رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

«الحوار الاستراتيجي الإماراتي الكوري» يوصي بعقد منتدى سنوي لتحديد الأولويات وتنفيذ المبادرات والبرامج المشتركة

«الحوار الاستراتيجي الإماراتي الكوري» يوصي بعقد منتدى سنوي لتحديد الأولويات وتنفيذ المبادرات والبرامج المشتركة
جوهرة العرب

أوصى المشاركون في جلسات مؤتمر «الحوار الاستراتيجي بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوريا: آفاق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين»، الذي نظمته سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في سيول على مدار يومين، بالشراكة مع مركز تريندز للبحوث والاستشارات، ومركز الاتحاد للأخبار، بعقد منتدى سنوي مشترك بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوريا الجنوبية، لتحديد الأولويات المشتركة وتقديم توصيات حول أفضل الطرق والوسائل لتنفيذ المبادرات.

وأكد المشاركون ضرورة إنشاء برامج مشتركة للبحث والتطوير بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوريا الجنوبية، تركز على تكنولوجيات المستقبل المهمة والنظيفة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية واستكشاف الفضاء والثورة الصناعية الرابعة والروبوتات، إلى جانب أهمية إبرام شراكة استراتيجية جديدة في مجال الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة تكون أساساً للتعاون في سياسات التحول الرقمي.
وأشاروا إلى أهمية إنشاء مركز ثقافي في جمهورية كوريا الجنوبية لنشر الثقافة الإماراتية، بما في ذلك الفنون العربية والخط العربي، وتوسيع نطاق برامج التبادل الطلابي بحيث تشمل جلسات توعوية للطلاب حول ثقافة البلد المضيف، إضافة إلى ضرورة تعزيز ريادة الأعمال في صفوف الشباب الإماراتي والكوري، وتسهيل المشاركة في مسرعات وحاضنات ريادة الأعمال.

تكنولوجيا المناخ

كما أوصى المشاركون في جلسات المؤتمر بتوسيع التعاون الإماراتي الكوري في مجال المناخ وتسريع تحول الطاقة وتطوير تكنولوجيا المناخ، إلى جانب زيادة استخدام آليات التعاون التطوعي بموجب المادة السادسة من اتفاقية باريس، مضيفين أنه ينبغي أيضاً توسيع الشراكات العالمية على أساس الشراكة المناخية بين الإمارات وكوريا، لتحقيق أهداف خفض صافي الانبعاثات إلى الصفر بحلول عام 2050.

وطالبوا أيضاً بتسهيل عمل الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع الشركات الناشئة الخاصة على المشاركة في مبادرات التعاون التي تقودها الدولة، مع ضرورة إنشاء مؤسسات ثقافية وتنظيم معارض وفعاليات ثقافية لتعزز فرص التعاون بين الشباب، بناء على فهم القواسم المشتركة والاختلافات بين ثقافتي البلدين.

أفكار بناءة

بينما ألقى الشيخ صالح سيف الشرقي، رئيس قسم الشؤون الاقتصادية في سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية كوريا الجنوبية، الكلمة الختامية للمؤتمر، قائلاً إن الأفكار البناءة التي طُرحت في مجالات التعاون الاقتصادي والشباب والثقافة والعمل المناخي متوافقة تماماً مع الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوريا.
وذكر أنه خارج نطاق التعاون الخاص في مجال الطاقة والدفاع، خلص المشاركون في جلسات المؤتمر إلى أن التعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوريا يجب أن يركز على التكنولوجيا المستقبلية المهمة والنظيفة، مع ضرورة زيادة التعاون الثقافي في جميع المجالات، وتمكين الشباب في الدولتين من قيادة هذا التعاون.

الأمن الغذائي

وأضاف الشيخ صالح سيف الشرقي أن مؤتمر «الحوار الاستراتيجي الإماراتي الكوري» خلص أيضاً إلى أن آليات التنفيذ والمراقبة مهمة جداً، ومن المفيد النظر في عقد منتدى سنوي مشترك يقدم توصيات بخصوص أفضل الطرق والوسائل لتنفيذ المبادرات والبرامج المشتركة، مبيناً أن المؤتمر شدد على ضرورة التعاون في مشاريع الزراعة الذكية، لتقليل الاعتماد على الواردات الغذائية، وتحقيق الأمن الغذائي والاستدامة.

رؤية ثقافية مشتركة

إلى ذلك، شهد اليوم الثاني من أعمال مؤتمر «الحوار الاستراتيجي الإماراتي الكوري» جلستين رئيسيتين، تطرقت الأولى إلى «(كوب 28) وأهمية تعزيز التعاون بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا في مجال العمل المناخي»، بينما وضعت الثانية ملامح عامة وتوصيات لخريطة طريق مستقبلية حول كيفية تعزيز الشراكة الاستراتيجية الإماراتية الكورية.

