عمان 24 أيلول (اتحاد الناشرين الأردنيين)– أقيمت ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي للكتاب الذي ينظمه اتحاد الناشرين الأردنيين بالتعاون مع وزارة الثقافة، وامانة عمان الكبرى في قاعة معرض عمان للسيارات- طريق المطار، مساء أمس السبت ندوة بعنوان" الملك المؤسس شاعرا"، بمشاركة عدد من الباحثيين والأكاديميين الأردنيين.
وقدم استاذ اللغة العربية وآدابها الدكتور حسن المجالي خلال الندوة إضاءات على شخصية الملك المؤسس، واصفا أياه بأنها شخصية متفردة امتلكت من صفات اليادة الكثير، ونجحت في ظل ظروف غير عادية.
وقال إن الملك المؤسس كان شاعرا بالفطرة، وتشرب من التراث العربي بحكم نشأته في الجزيرة العربية، مضيفا أن الثقافة العربية ترى أن فراسة الفارس لا تكتمل إلا بعد أن يكون شاعرا، وقد جمع الملك بينهما، وكان يلوذ بالشعر في بلاطه من اعباء المسؤولية، وكان شعره متميرزا بلغته التي تمتاز بمعانيها العروبية..
وتوقف الدكتور المجالي ما بين فكرة الالتزام السياسي عند المؤسس، والفن واشتراطاته التي يتوقف عندها النقاد، موضحا ان الملك المؤسس كان يمتلك وعيا بالشعر، ويرى ان للشعر اهله وخاصته ممن يمتلكون ناصيته، وعلى الرغم من ذلك كان صاحب مشروع عروبي، وظل متمسك به حتى أخر ايامه، كما ظل وفيا للشعر..
من جهته، قال استاذ النقد والادب الحديث الدكتور عماد الضمور إن الملك عبد الله الأول المؤسس هو من ارسى دعائم الحركة الثقافية في إمارة شرق الأردن، وأن هوية الدولة الأردنية بزغت ادبا وشعرا من بلاط الملك المؤسس الذي شهد تواجدا للكثير من الشعراء ومنهم عرار وعبد المنعم الرفاعي، وغيرهم من الشعراء الذي ينتمون لمدرسة كلاسيكة تميزت بتماسك خطابها الشعري، مضيفا أن الشعر في بلاط الأمير لم يكن بمعزل عن الحركة الشعرية العربية بل مواكبا لها، كما شكل مجلسه حالة من التواصل..
وذكر أن هناك قصائد كثيرة للمملك المؤسس كانت علىى شكل معارضة شعرية مع شعراء اخرين مثل صبحي ابو غنيمة وعرار، وتعكس هذه القصائد ملامح مهمة من نشأته حيث نجد في شعره النبره الحجازية، وحنينه للديار، والمدينة المقدسة، صاحب ذلك قوة في ايصال الصورة الشعرية التي تميزت بغنائها، وموضوعات مختلفة، كما كان للملك المؤسس اراء نقدية تدل على عمق التجربة الأدبية، وكانت هذه الأراء ليست انطباعية، وانما كانت نقدا معللا..
وتطرق الدكتور الضمور إلى أن أهمية شعر الملك المؤسس يدركها النقاد قبل تأسيس حيث نجد وضوحا في لبصمة الشعرية، وأكثر من ظاهرة فنية وموسيقية النظم بقوافي نادرة وهذا يدل على تأثر الملك المؤسسة بالشعراء القدماء، وصلته لاحقا بالشعراء الكلاسيكيين مثل الشاعر احمد شوقي، وغيره، وحرصة أيضا على لاطلاع على المجلات المصرية التي كانت تنشر الشعر بشكل واسع.
وكان الدكتور علي المومني، قد استهل الندوة بسيرة الامير الشاعر والملك المؤسس الذي كان شاعرا واديبا يرعى الشعراء والأدباء، وله اسهامات كثيرة في هذه المجال، كما تحدث عن مراحل مهمة من بناء الدولة، ومرحلة الاستقلال..
وذكر ان المؤرخون قالوا "ان الحركة الشعرية بدات في ديوان أو بلاط الملك المؤسس، وحيث كانت له اهتمامه شعرية، وكان يحفظ الشعر، كما تحدث عن كتبه ومؤلفاته التي طبعت اكثر من مرة والتي تبين دور الامير انذاك والملك لاحقا واهتمامه بالأدب، ودعمه للصحافة في الأردن، وكيف دفع باتجاه خلق حالة متقدمة من الاهتمام بالأدب.