تشكل نسبة الشباب في الأردن من عمر ١٥-٢٤ ما يقارب خمس التعداد السكاني، وهذا العمر هو المثالي لتشكيل الفكر السياسي وصقل معارف الشباب، لكي يكون واعياً بمحيطه ومطلعاً على الخيارات المتاحة وربما يصل لاحقاً لإيجاد خيار جديد لم يعرضه أحد في الساحة السياسية.
والتحدي هنا على عاتق الأحزاب أكثر مما هو على الشباب، ذلك أن استقطاب الكوادر المفيدة المعدة -طاقات وطنية- هي عمل تلك الأحزاب، وإلا فإن الشباب يصبح طاقات مهدرة وربما تتجه به الاهواء لما هو خارج عن الطريقة السويّة السياسية.
السؤال هنا: ماذا أعددنا للشباب من برامج لحل قصير المدى؟! مثل : الفعاليات المجتمعية بكافة أنواعها وحلول طويلة المدى مثل السعي لإصلاح المناهج الدراسيّة وكذلك خلق مشاريع إنتاجية فيها فرص عمل للشباب.
أما العقبة الكبرى أمام الشباب فهي من يحاول "تثبيط الهمم" من الحزبيين الذي يرون أنه لا حاجة للعمل على التوسّع في القواعد الشعبية ويكون كفاية الشباب بما هو مقونن وتكون المكاتب السياسية بعيدة عن طموح الشباب نظراً لوجود تكتلات يمكن وصفها بالشللية يواجهها المنتسب الجديد، فيشعر الشاب حينها بغربة رغم أنه ينتمي فكرياً لهذا التيار الذي ينتمي له الحزب.
المقر الحزبي يكون موازياً لخلية نحل سياسية وثقافية واجتماعية ويجد المنتسب للحزب فيه ما يحفزه على العمل الجاد لخدمة المجتمع والوطن فضلاً عن الحزب.
فالكبار مطالبون بإفساح المجال للشباب ليكونوا بناة الغد ويقللوا من الوصاية على القرارات وطريقة إدارة المشهد، والشباب مطالب بالاندماج في كل نشاط حزبي يراه يتماهى مع توجهه دون أن يكون ذلك على حساب دراسته أو عمله، وإن كان هنالك تضحيات فلا تكون باهظة الثمن.
في الأنشطة يكون صوت الشباب أعلى وحماسهم يجعلهم منبعاً للتفاؤل بمستقبل أفضل للجميع.
فالشباب هم عماد الوطن ومستقبله.
الأجيال القادمة تستحق دعمنا جميعاً، فلنستمع لهم ولا نتركهم يتخطفهم الطير والغربان، ولنتجه إلى دعمهم من خلال جعلهم ركناً أساسياً في كل عمل ونشاط وستكون النتائج بإذن الله إيجابية وتسر الجميع.
العمل الحزبي ليس مغنماً كي يكون محتكراً أو عملا من تحت الطاولة للارتزاق، بل هو عمل وطني شريف نخوضه للوصول بما نراه مناسباً للوجهة الصحيحة.