نظم منتدى جبل عوف للثقافة اليوم في مركز عجلون الثقافي ندوة بعنوان " فلسطين بوصلة الهاشميين والأردنيين وتاجها القدس الشريف" شارك فيها نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور جواد العناني، ورئيس الجامعة الاردنية الدكتور نذير عبيدات واللواء المتقاعد عبدالله الحسنات، والدكتور ناديا قزمار.
واكد نائب رئيس الوزراء الاسبق الدكتور جواد العناني الارتباط الوثيق بين الشعبين الأردني والفلسطيني، والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، فضلاً عن الدعم الكبير الذي يوليه جلالة الملك عبدالله الثاني، للقضية الفلسطينية حيث لم يكن الأردن بأي وقت أكثر لحمة اليوم افقيا وعموديا نشعر بما يشعر به الأخوة في فلسطين لافتا الى اننا في هذا الظرف بحاجة إلى قوة الايمان والصبر وعلينا التسامي فوق كل شيء في زمن نحن فيه عصر المعجزات ولابد من الوعي والادارك للحفاظ على الأردن ، لأننا أمام عدو لايؤمن جانبه
وقال العناني، إن الخطاب. السياسي الأردني، يرتكز على ضرورة أن تفضي أية عملية سياسية إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس، والاعتراف بحقوق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة والتعويض، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره على أرضه ووطنه.
وأكد العناني أهمية جهود جلالة الملك عبدالله الثاني، التي يبذلها في سبيل الحفاظ على مصالح الشعب الفلسطيني، وحقهم بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.
وأشاد العناني بالدور المتقدم للأردن قيادة وشعباً في نصرة أهالي قطاع غزة، الذين يتعرضون لعدوان هجمي منذ 92 يوماً، مبيناً أن الأردن هي الرئة التي يتنفس منها الشعب الفلسطيني.
وقال رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات إن الأردن وقفَ الأردنُّ منذُ نشأتِهِ وقفةَ عزٍّ وإجلالٍ في مواجهةِ الاحتلالِ، فكانَ الملكُ المؤسِّسُ صاحبَ المواقفِ المدافعةِ عن ثرى فلسطينَ، فهو من أوعزَ لجيشِهِ بأنَّ القدسَ وباقي مُدنِ فلسطينَ خطٌّ أحمرُ، ليقفَ الجيشُ الأردنيُّ الباسلُ ويمنعَ المعتدينَ من دخولِ القدسِ، ويسطِّرَ أبطالُهُ قصصَ البطولةِ والفداءِ، في اللطرون وبابِ الواد،وفي الحيِّ اليهوديِّ في القدسِ الشرقيةِ.
وأضاف عبيدات أن الجندي الأردني متميز في دفاعِهِ عن أرضِ فلسطينَ،مسجِّلًا البطولةَ تلوَ الأخرى، إلّا أنَّ موازينَ القِوى بعدَ تلكَ المعاركِ، أدَّت إلى ما أدَّت إليهِ، لكنَّ الأردنيَّ ظلَّ متعلِّقًا بأرضِ فلسطينَ وأهلِها، وبقيَت في وجدانِهِ تمامًا كما عمانَ والسلطِ وإربدَ والكركِ وعجلونَ ومعان؛ فوحدةُ الضفتينِ لم تكُن قرارًا سياسيًّا، بل حقيقةً فرضَتها طبيعةُ العلاقةِ الوجدانيةِ بينَ غربِ النهرِ وشرقِه.
وأكد عبيدات إن الهاشميون دافعوا في كُلِّ المحافلِ الدوليةِ عن فلسطينَ وأهلِها، لم يَمَلّوا أو يكلّوا، فحملَ جلالةُ الملكِ الحسينِ، رحمَهُ اللهُ، ومن بعدِهِ جلالةُ الملكِ عبدِ اللهِ، الهمَّ الفلسطينيَّ في كُلِّ المحافلِ الدوليةِ، كما استقبلَ الأردنيونَ إخوتَهُم من فلسطينَ،وتقاسموا مَعَهُم لقمةَ العيشِ، ولم يبخلوا في سَنِّ القوانينِ الناظمةِ لعيشِهم،مُشَكِّلينَ بذلكَ نسيجًا أردنيًّا أردنيًّا، نتشاركُ فيهِ هُويَّتَنا الأردنيةَ التي نفاخرُ بها الدُّنيا، ولا ينسى فيهِ كُلُّ الأردنيّينَ فلسطينَ الحبيبةَ، ويقبضُ فيهِ أبناءُ الكركِ وإربدَ والقدسِ ونابلسَ وحيفا على ترابِ فلسطينَ، لا ينسَونَه ولا يُفرِّطونَ في أرضِها المحتلةِ.
أمّا فيما يتعلق بالأحداث في غزة قال عبيدات إن الأردن وقفَ بفخرٍ وعزةٍ مع أبنائها منذُ اليومِ الأولِ للمعاركِ فيها. لقد وقفَ الأردنُّ بكلِّ مفاصِلِهِ ومكوناتِهِ،
ليتماهى المواطنُ في موقِفِهِ، مع موقفِ جيشِنا الباسلِ ومؤسّساتِهِ الأمنيَّةِ وموقفِ قيادتِنا الهاشميَّةِ.
