رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

سقوط الحضارة الغربية بقلم الدكتور عثمان السواعي، الأمين العام لحزب الشعلة الأردني.

سقوط الحضارة الغربية بقلم الدكتور عثمان السواعي، الأمين العام لحزب الشعلة الأردني.
جوهرة العرب



لقد ملأ الغرب وأتباعه ومعجبوه العالم ضجيجا بالترويج لحضارتهم وقيمهم الإنسانية، فانساق الكثيرون دولا وجماعات وأفرادا وراء تلك الحضارة المزعومة.
فقد ادعى الغرب أنه الراعي العالمي للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وأعطى النساء والأطفال مساحة واسعة من (إنسانيته وحضارته وصدره الرحب).
ولم يكتف طبعا بنشر هذه (القيم السامية) داخل حدود بلاده، بل عمل جاهدا ونجح إلى حد بعيد في تصدير هذه الحضارة المزعومة إلى دول العالم وخاصة تلك التي فقدت بوصلتها وتخلت عن ثقافتها وعن إرثها الحضاري والثقافي.
وقد ساعدهم في ذلك أنصاف المثقفين المنسلخون عن أمتهم وحضارتها وثقافتها وتاريخها، الذين وجدوا في الثقافة والحضارة الغربيتين بريقا زائفا أعمى أبصارهم وبصائرهم.
ولم يقف الانجرار وراء الغرب عند حد القناعات والتنظير ، بل تعدى ذلك إلى التأثير الفعلي في المجتمعات التي ينتمي إليها أنصاف المثقفين والمهووسون بالبريق الغربي. فقد وُجدت الحركات النسوية التي تمادت كثيرا في تصوير المرأة العربية المسلمة كضحية مظلومة وبلا أدنى حقوق ، والمطالبة بحقوق لها على أساس ما تروج له الحضارة الغربية الزائفة.
أما في موضوع الأطفال، فقد اعتبر المهووسون بالغرب أن أطفالنا أيضا لا تنصفهم حضارتنا وأنه لا بد لنا من أن نستقي تشريعات خاصة بهم مستوردة من الغرب (الإنساني المتحضر).
وعلى الرغم من أن حوادث تاريخية عديدة أظهرت كذب وزيف الغرب إلا أن طوفان الأقصى جاء ليعري هذه الحضارة من كل الأقنعة الزائفة ويكشفها على حقيقتها. فها هي دول الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان تخلع عباءة الزيف وتظهر على حقيقتها الكاملة ضاربة بكل القيم والمبادئ الإنسانية عرض الحائط متجاهلة تماما القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
فهي تدعم بكل قوة طغيان إسرائيل وهمجيتها وتمدها بكل أسباب القوة لقتل أطفال غزة ونسائها وشيوخها ، وحرمان الأحياء منهم من أساسيات الحياة كالماء والطعام والكهرباء.
إن موقف الغرب من طوفان الأقصى ومن العدوان الإسرائيلي على غزة يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الحضارة الغربية قد سقطت إلى أسفل سافلين ، وأنها لا تصلح للتصدير إلى العالم. إنها حضارة زائفة تقوم على الكذب والإجرام والوحشية وكراهية الآخر.
بالمقابل، فإن حضارتنا العربية الإسلامية حضارة راقية تقوم على العدل والمساواة والإنسانية. ولقد أفلح جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في قمة القاهرة للسلام عندما ذكّر مستمعيه الأجانب بالعهدة العمرية التي تعكس حضارة العرب ورقيهم .