عمّان- منذ خمسة عقود وأكثر، وبعد مشوار طويل، استطاعت مرتبات الشرطة النسائية تشكيل تجربة رائدة ومتميزة على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية، فضلاً عن دورها في تنفيذ الخطة الوطنية الأردنية لتفعيل قرار مجلس الأمن 1325 حول المرأة والأمن والسلام.
للاطلاع على مسيرة الشرطة النسائية في المملكة والتعرف على أدوارها ومهامها، زارت شبكة نساء النهضة في منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) قيادة الشرطة النسائية في مديرية الأمن العام، ضمن جهود المنظمة في تفعيل محلية القرار الأممي والخطة الوطنية 1325، يوم الإثنين 31 تموز/ يوليو 2023.
وكشفت قائد الشرطة النسائية، العقيد دلال صوالحة، عن دور الأردن الرائد في المنطقة العربية في هذا المجال، حيث باتت الشرطة النسائية الأردنية نموذجاً يحتذى به على مستوى المنطقة، خاصة أنها دربت عدداً من الشرطيات في أكثر من دولة عربية مثل قطر، الكويت، السعودية، والعراق، وما تزال تستقبل وفوداً للتدريب من مختلف الدول.
وبلغت عدد مرتبات الشرطة النسائية والتي يعود تأسيسها لعام ١٩٧٢، 6 شرطيات، واليوم أكثر من 8 آلاف امرأة، ويشكلن نحو 6% من مرتبات إدارة الأمن العام، وفقاً لصوالحة، مبينة أن المملكة لديها قدرات وكفاءات نسائية مميزة "لكننا نحتاج إلى إيمان النساء بأنفسهن". ولفتت إلى أن عمل الشرطة النسائية كان مقتصراً في بدايته على التفتيش وتحديداً في السجون والمعابر، لكن اليوم لدينا قضاة ومدعي عام وفريق تحقيق جنائي ومهندسات اتصالات وشبكات وحماية الأسرة، حتى وصلنا لكل محور من محاور الأمن العام.
وعن تحديات الشرطة النسائية، أوضحت صوالحة أن هناك تحديات كبيرة تواجه المرأة العاملة بشكل عام كصعوبة التنقل في بعض الأحيان، إلا أنها تؤكد في ذات السياق أن الشرطية الأردنية قادرة على إثبات وجودها والقيام بواجباتها رغم كل الصعوبات.
وذهبت صوالحة إلى أهمية تفعيل تنفيذ قرار مجلس الأمن1325 حول المرأة والأمن والسلام، وهو ما تسعى إليه الشرطة النسائية من خلال التعاون والتكاتف مع الحكومة والقطاعات الأمنية والعسكرية ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الوطنية الأخرى؛ لتنسيق الجهود لدعم دور المرأة الأساسي في حفظ السلم والأمن في مجتمعاتنا.
وتحدثت العقيد صوالحة حول معهد الأميرة بسمة لتدريب الشرطة النسائية، الذي يقوم بأدوار عديدة من التدريب العسكري والأكاديمي، وتبادل الخبرات من خلال عقد دورات متنوعة وبرامج تدريبية مشتركة، لدعم ثقافة تكافؤ الفرص، مشيرة إلى أن قيادة الشرطة تحتوي على عيادة متكاملة تضم طب الأسرة والأسنان، والطب العام، ومختبراً للتحاليل الطبية، إضافة إلى حضانة رئيسية في القيادة وفي إدارات أخرى، ومؤسسة عسكرية، وميدان للرماية، والفروسية.
من جهتها، ثمنت المديرة التنفيذية لمنظمة النهضة العربية (أرض)، سمر محارب، الجهود والإنجازات المحلية والدولية والإقليمية لقيادة الشرطة النسائية، مشيرة إلى عمل المنظمة منذ العام 2012 على تنفيذ أجندة القرار الأممي 1325 حول المرأة والأمن والسلام، عبر تنفيذها لمشاريع وبحوث تشاركية وموجزات سياسية؛ أجريت بالتعاون مع منظمات تقودها النساء من أعضاء التحالف الوطني الأردني، للاستجابة لأزمة اللجوء وجائحة كورونا وتبعاتها.
وأكدت محارب، على أهمية تفعيل هذا القرار الأممي محلياً وبشكل خاص بعد موجة الربيع العربي والتوترات والأزمات الإقليمية، مشددة على أهمية رفع كفاءات وقدرات العاملين في المجتمع المدني وفهم دوره في تفعيل محلية القرار بشكل أكبر، في ظل العديد من المخاطر التى تواجه مجتمعاتنا.
فيما شهدت الزيارة استعراضاً أمنياً لمرتبات الشرطة النسائية، فضلاً عن نقاشات ومداخلات بين عضوات "نساء النهضة" وقيادة الشرطة النسائية، حيث أكدن على ضرورة التعاون والتشارك بين كافة الجهات لتعزيز تواجد النساء في مركز صنع القرار في جميع المجالات، ورفع كفاءات النساء في مراكز حماية الأسرة للتعامل مع الحالات بشكل أمثل، خصوصاً أن 99% من الضحايا نساء وأطفال. كما تم التأكيد على أهمية زيادة عدد النساء في المواقع القيادية في أجهزة الأمن والجيش وقوات حفظ السلام، وتخصيص الموازنات لتفعيل محلية القرار 1325 لتسهم المرأة جنباً إلى جنب مع الرجل في إحقاق التغيير المنشود.