رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

الصفدي : أن ما يجري في غزة لا يمكن تبريره دفاعاً عن النفس، بل هي حرب تقتل الأبرياء،

الصفدي : أن ما يجري في غزة لا يمكن تبريره دفاعاً عن النفس، بل هي حرب تقتل الأبرياء،
جوهرة العرب

الجزء الأول

عمّان، ٨ تشرين الثاني، ٢٠٢٣ - أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي أن ما يجري في غزة لا يمكن تبريره دفاعاً عن النفس، بل هي حرب تقتل الأبرياء، والأطفال، والنساء، والشيوخ، وتحيل غزة خراباً، ولن تحقق أمناً لإسرائيل، ولن تحقق سلاماً في المنطقة.

وقال الصفدي، في مقابلة على التلفزيون الأردني اليوم، إن العالم بدأ يستمع إلى الرواية الأردنية التي سبقت الحرب، بأن لا حل، ولا أمن، ولا سلام ولا استقرار في المنطقة إلا بحل القضية الأساس وهي القضية الفلسطينية، وأن كل طروحات القفز فوق القضية الفلسطينية، طروحات عدمية، عبثية، أثبتت الحرب بوجع وبألم كبير وبخسارة كبيرة أنها طروحات لا قيمة لها.  

وفي رد على سؤال حول أثر الجهود الدبلوماسية التي قادها جلالة الملك عبد الله الثاني في سياق تواصله العربي والدولي والإقليمي، لحشد موقف دولي يضغط على إسرائيل، ويخفف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، قال الصفدي "الأثر نراه في المواقف الدولية التي بدأت تعبر عن نفسها بشكل أكثر قوة ضد هذه الحرب ودماريتها، نرى أن هنالك إدراك أكبر للحاجة لإيصال المساعدات الإنسانية لغزة"، مشيراً إلى أن ما دخل إلى غزة من مساعدات حتى الآن لا يكفي، وموضحاً بأن غزة كانت تحصل يومياً على حوالي ٥٠٠ شاحنة، وأنه قد دخل غزة منذ الحادي والعشرين من الشهر الماضي حتى الآن لم يتجاوز ٦٢٥ شاحنة، مؤكداً بأن "الحاجة ما تزال كبيرة، الكارثة الإنسانية ما تزال كبيرة". وأضاف "العالم كله يرى مشاهد القتل والموت والتجويع، ومشاهد فقدان المستشفيات لأبسط مقومات علاج المرضى والجرحى".

وشدد الصفدي على أن الأردن مستمر وفي جهود لا تنقطع يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني من أجل إيقاظ العالم إلى خطورة ما تقوم به إسرائيل، وقال "أولوياتنا واضحة، نريد أن نوقف هذه الحرب، والوصول إلى وقف لإطلاق النار بأسرع وقت ممكن، إدخال ما يكفي من المساعدات إلى غزة"، مؤكداً بأن هذا جهد يعمل الأردن بالتنسيق مع الأشقاء في الدول العربية والمجتمع الدولي من أجله، ويبادر الأردن بجهوده خاصة في هذا الإطار، مشيراً إلى إنزال طائرة لنشامى القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي،  الإمدادات الطبية للمستشفى الميداني الأردني في غزة والذي يعمل منذ العام ٢٠٠٩. 

وأضاف "إذا أراد العالم أن يحول دون تكرار ما يجري من كارثة، فالطريق واضحة وهي حل سياسي شامل على أساس حل الدولتين يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران ١٩٦٧، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل". وقال "خطابنا مع العالم كان له صدى أوسع لأننا اتخذنا موقفاً مبدئياً منسجماً مع قيمنا الإنسانية، مع ثوابتنا، مع قيمنا الدينية بأن قتل المدنيين مرفوض من الجانبين، وهذا عبرت عنه الجامعة العربية في قرارها الذي اتخذته عندما اجتمع وزراء الخارجية بعد أيام من بدء الحرب"، وزاد "نحن نريد السلام والأمن الذي يحمي حيوات الناس جميعاً، يحول دون تكرار الحرب، ونؤكد على ضرورة التزام القانون الدولي الذي يجرم حرمان أهل غزة من الماء والدواء، ويحرم استهداف المستشفيات ويحرم العقاب الجماعي الذي تشهده غزة".

وأكد الصفدي استمرار الجهود في مواجهة القرار الإسرائيلي، الذي حتى اللحظة، يرفض أن يستمع إلى صوت العالم الذي عبرت عنه الجمعية العامة بدعم ثلثي أعضاء الجمعية العامة، والذي يدعو لوقف الحرب. وأوضح الصفدي "العالم الآن وحتى الذين يدعمون إسرائيل ويدعمون ما يسمونه دفاعاً عن النفس، يقولون أن على إسرائيل أن تلتزم بالقانون الدولي"، مؤكداً بأنها لا تلتزم بذلك.

