رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

يسرى أبو عنيز تكتب : تؤثر على الجهاز التنفسي حرق النفايات في الصيف ما بين الضرر على البيئة..وإلحاق الضرر بصحة الإنسان

يسرى أبو عنيز تكتب : تؤثر على الجهاز التنفسي  حرق النفايات في الصيف ما بين   الضرر على البيئة..وإلحاق الضرر   بصحة الإنسان
جوهرة العرب _ يسرى أبو عنيز 

 
باتت ظاهرة حرق النفايات بين الأحياء السكنية ،سواء في القرى أو المدن خلال فصل الصيف من الظواهر التي تلحق الضرر بالبيئة ،كما تسبب الأذى للإنسان ،نتيجة لإنتشار الروائح الكريهة الناتجة عن النفايات التي يتم حرقها،بحيث تنتشر روائح تزكم الأنوف ،وتلحق الضرر بالشخص الذي يتنفسها ،بل أننا عندما نرى تلك السحب الدخانية والتي تغطي المنطقة الموجودة فيها ،والتي تنبعث من النفايات ندرك حجم الضرر الذي سيخلفه هذا التصرف الذي يصدر من قبل بعض الأشخاص الذين يلجأوون لحرق النفايات بصرف النظر عن تأثيرها على صحة الإنسان بشكل خاص ،والبيئة بشكل عام.
كما أن هذه الظاهرة والتي أصبحت مزعجة ،أخذت تتزايد في كل يوم كوسيلة سهلة للمواطنين ،وأحيانا لعمال النظافة للتخلص من النفايات ،بصرف النظر عن مكوناتها من ورق ،وبلاستيك، وأقمشة وغيرها من النفايات ،الأمر الذي يساهم في تلويث البيئة.
والمتتبع لهذه الظاهرة ،والتي باتت تزعج سكان بعض المناطق في أكثر من محافظة في المملكة ،لما تلحقه من ضرر على صحتهم ،خاصة ممن يعانون أمراضاً في الجهاز التنفسي ،إضافة لبقاء روائح النفايات التي تم حرقها لفترة طويلة في المنطقة وخاصة مادة البلاستيك.
المهندس فراس رحاحلة ،مدير مرصد طيور العقبة التابع للجمعية الملكية لحماية الطبيعة والمتخصص بالتغير المناخي وحماية التنوع الحيوي قال إن زيادة عدد السكان ،وتغير أنماط الإستهلاك أدى لإرتفاع حجم النفايات المتولدة لذلك ظهر أسلوب إحراق النفايات كأحد الأساليب المشهورة للتخلص من النفايات ،مبينا أنه ومع أن هذا السلوك يعد أحياناً سبباً في توليد الطاقة ،إلا أن هذه العملية تحتمل مخاوف بشأن تأثيرها المحتمل على البيئة وصحة الإنسان.
وأضاف المهندس الرحاحلة أن التلوث الهوائي يشكل أحد أبرز أشكال التأثر بإحتراق النفايات إذ يطلق إحتراق النفايات ملوثات مختلفة في الغلاف الجوي بما في ذلك الملوثات الجزيئية ،وبعض المعادن الثقيلة والتي تساهم في تلوث الهواء ،وتسبب أثارا سلبية على جودة الهواء ،مشيرا إلى أن هذا يؤدي إلى مشاكل التنفس ومشاكل صحية أخرى مرتبطة بها.
وبين المهندس الرحاحلة أن إنبعاثات الكربون أثناء الإحتراق تسهم في إرتفاع حرارة الكوكب ،والتسبب بظواهر التغير المناخي،كما ينتج عن الإحتراق رمادا يحتوي على تراكيز عالية من المواد السامة بحسب طبيعة النفايات المحترقة،حيث أن التخلص غير السليم للرماد يؤدي إلى تلوث التربة والمسطحات المائية،والمياه الجوفية،مما يسبب ضرراً بيئيا طويل الأمد.
