تواصلت فعاليات الدورة السابعة من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي في منطقة الكهيف طريق مليحه بالشارقة ، حيث شهد الجمهور الذي أحتشد على مدرج المهرجان العرض الأردني الجاذب الذي كان بأسم "منيفة"، وهو من تأليف أحمد الطراونة وإخراج فراس المصري.
هذا وقد انطلق العرض المسرحي بمشهد ساحر وسط الصحراء حين يلتقي فيه قطاع طرق بزعيم قبيلة وابنته في منتصف رحلةخلال عودتهما إلى قريتهما، يقاوم الزعيم القبلي قطاع الطرق قليلاً، ثم يسلمهم ممتلكاته حرصاً على سلامة ابنته -كان اسمها منيفة - ليجد نفسه مضطراً إلى اللجوء لقبيلة في في الجوار، ويقبل أن يعمل راعياً لديها حتى يضمن السكنى له ولابنته، التي سرعان ما فتن بجمالها ابن زعيم القبيلة المضيفة، وراح يقاوم رفض أهله لها بوصفها ابنة راع، وتتطور الأحداث إلى أن يصل الأمر بزعيم قبيلة العاشق المتيم أن يستدعي والد البنت ويطلب منه أن يرحل مع ابنته. وحين يوشك الرجل على المغادرة تتعرض القبيلة إلى غزوة، فيستميت في الدفاع عنها، ويأسر بعض الغزاة فيكافأ على ذلك احتراماً وتقديراً ومالاً، فيعود إلى قريته زعيماً كما كان، أما الشاب العاشق فيلحق بالمعشوقة التي باتت ابنة زعيم ويتزوجها.
وظف المخرج جملة من الحلول السمعية والبصرية التي ساهمت في إضفاء أبعاد جمالية جاذبة على الصورة العامة لعرضه، الذي قُدم بالعامية الأردنية، مثل الراوي، والأغاني، والأشعار، والأمثال، كما استعان ببعض المشاهد الطقسية والحركية الدالة على الفولكلور الأردني، وهو شغل مساحة واسعة من فضاء المهرجان من خلال تنويعه في حركة وتنقلات المجاميع الأدائية، وعبر خطوط الإضاءة متعددة الألوان، تناغماً مع حوارات ومواقع شخصيات العرض، التي عمقت البعد الدرامي للعمل.
وفي حديثه خلال المسامرة النقدية حول العرض، أشاد المخرج الأردني محمد الضمور بتكامل مضمون وشكل العرض، وامتدح الأداء المتقن لبعض الممثلين والممثلات، وقال إن العرض قدم صورة ثرية لما تزخر به الثقافة الشعبية الأردنية وأختتم بعرض فلكلوري أردني لمراسيم الزفاف بالبيئة البدوية وبالدبكة والدحية التي تفاعل معها الجمهور .
وفي اليوم الثالث قدمت فرقة المسرح الوطني السورية عرض بعنوان الذئب وحظي بإعجاب الجمهور من مختلف الجنسيات .