوه، وهناك العديد من العلماء وقادة الرأي والمفكرين الذين يعتبرون ان الذكاء الاصطناعي بحاجة للمراقبه الدقيقه.
على الجانب الأخر تجد احد التقنيين المخضرمين مثل البروفسور أندروا نج واخرون، يتحدثون عن الجانب المشرق وكيف يمكن ان نستغل الذكاء الاصطناعي لمنفعة البشرية، وان هذا الخوف غير مبرر ومبالغ به.
بأعتقادي إن القلق والخوف من الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون متوازنا، وليس عائقًا ومثبطا.
الذكاء الاصطناعي هو بشكل بسيط مجرد أداة، يمكن أن يوفر فوائد هائلة للبشرية عند استخدامه بشكل صحيح، من تحسين الرعاية الصحية إلى حل التحديات البيئية التي تشكل خطرا محدقا على البشرية، الى توفير الوقت والجهد في كثير من التطبيقات التي تعود بالمنفعة على البشر، ومع ذلك كأي أداة اخرى، الخطر يكمن في الاستخدام غير الأخلاقي، وليس في الذكاء الاصطناعي بحد ذاته.
وحسب قناعات الأفراد الذين يتبنون الفكرة المتشائمة لاستخدام الذكاء الاصطناعي يدعون دائما إلى التفكير العميق والمسؤولية عند التعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي وإدارته بطريقة تحمي البشرية.
اعتقد ان التوازن هو مفتاح الحل في تحقيق الفوائد المرجوة للذكاء الاصطناعي وضبط المخاطر التي من الممكن ان يسببها الذكاء الاصطناعي، وهذا طبعا يتطلب تعليمات وأسس ضرورية يجب الالتزام بها ويجب ان يجري الاتفاق عليها على مستوى الحكومات والدول.
في النهاية، يتعين على المجتمع الدولي أن يعترف بأن "شيطنة الذكاء الاصطناعي" هي تعبير عن الخوف من المجهول أكثر من أي شيء آخر مثله مثل أي تقنية أو وسيلة جديدة.
الانسان بقدرته وذكاءه وقدرته على الابتكار والريادة سيكون قادر على مواجهة هذه المخاوف والمخاطر، وبناء مستقبل بحيث يكون الذكاء الاصطناعي شريكًا في تقدم البشر، بدلاً من ان يكون خصما لهم.
فلنحترم هذه التكنلوجيا ولنستفد منها قدر الأمكان، وبطريقة متوازنة نستطيع ان نوجهها كيفما نشاء ليكون تطور الإنسانية الايجابي هو الهدف.
وفي الختام: تطوير الذكاء الاصطناعي يكمن ليس فقط في ايجاد تكنولوجيا أكثر تقدمًا، ولكن في توجيه البشرية لتكون أكثر حكمة واكثر وعيًا لبناء مستقبل تتحد فيه الإمكانات التكنولوجية مع الأخلاقيات الإنسانية.