رئيس بلدية الشفا في محافظة عجلون زهر الدين العرود قال أنه يمنع حرق النفايات سواء من قبل البلدية،أو من قبل المواطن،وأن هذا الأمر في حال حرق النفايات عبارة عن تصرفات فردية من قبل بعض عمال الوطن ،او عدد من المواطنين.
وأضاف رئيس بلدية الشفا أنه في حال ورود شكوى ،أو ملاحظات حول حرق النفايات من قبل بعض الأشخاص ،فيتم توجيه تنبيه للشخص الذي قام بحرق النفايات ،وفي حال تكرار الأمر يتم تحويله للحاكم الإداري لإتخاذ الإجراء المناسب بحق الشخص المخالف.
أما الدكتور محمد حسن الطراونة اختصاصي الأمراض الصدرية والتنفسية والحساسية فأكد بأن عملية حرق النفايات تؤثر على الجهاز التنفسي على الأمد القصير والأمد البعيد،فالغازات المنبعثة من عمليات الحرق،والجسيمات الدقيقة العالقة في الهواء نتيجة عملية الإحتراق مثل غاز الكربون وغيرها من الجسيمات تؤدي إلى تهيج في المجاري التنفسية العليا،مما يؤدي إلى تهيج في الجيوب الأنفية وتضعف المناعة الداخلية للجهاز التنفسي من خلال إحداث الأضرار على الأغشية المخاطية وتزيد من إحتمالية حدوث نوبات الربو. وأضاف الدكتور الطراونة أن هذه الغازات  تزيد  أيضاً من إحتمالية حدوث الأمراض التي تنتج عن دخول مثل هذه الغازات ،والجسيمات إلى الجهاز التنفسي فقد تؤدي إلى إحداث تغير في هذه الأنسجة مما قد يؤدي إلى حدوث ضرر في هذه الأنسجة ،وقد يؤدي ذلك إلى تليف في الرئة.
وبين الدكتور محمد حسن الطراونة أن التعرض للغازات أو المواد العالقة في الهواء نتيجة لتلوث الهواء الناجم عن حرق النفايات ،قد يؤدي إلى ما يسمى بالإنسداد الرئوي المزمن ،كما أن لعملية حرق النفايات ضرراً كبيراً على الجهاز التنفسي حيث أن هذا الضرر ينقسم لنوعين:قصير الأمد وينتج عن التعرض المباشر لحرق النفايات،وطويل الأمد:وينتج عن التعرض غير المباشر وبشكل مستمر للأماكن التي تحدث فيها عمليات الإحتراق مما يؤدي إلى ضرر كبير على السكان.
وأشار اختصاصي الأمراض الصدرية والتنفسية والحساسية الدكتور محمد حسن الطراونة إلى أن الملاحظ أن السكان الذين يعيشون في الأماكن التي يوجد فيها أماكن حرق للنفايات ،والتي لا تراعي الشروط الصحية والبيئية هم الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض التنفسية.
من جهة أخرى بين المهندس فراس الرحاحلة أنه وبالرغم من أن إحتراق النفايات يوفر حلا قابلا للتطبيق لإدارة النفايات ،إلا أن تأثيره على البيئة وصحة الإنسان لا يمكن تجاهله،مشيرا إلى أن التدابير الملائمة بما في ذلك ضوابط الانبعاثات وفرز النفايات وجهود إعادة التدوير ،تعتبر ضرورية لتقليل التأثيرات السلبية لإحتراق النفايات على البيئة وصحة الإنسان.
ودعا المهندس الرحاحلة للإستمرار بعمليات البحث الشامل في مجال إدارة النفايات لتحقيق مستويات أفضل للتخلص منها وبتأثيرات أقل ضرراً على البيئة وصحة الإنسان مما هو عليه الآن للوصول لبدائل مستدامة وصديقه للبيئه لمواجهة تحدي النفايات.