رعت سمو الأميرة بسمة بنت علي، اليوم الاثنين، أعمال المؤتمر العلمي الزراعي الثالث الذي ينظمه فرع نقابة المهندسين الزراعيين بإربد بعنوان "حالة الأمن الغذائي في الأردن فرص وتحديات".
وقال أمين عام وزارة الزراعة المهندس محمد الحياري، مندوبا عن وزير الزارعة، خالد الحنيفات ان الأردن بتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني سلط الضوء على هذه التحديات ومنح أولوية لموضوع الأمن الغذائي على مختلف المستويات لارتباطه بآثار وأبعاد إنسانية واجتماعية واقتصادية وبيئية، تعد بمجموعها أركان الأمن الوطني وعناصره وهو ما تجسد عبر استراتيجيات وخطط تهدف إلى جعل الأردن مركزا للأمن الغذائي والتركيز على الصناعات الزراعية وزيادة إنتاج المحاصيل الاستراتيجية.
وأضاف إن الأردن وبقية دول العالم تواجه تحديات غير مسبوقة أثرت في الأمن الغذائي العالمي ولا سيما المتعلقة بالتغيرات المناخية والازدياد السكاني والنزاعات والحروب الدولية، وارتفاع الطلب على الغذاء وارتفاع كلف الإنتاج والطاقة والنقل وشح المياه.
وبين ان الأردن لتحقيق الامن الغذائي اعد مسودة نظام المجلس الأعلى للأمن الغذائي، وخطة لمراجعة مؤشرات الأمن الغذائي، وإطلاق مبادرة "لا لهدر الغذاء وإعادة النظر بالسياسات الزراعية المتعلقة بالأمن الغذائي، وإيجاد مظلة وطنية تعنى بهذا الملف، لضمان ديمومته واستمراريته في إطار رؤية التحديث الاقتصادي.
وبين الحياري أن الأردن حقق تحسنا ملحوظا على سلم المؤشر العالمي للأمن الغذائي، وقفز من المركز 62 إلى 47 العام الماضي، بالرغم من نقص مياه الري والتضخم السكاني، موضحا أن الأردن حقق في السنوات الأخيرة نسبة اكتفاء ذاتي من الغذاء وصلت إلى 61.4 بالمئة.
ودعا نقيب المهندسين الزراعيين المهندس علي أبو نقطة، الى التوجه إلى الابتكار والريادة بإنتاج مشاريع زراعية أقل تكلفة واكثر إنتاجا وقدرة على مقاومة التغيرات، وتطوير الخطط الاستراتيجية المتعلقة بالأمن الغذائي وتنفيذها في اطر برامجية.
كما دعا الى تشجيع المبادرات المتخصصة بأبحاث الأمن الغذائي، وتشجيع عملية المهندسين الزراعيين واستخدام التقنيات الحديثة في توفير المنتجات الغذائية النوعية.
وأشار أبو نقطة إلى أهمية التدريب والتمكين وبناء قدرات ومهارات زراعية لتعزيز المخزون الاستراتيجي من الحبوب والقمح والشعير وزيادة المساحات المزروعة، بما يرفع كفاءتنا في السيادة على غذائنا، مؤكدا أن النقابة تعمل على ترجمة الخطة الوطنية للزراعة المستدامة 2021-2025.
وطالب الحكومة بتخصيص قطعة أرض مساحتها 11587 دونما في منطقة الديسي، لاستصلاحها وإقامة مشاريع زراعية حديثة، وحفر آبار مياه لزيادة الإنتاج الزراعي المحلي والمساهمة في الأمن الغذائي وتوفير فرص عمل للحد من البطالة.
وقال رئيس اللجنة المنظمة العليا، رئيس فرع نقابة المهندسين الزراعيين في اربد المهندس بشار النوافلة، إن المؤتمر يهدف من خلال الجلسات العلمية والأوراق البحثية التي سيناقشها إلى الاطلاع على المستجدات والتجارب العملية وتبادل المعرفة والمعلومات في مجال الأمن الغذائي وسلامة الغذاء لتعزيز مستوى الوعي بأهمية الغذاء وسلامته وجودته لتحقيق معايير الصحة والسلامة لدى المستهلك.
داعيا الى الحفاظ على هوية المنتج الاردني.
