عرض مسرحيون ونقاد من قطر الشقيقة مساء أمس الأربعاء في ندوة للتجربة القطرية في المسرح، من حيث النشأة، والاعتراف أي بدء المسرح بشكل احترافي، والانجازات التي تحققت خلال السنوات الماضية.
وشارك في ندوة حملت عنوان"المسرح القطري: النشأة، والاعتراف، والانجازات، واقيمت ضمن البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي للكتاب، وجاءت ضمن فعاليات دولة قطر الشقيقة ضيف شرف المعرض في دورته (22)، الدكتور حسن رشيد، والفنان والمخرج فالح فايز، وادارة الدكتور فراس الريموني.
وتحدث الدكتور حسن رشيد في بداية الندوة عن بدايات المسرح في قطر الذي تأخر قليلا عن البلاد المجاورة، ولكن تحرك مع استقلال الدولة، ومع تطبيق الابتعاث، ومن ثم مجيء عدد من المسرحيين للعمل في قطر مثل الأردني هاني صنوبر، وغيره من الأشقاء العرب.
وقال "إننا بعد ذلك بدأنا في صناعة "فرجتنا الخاصة" المرتبطة بهذا الفن، وكان المسرح لدينا إلى بشكل عام كان فرصة للتعلم، وفيه شيء من البهجة والفرجة، حيث قدمت أسماء مثل عبد الرحمن المناعي الذي ابدع في تقديم نصوص مسرحية لافتة، وغانم السليطي، وغيرهم، الكثير من الأعمال المسرحية التي كانت النواة الأساسية لها المسرح المدرسي، صاحب ذلك دعم مباشر من الدولة.
واضاف الدكتور رشيد أن الواقع الآن تغير، والقى بظلاله على المسرح الذي شهد تراحعا ملحوظا، وأصبحت العروض المقدمة باهتة، ولم نعد نشهد أعمالا كما في السابق عدا عن بعض التجارب هنا وهناك، داعيا إلى اعادة المسرح الى المدرسة والى التربية من خلال إيجاد نشاطات مسرحية طلابية، وقاعات خاصة للفنون، وتطوير مهرجان المسرح، وتكثيف البعثات الى دراسة المسرح للاستفادة من المحاولات شبابية في ايجاد حراك مسرحي دائم وجاد.
وأشار الى دور الهيئة العربية للمسرح في قيادة حراك مسرحي على مستوى الوطن العربي من خلال المهرجانات التي تقيمها في الأردن، والمغرب، وغيرها..
وعرض المخرج والفنان القطري فالح فايز للتحديات التي تواجه المسرح القطري الجاد، ومنها عدم وجود بنية مسرحية كافية لاقامة العروض عليها، وارتفاع كلفة ايجارها، يصاحب كلفة العرض المسرحي الذي يحتاج إلى أشهر من الاستعدادات والبروفات.
وأشار إلى ظاهرة أصبحت ملحوظة في السنوات الأخيرة في المشهد الثقافي في قطر، والمسرحي بشكل خاصة تمثل بوجود ما وصفه "بالغزو المسرحي من دولة اخرى" أو قدوم عروض مسرحية من خارج دولة قطر لا تعبر من المسرح في شيء، وانما "عروض تهريج" ميزتها الوحيدة ارتفاع اسعار التذاكر فقط، ولكن بدون مضمون يقدم على خشبة المسرح.
كما تحدث عن تاريخ الفرق المسرحية في قطر، وتطورها، والفرق المسرحية التي تعمل الآن في المشهد المسرحي في قطر، وتحاول أن تقدم اعمالا مسرحية تثري الساحة.
وكان الدكتور الريموني قد استهل الندوة بالحديث عن الفرق المسرحية، وتحولها إلى فرق تابعة لوزارة الثقافة، واتساع الكادر المسرحي القطري تأليفا وتمثيلا وإخراجا، وظهور أجيال مسرحية جديدة كان لها دور فاعل في توطيد علاقة المسرح بالمجتمع، خاصة أن الكثير من تلك الفرق المسرحية بدأ يأخذ بعين الاعتبار هموم المجتمع ويعكسها على أرض الواقع.