وأكد الصفدي "سنبقى الأقرب إلى فلسطين وإلى أهلنا، جلالة الملك يكرس كل إمكانات المملكة من أجل نصرة أشقائنا، ووقف هذه الحرب، والذهاب باتجاه مستقبل يسوده الحق، ويلبي حقوق الشعب الفلسطيني، فيكون مستقبل سلام للجميع". 

وفي إجابة على سؤال حول التهجير القسري، قال الصفدي "كلام جلالة الملك قطع كل حديث في هذا الموضوع، كان واضحاً صريحاً مباشراً أن هذا خط أحمر لن نسمح بتجاوزه، فالموقف ثابت"، وزاد "نقلنا هذا الموقف إلى المجتمع الدولي الذي لم يكن كله يدرك تبعات التهجير، شُرِح هذا الموقف لهم بشكل واضح، ولا توجد أي دولة في العالم تقول بتهجير الفلسطينيين، كل الدول تقر بأن هذا أمر لا يمكن أن يكون خياراً أمام إسرائيل". وزاد "هو خرق للقانون الدولي، هو محاولة لترحيل الأزمة، التي أوجدها ويفاقمها ويبقيها الاحتلال ولن تنتهي إلا بانتهائه، إلى دول الجوار"، مؤكداً "لن نسمح بحل القضية الفلسطينية على حساب الأردن، وعلى حساب حق الشعب الفلسطيني في أن يعيش بحرية وكرامة على تراب وطنه". 

وفي رد على سؤال، قال الصفدي "جولات جلالة الملك في أوروبا واتصالاته مع كل قادة العالم كانت واضحة في نقل الموقف الأردني العربي الفلسطيني بشكل واضح، بأن هذه حرب ليست حرباً دينية هذه حرب حول حقوق، حرب في سياقها الذي انطلقت فيه". وزاد "الصراع لم يبدأ في السابع من الشهر الماضي، لا بد أن نفهم السياق الذي أوصلنا إلى هذا اليوم حتى نتعلم ويتعلم العالم، لأن نحن نعرف ماذا كان مطلوباً". وأضاف "تركيزنا الآن، والجهد الذي يقوده جلاله الملك هو كيف نضمن أن ما كان سابقاً من طروحات وتوجهات اقتنعت زيفاً بأنها يمكن أن تقفز فوق القضية الفلسطينية للوصول إلى سلام إقليمي، هو طرح عبثي لا قيمة له ولا أثر، وأن السبيل الوحيد لتحقيق السلام هو حل الدولتين الذي يلبي حقوق الشعب الفلسطيني". 

وقال الصفدي "مطالبنا واضحة وتحدث جلالة الملك بوضوح في مؤتمر القاهرة عندما قال إن حياة الفلسطينيين ليست أقل قيمة من حياة أي إنسان آخر على هذه الأرض، للحياة القيمة نفسها، ونحن نعمل مع المجتمع الدولي ولنا أصدقاء وشركاء يستمعون لصوت الأردن لأنهم يعرفون أن الأردن ينطلق من قاعدة أخلاقية وقانونية وسياسية وإنسانية واضحة تنسجم مع المعايير الإنسانية العامة، وبالتالي نريد للمجتمع الدولي أن يقف إلى جانب القانون الدولي، أن يقف إلى جانب ميثاق الأمم المتحدة، أن يقف إلى جانب القانون الدولي الإنساني الذي هو واضح في إدانة ما تقوم به إسرائيل من عقاب جماعي ومن قتل المدنيين ومن حرمان سكان غزة بأكملهم من الماء والغذاء والدواء". 

وفي رد على سؤال حول التنسيق العربي في وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قال الصفدي "التنسيق في أفضل مستوياته. كلنا متفقون على موقف واحد، وقف الحرب، حماية المدنيين، إدخال المساعدات الإنسانية، ومن ثم الذهاب باتجاه تلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني على أساس حل الدولتين"، مؤكداً بأن التنسيق مستمر، ومشيراً إلى اجتماع وزراء الخارجية العرب مع وزير الخارجية الأمريكي في عمّان السبت الماضي، والموقف الواحد لوزراء الخارجية العرب، وإلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة حول ضرورة وقف الحرب وضمان حماية المدنيين والتمسك بالالتزامات القانونية والإنسانية، والذي هو نتيجة جهد عربي مشترك. وزاد الصفدي "كلنا نعمل معاً من قاعدة أننا نريد وقف الدمارية والكارثة التي تسببها هذه الحرب ومواقفنا منسجمة".
  • الصفدي : أن ما يجري في غزة لا يمكن تبريره دفاعاً عن النفس، بل هي حرب تقتل الأبرياء،