جوهرة العرب _ محمد النمرات / طالب دكتوراه في العلوم السياسيه/ دراسات الهجره /التحليل الاجتماعي والقانوني والسياسي للهجرة والتنمية البشرية: دولة الرفاهية وإدارة التنوع
- جامعة غرناطة/اسبانيا
تعد أزمة اللاجئين السوريين واحدة من أكبر التحديات الإنسانية التي تواجه العالم في العصر الحديث. وفي ظل هذه الأزمة الضخمة، لا بد من تسليط الضوء على دور الاردن كقوة مشرقة في المنطقة، حيث استضاف مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين فروا من العنف والحرب بذراعين مفتوحتين وقدم لهم الدعم والرعاية اللازمة ؛حيث فتح الأردن حدوده ووفر الملاجئ والمخيمات للاستقبال الآمن للأشخاص النازحين، وعمل على توفير الغذاء والماء والرعاية الصحية الأساسية لهم .
وفي هذا الصدد نشير الى دور الأردن الإنساني في استضافة اللاجئين السوريين الذين فروا من الحرب الدموية التي تشهدها بلادهم. إن روح العطاء والتضامن الأردني تعكس قيم الأخوة والتعاون التي تميز الشعب الأردني كشعب مضياف. وفي ظل التحديات الهائلة التي يواجهها الأردن في هذا السياق، يستحق هذا البلد وقفة تقدير واحترام عالمي ، ويستحق الإشادة والتقدير على الصعيدين المحلي والعالمي.
وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها الأردن، فقد استطاع تأمين السكن والرعاية الصحية والتعليم للآلاف من اللاجئين السوريين. لقد أبدى الأردن تعاطفاً حقيقياً ورغبة صادقة في هذه الأزمة الضخمه فقد أظهر استعداده بشكل فعال مع المنظمات الدولية والأمم المتحدة لتقديم المساعدة للاجئين السوريين وتلبية احتياجاتهم الأساسية, وقد قدمت الحكومة الأردنية الدعم اللازم لهذه المنظمات وعملت على تيسير عملها في البلاد، مما أسهم في توفير المساعدة الإنسانية العاجلة للأشخاص النازحين.
ونشير في هذا المقام إلى الإندماج الاجتماعي الذي يحدث في الأردن، حيث يعيش اللاجئون السوريون جنبًا إلى جنب مع الأردنيين في المجتمعات المحلية إذ أن للحكومة الأردنية سياسات واضحة للتعايش والتضامن بين اللاجئين والمجتمعات المضيفة في المنطقة ، مما يساهم في بناء جسور التفاهم وتعزيز التعاون الاجتماعي والاقتصادي.
إن استضافة الأردن لللاجئين السوريين لا تقتصر فقط على تلبية احتياجاتهم الضروريه، بل تشمل أيضًا جهودا جبارة لتمكينهم وإدماجهم جنباً الى جنب للعمل مع فئات المجتمع الاردني وتوفير فرص العمل المناسبه. وتنفيذاً لهذا الإندماج عملت الحكومة الأردنية على تنفيذ مبادرات تعزز الاستدامة الاقتصادية وتشجع على تأسيس الأعمال الصغيرة والمتوسطة، مما يعزز الاعتمادية الذاتية للاجئين ويعطيهم فرصًا للعيش بكرامة والمساهمة في التنمية المجتمعية.
تحظى المملكة الأردنية الهاشمية بإشادة دولية واسعة بفضل دورها البارز في استضافة اللاجئين السوريين من خلال التضامن والروح الإنسانية في مواجهة هذا التحدي الكبيرالذي يستحق التقدير والإعجاب. وهذا بفضل الرؤية الحكيمة لجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين _حفظه الله ورعاه_ و هذه الرؤية تعكس التزام الأردن بالقيم الإنسانية والتضامن العالمي، وتجعل من هذا البلد مثالاً يحتذى به في التعامل مع أزمة اللاجئين، ومن هنا وجب على العالم أن يشكر الأردن وقيادته الحكيمه وشعبه الكريم على كرم الضيافة والرحابة التي يظهرونها تجاه اللاجئين السوريين، ويجب دعم جهودهم والسعى لتخفيف وطأة الضغوط عن الأردن من خلال تقديم المساعدة والدعم على الصعيدين المحلي و الدولي.