بدعم من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أطلقت محل الاطفال (بيبي شوب)، العلامة المتخصصة في ملابس الأطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مبادرة جديدة بعنوان "نغمات السلام" تهدف إلى تغيير حياة الأطفال في مناطق الحروب والكوارث.
وتشمل المبادرة تقديم أغنية جديدة باللغة العربية بصوت الفنانة غالية شاكر، تم إنتاجها بالتعاون مع فريق متخصص من علماء الأعصاب من منصة سبيريتيون للعلاج بالموسيقى. وتهدف الأنشودة المخصصة للأطفال الذين يعيشون وسط ظروف صعبة، إلى تهدئتهم ومساعدتهم على النوم. وتوفر الأنشودة أداة حيوية للأهالي ومقدمي الرعاية، بفضل دعمها بالأبحاث القائمة على الأدلة في العلاج بالموسيقى وعلم الأعصاب من أهم المؤسسات، مثل جامعتي نيويورك وستانفورد.
وتعكس المنهجية الجديدة لمعالجة ودعم الأطفال المتضررين من الحرب التزام محل الأطفال الراسخ بمنح الأطفال الحياة الجميلة التي يستحقونها، من خلال استبدال أصوات الحرب بأنشودة تساعد على نشر الراحة والأمل في أنحاء الشرق الأوسط.
ويمكن للجمهور الاستماع إلى الأغنية على أنغامي، منصة البث الموسيقي والترفيه الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أو على منصة سبيريتيون في أنحاء العالم أو خارج الشرق الأوسط، بالإضافة إلى مشاركة الأغنية مع العائلة والأصدقاء، والتبرع على الموقع الإلكتروني Frequenciesofpeace.com، أو في متاجر محل الأطفال. وتخصص العائدات للمساعدة على توفير برامج إدارة حالات حماية الطفل للأطفال السوريين اللاجئين في لبنان.
وتظهر الدراسات العلمية مدى التأثير الكبير للموسيقى على الجهاز العصبي، لا سيما أغاني الأطفال التي أثبتت فعالية عالية في تنظيم وبناء الجهاز العصبي للطفل. ويرتكز تأليف أغنية تهدف إلى تهدئة طفل يعاني من قلق أو خوف على عدة عناصر، مثل الألحان البسيطة والتكرار والإيقاع المريح والأنغام الهادئة والناعمة والفواصل الزمنية الصغيرة، وهو ما تقوم عليه مبادرة نغمات السلام المصممة للتعامل مع الأطفال في مثل هذه الحالات.
وتشير الإحصائيات إلى أن ما يقارب 200 مليون طفل في الشرق الأوسط يعيشون في أخطر مناطق الحروب في العالم. ويصاب الأطفال المعرضون لمشاهد وأصوات العنف والحرب باضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب وارتفاع معدلات القلق أثناء النمو. ووفقاً لتقرير الاتجاهات العالمية لعام 2022 الصادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يمثل الأطفال ما يصل إلى 30% من سكان العالم، لكنهم يشكلون 41% من إجمالي النازحين قسراً. ويعاني الأطفال الذين يعيشون في الدول المتضررة من الحروب والكوارث اضطرابات نفسية، بما في ذلك القلق والحزن والتعب واضطرابات النوم.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال روبان شانموجاراجاه الرئيس التنفيذي لمحل الأطفال:" تأسست علامة محل الأطفال في قلب الشرق الأوسط، وبنت علاقة وطيدة مع العائلات في أنحاء المنطقة. ونحن ندعم حقوق جميع الأطفال في عيش حياة تتوفر فيها الرعاية المثالية وأجواء السلام. لقد منعت النزاعات القاسية العديد من الأطفال في الشرق الأوسط من أحد أبسط حقوقهم وأهمها والمتمثل بالنوم الهانئ ليلاً. وتعكس مبادرة نغمات السلام التزامنا الراسخ تجاه هؤلاء الأطفال، حيث نعمل معاً من خلال أنشودة الأطفال الجديدة على منحهم الراحة والأمل بمستقبل مشرق ومفعم بالسلام. ونشجع الجميع على الانضمام إلينا ودعمنا لتحقيق هذا الهدف السامي، إذ يمكننا معاً المساعدة على منح كل طفل الهدوء والسلام الذي يستحقه".
وبدوره، قال حسام شاهين، رئيس شراكات القطاع الخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: "تتعرض منطقتنا لضغط كبير منذ سنوات بسبب الحرب والكوارث، حيث يمثل كل يوم حالة طارئة للعديد من الأطفال الذين يولدون في الأزمات. ومع استمرار هذه الأزمات في مختلف أنحاء العالم، تسعى مبادرة نغمات السلام لتوفير بعض الراحة لهؤلاء الأطفال. وتمثل هذه الأنشودة مواساة لمن يعيشون في ظل هذه الظروف الصعبة، بينما تواصل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تلبية احتياجاتهم الملحة في مختلف أنحاء العالم. ونتعاون مع شركائنا ومنظمات الإغاثة والحكومات المضيفة لتحقيق ذلك، وندعو الجميع إلى مشاركة هذه الأنشودة مع أصدقائهم وعائلاتهم والتبرع لمساعدة الفئات المتضررة".
ومن جانبها، قالت جيمي بابست، الرئيسة التنفيذية ومؤسسة منصة سبيريتيون: "أظهرت الدراسات العلمية التأثير العميق للموسيقى على الجهاز العصبي. لا سيما الأناشيد التي أثبتت فعالية عالية في تنظيم ونمو الجهاز العصبي للأطفال. ويرتكز تأليف أغنية تهدف إلى تهدئة الأطفال مراعاة عدة عناصر مثل، اللحن البسيط والتكرار والإيقاع المريح ونبرة الصوت المنخفضة والناعمة والفواصل الزمنية الصغيرة، وهو ما تقوم عليه مبادرة نغمات السلام المخصصة للتعامل مع الأطفال في مثل هذه الحالات".
ويعاني ملايين الأطفال حول العالم من أعباء الحروب وتداعياتها، وتمنحهم الأنشودة الجديدة الأمل والمواساة في خضم الفوضى التي يعيشون بها.