شهد العالم في الآونة الاخيرة سلسلة من الكوارث الطبيعية التي لم تشهدها المنطقة سابقاً، لا بل وقعت العديد من هذه الكوارث الطبيعية باكثر من بقعة من بقاع الأرض بشكل لم يشهده العالم من قبل ، و قد خلفت هذه الكوارث خسائر بشرية و مادية فادحة .
و تسائل البعض هل كان بالإمكان الحيلولة دون وقوع هذه الكوارث الطبيعية ، حقيقة لا نعلم الإجابة فلقد تم الامر سريعاً و على حين غفلة، لكن امام ما نشاهده من تطور كبير في استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في كافة المجالات ،
الا يستطيع العالم أن يسخر هذه التكنولوجيا بتقنيتها الحديثة في تطوير نظام باستطاعته التنبؤ بالكوارث الطبيعية قبل و قوعها ،وماذا عن تشجيع الأبحاث العلمية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي من قبل جميع القطاعات العام منها و الخاص حكومات و مؤسسات بحثية كذلك شركات التكنولوجيا
يحتاج الامر الى وقفة جادة لايجاد حلول ناجعة للحيلولة دون وقوع هذه الكوارث ، او اقلها التنبؤ المسبق بتاريخ حدوثها. و العمل على تنفيذ أنظمة الإنذار المبكر في ظل تضاعف الكوارث التي يواجهها العالم اليوم .
و لقد دأبت كثير من الدول على اعداد خطط و استراتيجيات بهدف الحد من الكوارث الطبيعية ، و الدولة الأردنية كما هي دوماً سباقة على المستوى الإقليمي في إعداد الإستراتيجيات و الخطط الكفيلة بمواجهة التحديات و الأزمات ،
فلقد عمدت الحكومة الى أعداد إستراتيجية وطنية بالتنسيق مع كافة الجهات لتعمل معاً تحت مرجعية موحدة للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية ، لضمان الفاعلية في مواجهتها ، تقوم على ثلاث محاور تبدأ بالتأهب و الاستعداد المسبق للكوارث من خلال إعداد كوادر مدربة و من ثم مواجهتها يتبعها استعادة القدرات و إعادة التأهيل لتجاوز آثارها ، الامر الذي من شأنه تقليل الخسائر البشرية و المادية على حد سواء .
فمن أساسيات او فن إدارة الأزمات هو التخطيط المسبق للاستجابة للأزمة باقل جهد و باقل خسائر ممكنه .
وهذا ما لمسناه من حكمة و فطنة لسيد البلاد جلالة الملك حفظه الله عندما وجه مجلس الاعيان بعيد الزلزال الذي ضرب سوريا و تركيا ، حيثُ وجه جلالته في شهر أيار الماضي مجلس الاعيان لتهيئة الأردن في حال حدوث أي كوارث أو زلازل و أهمية الدور الاستباقي للاستعداد للكوارث والزلازل و اكد كذلك على ضرورة تدريب و تأهيل الكوادر الوطنية،و حث على ضرورة التوعية عن الزلازل و الكوارث الطبيعية ،و اعداد خطط طوارئ لمجابهة هذه الكوارث في حال حدوثها للتقليل من حجم الخيائر ، و من من باب أن الاستثمار في مجال الوقاية اقل كلفة من جهود الإنعاش و إعادة الإعمار .
اخيراً يحضرني مثل شعبي كنا نسمعه من آباءنا مفادة ضرورة الإنتباة و تدارك حدوث الامر قبل وقوعه
{قال : أبوي بجبر المكسور،،، قلو : أنا أبوي بجبرها قبل ماتنكسر }