أصدرت شركة ميناء حاويات العقبة، بوابة العالم إلى الأردن ومنطقة المشرق العربي، تقريرها السنوي الثاني عشر للاستدامة، والذي يسلط الضوء على إنجازاتها التي حققتها خلال العام 2022، والتي عززت معها مكانتها كمركز تجاري رائد أخضر على مستوى الأردن والمنطقة، كما جسدت عبرها التزامها بتقديم تجربة مينائية متفوقة لكل من خطوط الشحن الرئيسية التي تتعامل معها ولعملائها، وبمواصلة إحداث تأثيرات إيجابية لأعمالها المجتمعية في العقبة.
ويبين التقرير جهود الشركة المتعلقة بالتزامها الراسخ لتقديم تجربة مينائية متكاملة ومتميزة لعملائها، بالتوازي مع الحفاظ على كفاءتها التشغيلية. وكانت الشركة قد أعلنت عن رؤيتها المستقبلية لمدينة العقبة، كاشفة عن خططها الطموحة بالتعاون مع الشركة الأم المشغلة لها، شركة "إي بي إم تيرمينالز، والمنطوية على تمديد الشراكة لمدة 15 عاماً إضافياً. ويبرز التقرير الأنشطة الاستثمارية التي قامت بها الشركة؛ حيث واصلت ضخ الاستثمارات في أحدث التقنيات والمعدات المتطورة لتحسين الكفاءة التشغيلية ولتطوير العمليات لتقليل الأثر البيئي. ووفقاً للتقرير، فقد عززت الشركة حجم المناولة لديها، مسجلة 852,554 حاوية مكافئة كإجمالي حجم مناولة، مقارنة بـ765,662 حاوية مكافئة كما في نهاية العام 2021.
وبحسب التقرير، وانبثاقاً من أحد محاور استراتيجيتها للاستدامة، والمتمثل بتقليص بصمتها الكربونية، فقد أقرت الشركة استراتيجية شاملة للتخلص من الكربون، أعلنت عنها في حينه، متضمنة أهدافاً عدة تسعى معها لتخفيض إجمالي الانبعاثات بنسبة 70% بحلول العام 2030، وصولاً لما نسبته صفر% بحلول العام 2040. وفي سياق متصل، فقد عززت الشركة خطواتها الهادفة للاستثمار في حلول مواجهة التغير المناخي، حيث انخرطت في تنفيذ العديد من المبادرات الهادفة لتقليل استهلاك الطاقة وزيادة الاعتماد على أنظمة ومشاريع الطاقة الشمسية خلال السنوات المقبلة، وذلك لتغطية جزء كبير من احتياجاتها الطاقية السنوية من خلال مصادر متجددة. وقد نالت الشركة مع تنوع جهودها وبرامجها البيئية خلال العام الماضي 2022 وللمرة الثالثة على التوالي، شهادة مراجعة نظام الإدارة البيئية الخاصة بالموانئ PERS، والممنوحة لها من قِبَل منظمة الموانىء الأوروبية (ESPO).
وحول إصدار التقرير، قال الرئيس التنفيذي لشركة ميناء حاويات العقبة، هارالد نيجوف: "سعداء بالإصدار الثاني عشر من تقريرنا السنوي للاستدامة، والذي يظهر مدى التزامنا المستمر بمبادئ وفعاليات الاستدامة والشوط الكبير الذي قطعناه. فخورون بما أحرزناه من تقدّم في هذا المجال، مع التزام شديد وخطط كفؤة نواصل عبرها الابتكار والتحديث للوصول إلى مستقبل أكثر استدامة."