وقال ممثل منظمة الزراعة والأغذية في الأمم المتحدة "الفاو" المهندس نبيل عساف، إن التحديات التي يواجهها النظام الغذائي العالمي مثل ندرة المياه تتطلب وضع أنظمة غذائية زراعية اكثر كفاءة وشمولية ومرونة واستدامة، داعيا الى معالجة التأثيرات لمرحلة ما بعد التعافي من كورونا والأزمات التي تواجه استدامة توافر الأغذية مع النمو السكاني المتزايد مقابل محدودية الموارد الطبيعية والتغييرات المناخية.
ودعا إلى اتخاذ إجراءات وتدابير للحد من الفاقد الغذائي وتقليل كلف الإنتاج وتعزيز التجارة الدولية وربطها بالتكنولوجيا، محذرا من انخفاض إنتاج المحاصيل الزراعية في منطقة الشرق الأوسط بنسبة 20 بالمئة مع حلول عام 2050 ما يستدعي التركيز على الزراعات البعلية ودعم المزارعين.
واكد عساف أن قطاع الأغذية الزراعية في الأردن يدعم سبل العيش لنحو ربع السكان وهناك حاجة ملحة لدعم استدامة الأمن الغذائي، مشيدا بالخطط والبرامج الاستراتيجية التي ينتهجها الأردن في هذا المجال، مركزا على الاهتمام بموضوع استدامة المواد الغذائية وتحسين كفاءة المنتج.
وبين رئيس اللجنة العلمية والتحضيرية للمؤتمر الدكتور فيصل عواوده أهمية موضوع التغذية والأمن الغذائي ودور شركات الأغذية في زيادة إنتاجها من المواد الغذائية والمكملات الغذائية مشيرا الى الزيادة المضطردة بأعداد المصابين بالأمراض الناتجة عن سوء التغذية.
وقال ان نسبة الاكتفاء بالامن الغذائي في الأردن ضعيفة مطالبا الإرادة السياسية برفعها، والاهتمام بالامن الغذائي، ووضع استراتيجيات لاستغلال إمكانات الأردن الطبيعية المتعددة والوفيرة لتقليل نسبة الفقر .
وعقد المؤتمر جلستين علميتين ترأس الاولى الدكتور فاضل الزعبي وشارك فيها المهندسات والمهندسون: فادي مصاروة وساجدة ساق الله وميسون الزعبي ومرام حدادين الذين بينوا دور منظمة "الفاو" في تحقيق الامن الغذائي في الأردن وأهمية وبيان سلامة وجودة الغذاء في الصناعات الغذائية واثره بتحقيق الأمن الغذائي، وعلاقة الأمن الغذائي بأمراض سوء التغذية.
ودعوا الى تمكين المرأة وإيجاد مظلة وطنية تعنى بالامن الغذائي، ومواجهة الاحترار العالمي وجفاف المياه وتقليل لهدر ونقصان إنتاجية المزروعات والحيوانات، ومواجهة الحرائق ورقمنة المعلومات المتعلقة بالامن الغذائي والزراعي النباتي والحيواني واستعمال الارشاد الالي.
وتضمنت الجلسة الثانية التي رأستها الدكتورة ملك عنقور ورقتي عمل تحدث في الأولى المهندس امجد الرشايدة من مؤسسة الغذاء والدواء عن أهمية سلامة الغذاء وجودته في الصناعات الغذائية لتحقيق الامن الغذائي/ مركزا على تطبيق نظام التتبع لمراقبة جودة المنتج مما يمنحه مصداقية واطمئنانا اكثر لدى المستهلك والمستورد.
وتحدث في الثانية الدكتور رضوان عجو عن اثر التصنيع الغذائي في تحقيق الامن الغذائي في الأردن مركزا على تطبيق التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية، وتحسين طرائق الإنتاج، والصحة التغذوية ودعم المشاريع البحثية.
واستعرضت الدكتورة مي عدنان التصنيع الغذائي في الأردن في مئة عام مؤكدة نجاح الأردن في مجال جودة المنتج وتحسينه، داعية الى تقليل كلفة الطاقة على المنتج الزراعي، والبحث عن أسواق جديدة له وتوحيد الجهات الرقابية، وتوفير المعلومات المساعدة للعاملين في القطاع الزراعي، واستخدام الثورة الرقمية في ذلك.
وافتتحت الأميرة بسمة بنت علي على هامش أعمال المؤتمر الذي شارك في اعماله جامعات العلوم والتكنولوجيا وجرش والبلقاء التطبيقية ومركز البحوث الزراعية والمؤسسة العامة للغذاء والدواء والقطاع الخاص، معرضا للمنتوجات الغذائية والزراعية للأسر الريفية والجمعيات والشركات والمصانع.