رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

مبادرة (ميتافيرس: تعليم من أجل المستقبل)

مبادرة (ميتافيرس: تعليم من أجل المستقبل)
جوهرة العرب 



نفّذ أحمد ربحي أبو شندي المعلم في مدرسة ذكور نزّال التابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الدولية (الأونروا) مبادرته الموسومة بـ (ميتافيرس: تعليم من أجل المستقبل)، ذلك في إطار المرحلة النهائية من جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم في دورتها الرابعة. 
وقامت المبادرة على أساس تدريب المعلمين على إنتاج وتصميم فضاءات افتراضية خاصة بدروس تعليمية لمختلف المراحل الدراسية باستعمال الواقع الافتراضي (VR-Virtual Reality) والذي يتمثل في إنشاء بيئة مشابهة للحقيقة بواسطة الحاسوب والأجهزة الذكية، وكذلك تقنية الواقع المعزز Augmented Reality) AR-) الذي يعد نوع من الواقع الافتراضي الذي يهدف إلى تكرار البيئة الحقيقية في الحاسوب وتعزيزها بمعطيات افتراضية لم تكن جزءًا منها، بالإضافة إلى الواقع المختلط  (MR-Mixed Reality)  وهو خلط واقع جديد عن طريق دمج بيئة واقعية مع بيئة افتراضية تسمح بخلط أجسام حقيقية بأجسام منتجة إلكترونية، وتطبيقها باستخدام أدوات كالنظارات ثلاثية الأبعاد أو باستخدام أي جهاز متصل بالإنترنت، فتلك التقنيات الحديثة تستثمر الذكاء الاصطناعي (AI) بدمجه في بيئات التعلُّم الخاصة بالجيل الرقمي (Z).
وعن أسباب تنفيذ مبادرة (ميتافيرس: تعليم من أجل المستقبل) وأهميتها، بيّن المعلم أحمد أبو شندي أنّ المبادرة جاءت من إمكانية تنفيذها على أرض الواقع بواسطة أي جهاز حديث متصل بالإنترنت، وتلبيةً لحاجة المعلمين لمواكبة التطور في مجال التعليم الإلكتروني في ضوء دعم البيئة التكنولوجية في المدارس، وإثراء قيمة المناهج التعليمية والتربوية بما يعين على تحقيق نتاجاتها المرجوّة، وتحسين مستوى التعلم والتفاعل لدى الطلاب وتوفير بيئة تجريبية آمنة، والحاجة الماسّة لدعم دور المجتمع في العملية التعليمية بإشراك أفراد منه في غمار هذه التجارب، والتماس أثرها في التعليم والتعلُّم.
 وتم تطبيق هذه المبادرة على عدد من المدارس في القطاع الحكومي والقطاع الخاص ووكالة الغوث الدولية (الأونروا)، ونفِّذت المبادرة في قسمين: القسم الأول اعتنى بالجانب التربوي باستعمال الميتافيرس؛ ذلك بمحاكاة الواقع بواسطة معزّزات افتراضية ذات وسائط متعددة، منها المؤثرات الصوتية والمرئية، والصور ثلاثية الأبعاد لخلق بيئة افتراضية رقمية كالصفوف الافتراضية والمسارح الافتراضية والحدائق الافتراضية والألعاب الافتراضية التعليمية والكثير من التطبيقات الأخرى التي يمكن توظيفها في العملية التعليمية، إلى جانب تطبيق ذلك بواسطة نظّارات (VR) الخاصة. 
ومحتوى الجانب التربوي شمل تربية الطالب على بعض القيم الشرعية والسلوكية الحياتية، فأطلق تجربة أداء مناسك الحج الافتراضية، وشرح سورة (الفيل) وحفظها، إضافة إلى تربية جانب من السلوك الحياتي بخوض تجربة (الحديقة المرورية) التي ترسّخ مبدأ احترام القانون والنظام، وتربية السلوك القويم بتحمّل المسؤولية والحفاظ على النفس والسلامة بتجربة (مشروع الأخطار في المنزل)، وأضيف إليها زرع قيمة الاطِّلاع على جانب من تاريخ الوطن بتجربة رحلة افتراضية في (مواقع أثرية في وطني). وتلك التجارب كلها استعانت على تحقيق أهدافها بمحاكاة وظائف الحواس البشرية باستعمال الأشكال المجسّمة.
أمّا الجانب العملي التعليمي، فقد أوضح أبو شندي أنّه يتضمن دروسًا في القسمين الأساسيين للتعليم: الجانب الفكري الإنساني، والجانب العلمي التجريبي؛ فقد مثّل الجانب الأول درس (البدل) في قواعد اللغة العربية، وتجربة (حقائق الضرب) الجانب الثاني.
ونتاجات هذه المبادرة تتضح في ما أكّده المعلم أبو شندي بما أنجزه فيها من إشراف على تدريب المعلّمين على تصميم بيئة ميتافيرس واستعمالها في التعليم، وتطبيقها في الصفوف الدراسية وبيئات مختلفة بواسطة نظّارات (VR)، التي أتاحت الفرصة لعيش تجربة محاكاة الواقع لأكثر من تسعة آلاف شخص، إضافة إلى ما خطاه هذا المشروع في طريق تدريب طلاب الجامعات في تخصص العلوم التربوية على توظيف التكنولوجيا في التعليم، مما يوفر تجربة افتراضية تفاعلية تكسبهم خبرة تُفيدهم مستقبلًا. 

والتخطيط لتدريب مزيد من المعلّمين على المبادرة كان سمة مهمة لنتاجاتها، إلى جانب أنّها تحتفي باستثمار طاقات الموهوبين ذوي الاحتياجات الخاصة بما توفّره لهم من إمكانات تتفوّق على المعوّقات المادية أو المعنوية التي تقف أمامهم، ووقفت داعمًا لفئات مختلفة من الطلاب ليعيشوا تجارب مهمة لا يستطيعون عادة تنفيذها في الواقع لأسباب مختلفة، كتجربة الحج الافتراضية. وأضاف أبو شندي أنّه ربما تكون أهم نتاجات المبادرة ثبيت فهم الطلّاب للمحتوى التعليمي على اختلاف مراحلهم التعليمية، وهو الهدف الذي يسعى إليه المعلم والطالب، هذا بالإضافة إلى مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة، وتشجيع المشاركة الإيجابية وتنمية المهارات العقلية والابتكارية لدى الطالب من خلال التفاعل مع تلك البيئات الافتراضية. 
           
وتوجّه المعلم أحمد أبو شندي بالشكر الجزيل لوزارة التربية والتعليم الأردنية على دعمها، وجائزة محمد بن زايد لأفضل معلم؛ لما أتاحته له من فرصة لتحقيق طموحه في أداء دوره المبارك في التعليم وتطويره، وتوجّه بالشكر لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) على جهودها الطيبة بما قدّمته من مساعدة ودعم.
وذكر السيد (محمد السرحان) منسق جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم في دورتها الرابعة دور هذه الجائزة المحوري في إثراء التعلُّم والتعليم بكل الوسائل المتاحة (تطبيقات عصرية مبتكرة تستخدم الذكاء الاصطناعي خاصة)، وهو ما يدفع بالطالب والمعلم للمُضيّ قدمًا في العملية التعليمية بما هو أكثر تطوّرًا وفائدة ومتعة.