لفت اهتمامي بوجه خاص ما يقوم به سفير المملكة العربية السعودية لدينا سعادة الإستاذ نايف بن بندر السديري الذي سن سنة طيبة منذ توليه المنصب لتعزيز العلاقات التاريخية المتجذرة ما بين الدولتين الشقيقتين تمثلت في دعوته كل صباح جمعة لعدد من الشخصيات الأردنية على مائدة الإفطار .
وحتما فان الهدف ليس الطعام وانما اللقاء بحد ذاته للحديث في شتى موضوعات الساعة وفي ذلك أداء دبلوماسي مميز وتشبيك مثمر له الكثير من المعاني وغايات ذات أبعاد من شأنها ان تؤتي أكلها في تعزيز العلاقات بين الدول الى جانب تشكيل أراء والخروج بأفكار تنويرية ومقترحات تكون بمثابة لبنات للبناء عليها .
الملفت ان سعادة السفير يحرص على التنويع في الحضور ما بين قامات وشخصيات ذات تاريخ وتجربة في المجالات المختلفة أمثال رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز ورئيس مجلس النواب احمد الصفدي ورؤسا وزارات سابقين أمثال عدنان بدران وعبد الرؤوف الروابدة وطاهر المصري وعون الخصاونة ومسؤولين سابقين وحاليين لهم بصمات وحضور في الشأن العام أمثال الناشط السياسي والإجتماعي الدكتور بركات عوجان وزير الثقافة الأسبق ووزير الداخلية مازن الفراية والوزير سابقا رئيس سلطة العقبة الإقتصادية الخاصة نايف الفايز والأوقاف محمد الخلايلة، وأعضاء مجلس الأعيان جمال الخريشا، ناصر اللوزي، حسين هزاع المجالي، والنائب خليل عطية، ورئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات وغيرهم الكثيرون الى جانب العديد من الشخصيات الإقتصادية والأكاديمية والإعلامية وقادة المجتمعات ومثل هذا التنوع يُثري اللقاءات ويأتي بمخرجات يستفيد منها الجميع .
هذه اللقاءات تؤكد على أهمية دور ومسؤوليات السفراء والهيئات الدبلوماسية سواء من جهة تمتين العلاقات أو للتأشير بصور مختلفة بأراء وافكار تصلح للبناء عليها في معالجة مختلف القضايا سواء كانت في اطار العلاقات الثنائية أو ذات الأبعاد الاقليمة والدولية .
اردنيا سابقا وحاليا ولاحقا نحن بأمس الحاجة لمثل هذا الأداء ومن غير الواضح ان كان بين سفراء المملكة من يتصف بكاريزما السفير السديري ولا ننكر في هذا الشأن تميز أداء نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي صاحب الصولات والجولات الذي بانت لنا بصورة أوضح قدراته السياسية والدبلوماسية في التعامل مع العدوان الغاشم على قطاع غزة معززا بذلك الجهود الكبيرة التي يتولاها جلالة الملك في عرض القضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية .
رسالتي في هذا الشأن اننا نريد حراكا مثمرا لكافة سفراء المملكة وفي مختلف المجالات السياسية والإقتصادية والذي تبقى ركيزته الأولى التواصل مع المؤثرين من قادة الدول والشخصيات العامة السياسية والإقتصادية في الدول التي يمثلوننا فيها باقامتهم الندوات وعقد اللقاءت لعرض مواقف المملكة من مختلف القضايا التي تهمنا ... فهل من سميع ومجيب ؟