وفي ما يتعلق بطاقاتها البشرية التي توليها اهتماماً كبيراً، خاصة من حيث تطويرها وتعزيز كفاءتها وتفعيل مشاركتها، فقد حققت الشركة حسب أرقام التقرير إنجازاً هاماً؛ بأن حظي ما نسبته 100% من موظفيها بتقييم سنوي لأدائهم، مسجلة رقماً قياسياً لمشاركتهم ورضاهم بلغ قدره 4.14 درجة على مؤشر المشاركة والرضى. وتؤكد استراتيجية التحول التي تتبناها الشركة في طريقة العمل لديها، على أنها تعتبر موظفيها أهم أصولها الأكثر قيمة، مما أسفر عن تمكين قوة عاملة شديدة التحفيز والتفاني. هذا ووفرت الشركة من خلال استراتيجيتها بما انطوت عليه من برامج، مجموعة متنوعة من فرص التدريب التي أتاحتها أمام الموظفين، مما أدى إلى زيادة عدد ساعات التدريب المنفذة بمقدار ستة أضعاف، مشتملة على مزيج من البرامج الداخلية والخارجية وورش العمل، التي غطت العديد من المواضيع مثل إدارة الرافعات، وإدارة المخزون، والتخطيط، وغيرها. ومع برامج استراتيجيتها، فقد أثرت الشركة سجلها من حيث الإدارة المتميزة لطاقاتها البشرية التي تؤمن بأن الاستثمار بها وتحقيق رضاها هو الطريق المؤدي لتعزيز وتنمية أعمالها، وخلق القيمة المضافة لعملائها، بما يدعم مساعيها لتحقيق رؤيتها بأن تصبح شركة عالمية متميزة.
وفي ما يتعلق بمنظومتها للصحة والسلامة المهنية، والتي تواصل وضعها في أعلى قائمة أولوياتها، فقد نجحت الشركة خلال العام 2022 في الحفاظ على معدلات سلامة لا تضاهى، بواقع صفر وفيات، إلى جانب تعزيز البيئة الآمنة بتعزيز الوعي بمبادئ وقواعد الصحة والسلامة، من خلال إشراك ما نسبته 100% من طاقاتها البشرية والمقاولين الخارجيين في تدريبات شاملة حول هذه المبادئ والقواعد. وكجزء من التزامها المتواصل بتعزيز القدرة على الاستجابة للطوارئ، فقد تعاونت الشركة مع العديد من الأجهزة الحكومية والأطراف المعنية لتنفيذ العديد من التمارين الشاملة في إطار احتفالها بيوم السلامة العالمي، إلى جانب مشاركتها في برنامج تبادل المعرفة مع ميناء "إي بي إم تيرمينالز البحرين" الذي توَاَصل على مدار شهر كامل. وكمحصلة لمختلف مبادراتها المتعلقة بالصحة والسلامة المهنية، فقد تمكنت الشركة من الارتقاء بمعاييرها في هذا المجال والانتقال بها إلى آفاق أكثر تقدماً، معززة بيئة عملها الآمنة والصحية لجميع الأطراف المعنية بأعمالها.
وعلى مستوى مسؤوليتها المؤسسية المجتمعية، فقد واصلت الشركة كما أظهر التقرير التزامها الشديد تجاه تنمية وتمكين المجتمع المحلي لمدينة العقبة، مسهمةً في إحداث المزيد من الفوارق والتأثيرات الإيجابية، وذلك عبر قائمة من المبادرات التي ركزت معها على ثلاثة محاور أساسية تمثلت في: التعليم، والصحة، والحفاظ على البيئة. وكانت الشركة قد انخرطت في العام 2022 في 10 مبادرات للعمل المجتمعي المؤسسي، ما رفع من حجم استثماراتها في العمل المجتمعي بنسبة بلغت 38%، مسجلة مشاركة واسعة من قبل موظفيها المتطوعين بواقع 543 متطوعاً لتنفيذ العديد من المشاريع والبرامج، بالإضافة لمواصلة التعاون الاستراتيجي مع شبكة شركائها من منظمات المجتمع المدني، بما في ذلك مؤسسة الحسين للسرطان وتكية أم علي.
وإذ ترسي الشركة معياراً جديداً لعمليات الموانئ المستدامة والكفؤة، فإنها تواصل خطاها نحو تعزيز والارتقاء بمكانتها لتظل المركز التجاري الرائد الأخضر على مستوى الأردن والمنطقة، الذي يتميز بما يقدمه من تجارب مينائية متفوقة، وبما يقوم به من مبادرات ذات أبعاد تنموية تسهم في ازدهار المجتمع الذي يحتضن أعمالها.