ما زالت العربدة والإبادة التي أطلقتها الولايات المتحدة الأمريكية على قطاع غزة مستمرة من خلال الحيوانات البشرية المتمثلة بجيش الاحتلال الصهيوني والمرتزقة من العديد من الدول الذين ثبتت مشاركتهم في الحرب، وتستمر الفيديوهات والصور للمشاهد المؤلمة التي تحدث في قطاع غزة في الانتشار رغماً عن أنف وسائل الإعلام الغربية المسيطر عليها صهيونيا، فهذا جندي صهيوني يخرج بفيديو يفتخر فيه بقتل الأطفال وجندي آخر يهدي ابنته قتله لمئات الأبرياء من خلال قصف مجمع سكني دون مبرر ولا إنذار مسبق وغيرها من الوحشية التي تتم وسط متابعة وصمت مطبق من العالم إلا من تصريحات خجولة هنا وهناك لا ترتقي لأن تؤثر أو تمنع وقف هذا العار الذي لطخ كل البشر الذين يعاصرون هذا الإجرام الذي لم تعد كلمات اللغة العربية تستطيع لوصفه فقد فاق كثيراً مستوى القذارة والوحشية.
لكن ما يثير الاستغراب والإسمئزاز في آن واحد هو أن "العالم الرسمي" تخلى عن الشعب الفلسطيني وتركه وحيداَ في مواجهة آلة القتل التي تحصد يومياً أرواح ما لا يقل عن مئتي فلسطيني غير مشارك في المقاومة الفلسطينية جلهم من الأطفال والنساء حسب الإحصائيات الرسمية، فهل يعتقد "العالم الرسمي" وخصوصاً دول العالم العربي والإسلامي بأن القضاء على المقاومة الفلسطينية سينهي المشكلة في المنطقة؟ ألا يدركوا أن المشروع الصهيوني هو مشروع استعماري لا يمكن أن يتوقف إذا تجاوز المقاومة الفلسطينية وستكون له أهداف تالية؟!
إن سرطان الصهيونية يتمدد في العالم كله، وكما سيطر بالمطلق على القرار السيادي في الولايات المتحدة وجعل منها الدولة الاستعمارية الأكبر والأقذر في تاريخ البشرية فإنه سيستمر لا محالة في التمدد وقد سيطر فعلاً على صناعة القرار في العديد من الدول الغربية، ودول العالم التي صمتت عما يجري في فلسطين بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص فإنه سيكون فريسة لسرطان الصهيونية يوما ما، ليس بنفس الطريقة التي ينفذها في قطاع غزة ولكنه يتغلغل في المجتمعات من خلال سلسلة مؤسساته المالية والاقتصادية والإعلامية والصحية والغذائية والرياضية وغيرها بحيث أصبح رجال الأعمال الصهاينة مسيطرين فعلاً على العديد من الدول ويستطيعون توجيه الرأي العام فيها نحو انتخاب من يريدون لقيادة العديد من البلدان.
اتضح تماماً أن الكيان الصهيوني يخوض حرباً لا يمكنه فيها تحقيق أهدافه بل إن المقاومة الفلسطينية جعلت منه أضحوكة في العالم وسجلت انتصارات غير تقليدية حيث قدم شباب المقاومة الفلسطينية دروساً في التضحية من أجل الوطن بعكس الجندي الصهيوني، حيث ظهر المقاوم الفلسطيني بأبسط وسائل من التفوق على أحدث أسلحة جيش الاحتلال وفي بعض الحالات قدم حالات إعجازية من التضحية بينما الجندي الصهيوني المجهز تماما عسكريا من عتاد وتدريبات وتغطية جوية ظهر بشكل مهزوز يطلق النار على جدران مدرسه ويرتجف وهو يلقي قنبلة يدوية نحو مدخل نفق فارغ!
الانقسام السياسي في قيادات الكيان المحتل تؤكد أن جيش الاحتلال لا يمتلك القدرة على تحقيق الأهداف التي وضعتها القيادة السياسية ويوما بعد يوم يسقط المزيد من الأسرى الصهاينة قتلى جراء تخبط قرارات جيش الاحتلال وهو ما يؤكد رواية المقاومة الفلسطينية بأن تحرير الأسرى لن يتم إلا من خلال شروط المقاومة.
لقد فشل الكيان الصهيوني وأمريكا في كل شيء وسقطوا في مستنقع صمود غزة، سقطوا عسكريا وسياسياً وأخلاقياً، وإيقاف الحرب ليس فقط من أجل الأبرياء في غزة بل هو ضرورة إستراتيجية للولايات المتحدة ليس من أجل حفظ ماء وجهها التي ثبت أنها لا تمتلكه بل لأن نهاية جيش الاحتلال على يد المقاومة الفلسطينية وهو أمر غير مستبعد سيؤدي إلى نهاية المشروع الصهيوني في المنطقة لأن توابع انكسار جيش الاحتلال كبيرة جدا وتستحق مسمى "طوفان الأقصى".
يرى "دانيال هاغاري" المتحدث باسم جيش الاحتلال إن اختطاف المقاومة الفلسطينية لجنود الاحتلال مخالف للقوانين الدولية، هذا التصريح الذي يظهر درجة عجز جيش الاحتلال عن تحرير الأسرى بالقوة العسكرية، أيضا يتسم بالسخافة فالكيان المحتل هو الأكثر تجاهلاً لقرارات مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأبرزها قرارات رقم 194و 242 و 452 و 608 وغيرها الكثير من القرارات، وقد بدا شكل المتحدث باسم جيش الاحتلال كما عديم الشرف الذي يتحدث عن الفضيلة والشرف!