الملكة تندد بـ"الوضع الإنساني الكارثي" في قطاع غزة
الملكة تتساءل كم عدد الأشخاص الذين يجب أن يموتوا قبل أن يستيقظ ضميرنا العالمي؟
الملكة ترى أن أوامر الإخلاء في غزة مسعى إسرائيلي لمحاولة إضفاء الشرعية على أفعالهم
الملكة: على إسرائيل أن تدرك أخيراً أنها إذا أرادت أمنها، فالمسار الأضمن هو السلام
حثت جلالة الملكة رانيا العبدالله، الأحد، على دعوة جماعية لوقف إطلاق النار في غزة، منددة بـ"الوضع الإنساني الكارثي" في القطاع.
ورأت في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية، أن حجة البعض بأن وقف إطلاق النار سيساعد حركة حماس، عبارة عن دعم وتبرير لموت الآلاف من المدنيين، وهو أمر مستهجن من الناحية الأخلاقية وغير عقلاني، ويدل على قصر نظر.
وقالت الملكة، إن السبب الأساسي لهذا الصراع هو الاحتلال غير المشروع، ووجود انتهاكات روتينية لحقوق الإنسان، وإنشاء مستوطنات غير قانونية، وتجاهل لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وأكدت أهمية معالجة هذه الأسباب الجوهرية، وقالت: "يمكنك قتل المحارب، لكن لا يمكنك قتل القضية".
المسار الأضمن هو السلام
وتعتقد الملكة أنه لا بد أن تدرك إسرائيل أخيراً أنها إذا أرادت أمنها، فالمسار الأضمن هو السلام، ورأت أن أقوى جيش وأكثر أجهزة الاستخبارات قدرة، وحتى القبة الحديدية، والجدار العازل، لن يحمي أمن إسرائيل، بقدر السلام، وقالت "أعتقد أن هذا هو المسار الذي يتعين علينا اتباعه الآن".
أشارت جلالتها إلى أن هناك نحو 10 آلاف شهيد في غزة منذ بداية الحرب، قرابة نصفهم من الأطفال، وقالت "هذه ليست مجرد أرقام، فكل واحد من هؤلاء الأطفال كان يعني كل شيء لشخص ما".
"مصطلح يجب ألا يكون"
وتحدثت الملكة عن تداول مصطلح في القطاع (Wounded Child No Surviving Family) أي طفل جريح ليس له عائلة على قيد الحياة، قائلةً، إنه مصطلح يجب ألا يكون له وجود أبداً، لكنه موجود في غزة.
وتساءلت الملكة كم عدد الأشخاص الذين يجب أن يموتوا قبل أن يستيقظ ضميرنا العالمي؟ أم هل هذا أمر لاغ عندما يتعلق بالفلسطينيين؟
"ليست حماية بل تهجير"
وفندت جلالتها خلال المقابلة، الادعاءات الإسرائيلية أنهم يفعلون كل ما في وسعهم لحماية المدنيين في غزة.
ورأت أن تخيير الإسرائيليين لـ1.1 مليون شخص في شمال قطاع غزة بين مغادرة منازلهم أو المخاطرة بحياتهم، ليست حماية للمدنيين، بل "تهجير قسري".
ولفتت إلى تصريحات وكالات الأمم المتحدة والمنظمات العالمية حول عدم "وجود مكان آمن في غزة" وتابعت: حتى المناطق التي طلب (الإسرائيليون) من الناس اللجوء إليها وسموها بـ "المناطق الآمنة" تعرضت للقصف أيضاً.
ورأت أن أوامر الإخلاء التي يرسلها الإسرائيليون للفلسطينيين عبر الإنترنت والتلفزيون عبارة عن "مسعى إسرائيلي لمحاولة إضفاء الشرعية على أفعالهم".
ورأت الملكة أن تقليل المسؤولين الإسرائيليين من شأن الضحايا الفلسطينيين بذريعة أنهم دروع بشرية أمر مثير للغضب، وقالت "في مكان مثل جباليا، التي هي من المناطق الأعلى كثافة سكانية في غزة، وغزة نفسها واحدة من أكثر بقاع الأرض اكتظاظاً بالسكان، موت المدنيين ليس غير مقصود أو عرضيا، بل هو أمر محتوم".
وأكدت حاجة المدني للحصول على الحماية الكاملة بموجب القانون الإنساني الدولي، والحاجة إلى الانصياع للقانون الدولي.
وقالت، إن المسؤولية تقع على عاتق الدول لتقييم المخاطر على حياة المدنيين قبل إطلاق أي رصاصة، وقبل إسقاط أي قنبلة، وإذا كان هذا الخطر غير متناسب مع الهدف العسكري فإنه يعد غير قانوني.
وفي إجابتها على سؤال حول تزايد التعصب في الولايات المتحدة ضد اليهود والمسلمين، أدانت جلالتها بشكل قاطع معاداة السامية والإسلاموفوبيا، مشيرة إلى "أننا نحن المسلمين علينا أن نكون أول من يدين معاداة السامية لأن الإسلاموفوبيا هي الوجه الآخر لنفس المرض".
وقالت جلالتها "لدينا تاريخ طويل من التعايش السلمي. لذلك، الأمر لا يتعلق بالدين بل بالسياسة".
وأشارت إلى أن "ما رأيناه في السنوات الأخيرة هو استخدام تهمة معاداة السامية كسلاح لإسكات أي انتقاد لإسرائيل. لذلك فإن المدافعين أو المؤيدين لإسرائيل الذين لا يستطيعون الدفاع عن تصرفات إسرائيل أو سلوكها، يلجؤون إلى إنهاء الحوار عبر المساواة بين انتقاد إسرائيل ومعاداة السامية. دعوني أكون واضحة تماماً، أن تكون مؤيداً للفلسطينيين لا يعني معاداة السامية".