في الوقت الذي كانت تعلو فيه تكبيرات العيد في كل مكان.. الله أكبر.. الله أكبر..في هذه الأيام المباركة...وتقدم فيه الأضاحي في عيد الأضحى ،في هذا الوقت هناك من يرتكب جرائم قتل بدم بارد ،لا يمكن وصفها إلا بالوحشية.
نعم هي جرائم قتل وحشية بمعنى الكلمة ،فهذا رجل يقتل زوجته في السوق العام في محافظة الزرقاء وسط المملكة ،ثاني أيام عيد الأضحى المبارك ،بكل دم بارد ،حيث لم تشفع لها هذه الأيام المباركة ،والتي تتصافى فيها النفوس البشرية ، ويسعى كل متخاصم للتصالح مع خصمه.
وفي اليوم ذاته أقدمت أيضاً سيدة من جنسية عربية في إحدى مناطق العاصمة عمان على قتل شقيقتها ،حيث لم يشفع لها حتى رابط الدم والأخوة ،ولا حتى هذه الأيام المباركة.
أما الجريمة الثالثة والتي وقعت ثاني أيام عيد الأضحى فقد وقعت في البادية الشمالية في محافظة المفرق عندما قامت سيدة بطعن زوجها حيث تم نقله للمستشفى ،ووصفت حالته بالمتوسطة.
نحن لا نعلم الظروف التي دفعت الزوج لقتل زوجته ،ولا تلك التي دفعت الأخت لقتل شقيقتها ،ولا الظروف التي دفعت الزوجة لطعن زوجها ،ولكننا نعلم أنه مهما كان ذنب كل من ارتكبت بحقه إحدى هذه الجرائم في ذلك اليوم ،فإن الأمر لا يصل إلى مرحلة القتل ،وإزهاق روح بشرية.
والملفت للنظر في الجرائم التي تم ارتكابها ثاني أيام عيد الأضحى ،أنها جرائم عائلية ،وأن الجاني ،والمجني عليهم من العائلة نفسها ،وكذلك فإن أسلوب إرتكاب هذه الجرائم واحد حيث استخدم أسلوب طعن المجني عليهم بأداة حادة.
هذه الجرائم تعيد للأذهان العديد من الجرائم العائلية التي وقعت منذ بداية العام الحالي 2023 ومنها على سبيل المثال لا الحصر تلك الجريمة التي وقعت في شهر آذار الماضي في محافظة الزرقاء حينما أقدم شاب على قتل والده الخمسيني،كما قام 6 أشخاص في شهر أيار الماضي، في محافظة الزرقاء أيضاً على ضرب قريب لهم حتى الموت.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل لقي رجل وأبنه حتفهم في مشاجرة عائلية في شهر آذار الماضي في منطقة أبو علندا شرق العاصمة عمان،وكذلك قام رجل بقتل زوجته طعناً أمام أطفالها في شهر أيار الماضي في العاصمة عمان.
ولا تتوقف طرق إرتكاب جرائم القتل العائلية عند الطعن بأداة حادة ،ولا حتى إطلاق الرصاص الحي على الضحية فحسب ،بل أن هناك أساليب جديدة حيث أقدم أب على حرق إبنته البالغة من العمر 19عاما ،وهي أم لطفلين حيث قام بحرقها وهي نائمة ،بعد أن سكب البنزين حول فراشها وداخل غرفتها ،حيث أقدم على قتلها لكونه شك في سلوكها ،وسجلت 3 جرائم في أسبوع واحد فقط بحجة الشك بسلوكهن.
وكانت جمعية معهد تضامن النساء الأردني (تضامن) قد أشارت في تقرير لها أن الجرائم العائلية تصاعدت في عام 2022 بنسبة 94% عن عام 2021 من 18 إلى 35،وأن عدد النساء والأطفال من ضحايا الجرائم العائلية بلغ 25 ضحية ،وأن غالبية الذين ارتكبوا مثل هذه الجرائم هم الزوج، أوالشقيق.