وألقى الكلمة الرئيسية لثاني أيام المؤتمر، حمد الكعبي، رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، ورئيس مركز الاتحاد للأخبار، الذي أكد فيها أن دولة الإمارات وجمهورية كوريا الجنوبية لديهما رؤية ثقافية مشتركة، تتمحور حول الاعتزاز بالقيم والهوية الوطنية والحفاظ على الموروث الحضاري، وفي الوقت نفسه الانفتاح على العالم بروح التعاون والشراكة.

تنمية وتميز 

وأشار الكعبي إلى أن التنمية والتميز والتواصل الإيجابي مع العالم قواسم مشتركة تجمع دولة الإمارات العربية والمتحدة وجمهورية كوريا الجنوبية، كما تحقق علاقاتهما المتنامية إنجازات كبرى في المجالات كافة، حيث تتشابه الإمارات وكوريا في قدرتهما على مواجهة التحديات، فالإمارات تعيش في منطقة الشرق الأوسط التي عادة ما تشهد توترات سياسية وصراعات قديمة متجددة، واستقطابات خارجية، وجمهورية كوريا تعيش في منطقة شمال شرق آسيا، المنطقة الوحيدة في العالم التي لا تزال تعيش تداعيات الحرب الباردة.

بناء عالم أفضل

عقب ذلك، انطلقت الجلسة الأولى التي جاءت تحت عنوان: «(كوب 28) وأهمية تعزيز التعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوريا في مجال العمل المناخي»، وأدارتها سمية الحضرمي، نائبة رئيس قطاع تريندز جلوبال في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، وتحدث خلالها الدكتور سالم الزحمي، نائب عميد كلية الهندسة، وأستاذ مساعد بقسم الكيمياء والبترول في جامعة الإمارات العربية المتحدة، عن «كوب 28» ورؤية دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن تعزيز العمل المناخي الدولي.

وأشار إلى أن العمل المناخي يحتل موقعاً محورياً في جميع الجهود التي تبذلها قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، ونحن نرى أن مواجهة التغير المناخي ليست مسألة ضرورية وملحة فحسب، بل هي أيضاً فرصة هائلة، مضيفاً أن الإمارات تؤمن بأن العالم إذا تمكن من توحيد جهوده الآن لوقف التغير المناخي، فسينجح في بناء عالم أفضل وأكثر أماناً للجميع في كل مكان.
وبين الزحمي أن الإمارات تمتلك الإمكانات اللازمة لتصبح دولة مصدرة للطاقة النظيفة، وتقدم للمناطق المحيطة بها خبراتها في مجال الطاقة المتجددة وتزودها بالطاقة الكهربائية الفائضة لديها، وهذا يمكن أن يساهم في التحول العالمي نحو مصادر الطاقة النظيفة، موضحاً أن رؤية الإمارات ليست خاصة بها فحسب، بل هي رؤية للعالم كله، ومن خلال تكاتف العالم يمكن ترجمة هذه الرؤية إلى واقع يعزز الصحة والاستدامة والقدرة على الصمود للبشرية جمعاء.

الحياد الكربوني

وحول «توقعات وأولويات جمهورية كوريا في (كوب 28) في دولة الإمارات»، أكد سيون جي، مدير فريق التعاون الإنمائي العالمي بمركز تغير المناخ في كوريا الجنوبية، أن حكومة كوريا الجنوبية في شهر أبريل من هذا العام قامت بمراجعة خطة الحياد الكربوني لتحقيق المساهمات المحددة وطنياً، مضيفاً أنه ينبغي بذل جهود أكثر لتوسيع الشراكات الدولية من أجل تعزيز الأنشطة الهادفة لخفض انبعاثات الكربون.

وبين أن اللجنة الرئاسية للنمو الأخضر المحايد للكربون ووزارة التجارة والصناعة والطاقة ستقومان بإنشاء منصة لتبادل الآراء مع حكومات البلدان الأخرى والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص تحت شعار «توسيع الشراكات العالمية»، مشدداً على ضرورة مواصلة التعاون بين الإمارات وكوريا في مختلف المجالات، خاصة تحول الطاقة وتكنولوجيا المناخ، لتحفيز الاستجابة العالمية للمناخ.

طاولة مستديرة

وفي سياق متصل، تحولت الجلسة الثانية إلى طاولة مستديرة، سعى المشاركون فيها إلى رسم خريطة طريق لمستقبل الشراكة الاستراتيجية الإماراتية الكورية، كما قدموا آراءهم ووجهات نظرهم حول آليات تعزيز هذه الشراكة، وأدر المداخلات والنقاش أحمد اليماحي، الإعلامي ومقدم البرامج في تلفزيون أبوظبي.

