في تاريخ 7 أكتوبر وبعد الاعلان عن تنفيذ عملية "طوفان الأقصى " ، أصبح الناطق الإعلامي باسم كتائب القسام أبو عبيدة الملقب ب "الملثم" حديث الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ، لينتظره الملايين حول الشاشات في خطاب رسمي وكأنه الأمل الوحيد في هذا الحرب .
هكذا يكون منصب الناطق الإعلامي ، نجم عملية طوفان الاقصى وأسد المقاومة ومصدر رعب للعدو وملهماً للعالم العربي والغربي ، يرفع المعنويات ويدافع بامكانيات بسيطة .. يهدد بالكلمات ويمطرهم بالجحيم والنار ، يضبط على ساعته العدو قبل الصديق .
يظهر الملثم دائما في لغة جسد تدل على القوة من خلال إشارة السبابة والتوعد ، واستخدام يده للتعبير عن استعدادهم للدفاع عن فلسطين وأبنائها ، ودائما وفي كل خطاب له يختم بعبارة ( وإنه لجهاد نصر أو استشهاد ) ، يخرج على الشاشة ليثلج صدور من كانوا ف انتظاره ،وخطاباته تستحق الوقوف عندها من ناحية الصيغة للخطاب وأسلوبه في الالقاء .
الشريان الرئيسي للحرب وصوت المقاومة الفلسطينية في ظل الصراع ، والناطق الإعلامي الذي اذا تحدث صدق واذا وعد فعل ليعتبره الجميع مصدر ثقة وقوة عالية بعدما أطل على الشاشة للمرة الأولى في عام 2006 ، وتحول الى رمز للشارع العربي الذي يرى فيه صورة البطل الحقيقي .
في خطاب سابق للملثم ،وجه كلمة لزعماء العرب قال فيها :"إلى زعماء وحكام أمتنا العربية .. نقول لكم من قلب المعركة التي تشاهدون ولا شك تفاصيلها عبر شاشاتكم ، إننا لا نطالبكم بالتحرك لتدافعوا عن أطفال العروبة والإسلام في غزة من خلال تحريك جيوشكم ودباباتكم لا سمح الله " ، فكلمة لا سمح الله نستخدمها بشكل يومي ولكن كانت بلسان أبو عبيدة لها معنى عميق وواضح في نفوس الأمة العربية لتصبح "تريند " مواقع التواصل بآلاف التغريدات .
الرجل الملثم بالكوفية الحمراء تجمتع فيه معاني الهيبة والقوة والثقة ، الرجل المتخفي المكنى بأبو عبيدة خروجاته الاعلامية قليلة ولكنها كالسيف على العدو ، الرجل الفلسطيني الملثم رمزاً للقوة وشريان الحرب .