الاقتصاد الرقمي

وأكد الدكتور صلاح الغول، المحلل الاستراتيجي، وخبير العلاقات الدولية والقضايا الجيوسياسية، أن هناك فرصاً واعدة للتعاون بين دولة الإمارات وكوريا الجنوبية في مجالات الزراعة الذكية، والطاقة النظيفة، لاسيما الهيدروجين الأخضر.
وبين أن الدولتين تمتلكان أيضاً الكثير من فرص التعاون البناء في مجال الاقتصاد الرقمي الذي يشمل «التجارة الإلكترونية، والتقنيات المالية، وخدمات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات»، فضلاً عن تطوير اقتصاد المعرفة، مضيفاً أن الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين دولة الإمارات وكوريا الجنوبية تُجسد التقاءً مثالياً بين معجزة الصحراء في الخليج ومعجزة نهر الهان.

تبادل معرفي

من جانبه، أشار الدكتور هاي وون جيونج، الأستاذ المساعد في كلية الدفاع الوطني بدولة الإمارات، إلى أن النهج الدبلوماسي العام الذي تتبعه دولة الإمارات العربية المتحدة في تعاملها مع كوريا الجنوبية يتمثل في التواصل مع الأوساط الأكاديمية، وتحديد فرص المشاركة في المؤتمرات والفعاليات، إلى جانب المشاركة في برامج التبادل الثقافي والمعرفي الدولي بين البلدين، والتعاون مع القنوات التلفزيونية الكورية لبث برامج وأفلام وثائقية عن التاريخ والثقافة الإماراتية.

قواسم مشتركة

أما الدكتور إيونجي كيم، زميل أبحاث أول في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة هانكوك للدراسات الأجنبية، فبين أنه بعد تسمية عام 2020 عاماً للتبادل الثقافي الكوري الإماراتي، عقد البلدان فعاليات متنوعة احتفالاً بالذكرى الأربعين لبدء العلاقات الدبلوماسية بينهما، معتقداً أن هذا منح شعبي البلدين فرصة لفهم كل منهما الآخر.

ويرى أن هناك فرصاً كثيرة للتعاون بين جمهورية كوريا والإمارات العربية المتحدة، وهذه الحوارات الاستراتيجية يجب أن تستمر بصورة منتظمة، حيث إن الوقت مناسب الآن لتوسيع التعاون بين القطاع الخاص في البلدين بشكل مستقل عن التعاون بين الحكومتين، مطالباً بإنشاء مؤسسات ثقافية وتنظيم معارض وفعاليات ثقافية مشتركة لتعزيز فرص التعاون الثقافي بين البلدين، بناء على فهم القواسم المشتركة والاختلافات بينهما.

تعاون ثلاثي

واقترح البروفيسور إل كوانغ سونغ، رئيس مختبر البحوث السياسية والاقتصادية بمركز الدراسات الشرق أوسطية والإسلامية في جامعة كوريا، التعاون الاقتصادي الثلاثي بين الإمارات وإسرائيل وكوريا، حيث يتعين على كوريا الجنوبية أن تسعى إلى تحقيق المصالح المشتركة للدول الثلاث على أساس مبدأ فصل السياسة عن الاقتصاد، حتى يتمكن التعاون الاقتصادي الموجه للقطاع الخاص من البناء على التعاون القوي بين البلدين.

وذكر أن هناك العديد من المقترحات السياسية، ومنها تشكيل فريق عمل للتعاون الثلاثي لتحقيق التكامل بين رؤوس الأموال والتكنولوجيا والإنتاج، إلى جانب أهمية إنشاء نموذج تعاون في صناعة الهيدروجين بين الإمارات وكوريا وإسرائيل، ما يمكن الدول الثلاث من العمل معاً لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تسعى إلى الاستثمار في الاقتصاد الأزرق، وبالتالي فإن الاقتصاد الأزرق مجال واعد للتعاون الثلاثي.

  • «الحوار الاستراتيجي الإماراتي الكوري» يوصي بعقد منتدى سنوي لتحديد الأولويات وتنفيذ المبادرات والبرامج المشتركة
  • «الحوار الاستراتيجي الإماراتي الكوري» يوصي بعقد منتدى سنوي لتحديد الأولويات وتنفيذ المبادرات والبرامج المشتركة
  • «الحوار الاستراتيجي الإماراتي الكوري» يوصي بعقد منتدى سنوي لتحديد الأولويات وتنفيذ المبادرات والبرامج المشتركة
  • «الحوار الاستراتيجي الإماراتي الكوري» يوصي بعقد منتدى سنوي لتحديد الأولويات وتنفيذ المبادرات والبرامج المشتركة