وسياسيًّا، لفت عبيدات إلى أن للأردنُّ وقفةَ عزٍّ وتميُّزٍ، حينَ أعلنَ جلالةُ الملكِ موقفَهُ الواضِحُ في رفضِ الاعتداءِ الصارخِ على غزَّةَ، ورفضِ التجويعِ والقتلِ والتدميرِ، الموقِفُ الذي شاركَهُ فيهِ سموُّ وليِّ العهدِ بتميُّزٍ عن كُلِّ من سواهُ،
حينَ حلَّ على متنِ طائرةِ المساعداتِ الأردنيةِ، وكذا جلالةُ الملكةُ رانيا، حين قالَت كلماتٍ مدويةً خاطبَت فيها عقلَ دولِ العالمِ، مؤكدةً حقَّ الفلسطينيّينَ في نيلِ حقوقِهِم.
وأشار عبيدات إلى المواقف التي تبنتها الحكومة تعبِّرُ عن وقوفِ الأردنِ ضِدَّ القتلِ والحِقدِ والدمارِ، على لسانِ دولةِ الرئيسِ، الذي عبَّرَ عن موقفٍ أردنيٍّ صارمٍ، يرفضُ فيه الكيلَ بمكيالينِ، ويرفضُ قتلَ المدنيينَ والأبرياءِ، والأمرُ ذاتُهُ ينطبقُ على معالي وزيرِ الخارجيةِ، الذي عبَّر عن موقفِ الأردنِّ الداعمِ للحقِّ الفلسطينيِّ.
وقال أمّا قواتُنا المسلحةُ، فقد أكَّدت تميُّزَ موقفِ الأردنِّ عن الآخرينَ، إذ تماهت معَ الأوامرِ الملكيةِ بضرورةِ فتحِ مستشفياتٍ ميدانيةٍ في غزةَ والضفةِ الغربيةِ،
حدًّا سالَ معَهُ الدمُ الأردنيُّ على ثرى غزةَ.
وأوضح عبيدات أن المؤسسات الاكاديميةُ، ففتحت ذراعَيها للندواتِ والمحاضراتِ، وسمحت لطلبةِ قطاعِ غزةَ بتأجيلِ دفعِ الرسومِ، وسبق أن أعلَنّا أنَّ مستشفى الجامعةِ الأردنيةِ لن يتأخَّر عن علاجِ الجرحى من أبناءِ القِطاعِ.
وأستعرض اللواء المتقاعد عبد الله الحسنات جهود القوات المسلحة الاردنية في دعم الأشقاء في غزة والضفة الغربية من خلال المستشفيات الميدانية في غزه والضفة الغربية ويعمل بها زهاء 500 من القوات المسلحة وسط النار دون خوف لتقديم الخدمة الصحية للمواطنين الذي يواجهون الالة العسكرية الإسرائيلية مبينا أنه تم ارسال 25 طائرةمساعدات و 8 انزالات وتسيير 113 شاحنة مساعدات ، مشيدا بجهود المقاومة التي لقنت العدو درسا ، كما اشاد اللواء الحسنات بما تقوم به القوات المسلحة الاردنية على الحدود الشمالية في مواجهة عصابات التهريب المسلحة والتي تتطلب جهودا غير عادية وعلينا الالتفاف حول قواتنا المسلحة ودعم موازنتها وعلى الاجهزة الرسمية إعداد استراتيجيات فاعلة لمواجهة هذا الخطر الذي بات يشكل هاجسا لكل مواطن .
وأكدت الأكاديمية في جامعة جرش الدكتور ناديا قزمار على التلاحم الأصيل الذي يجمع الاهل والأخوة من الشعبين الاردني والفلسطيني لافتة إلى أن القدس وفلسطين باكملها جسدت روح المقاومة والصمود مستذكرة ما قدمة ويقدمه الأردن من دعم للاشقاء في فلسطين وغزه فضلا على ما قدم من الشهداء الذين رووا بدمائهم أرض الاسراء والمعراج ، مشيرة لموقف جلالة الملك عبد الله الثاني الواضح والصريح من الحرب على غزه وعمليات الابادة مطالبا جلالته في كافة المحافل بوقف العدوان إلى جانب تقديم المساعدات عن طريق القوات المسلحة الاردنية سواء مساعدات طبية وعينية من خلال الهيئة الخيرية الهاشمية ما يؤكد على اللحمة الأخوية التي ينظر إليها جلالة الملك والشعب الاردني لاشقائه كشعب واحد ما يعزز صمودهم تجاه ما يواجهون من صلف العدو وغطرسته التي ضربت عرض الحائط بكل القوانين والاعراف الدولية ، موجهة تحية اعتزاز بالصمود الاسطوري للأهل في الضفة وغزة هاشم .
وفي نهاية الندوة التي حضرها واستمع إليها مدير الثقافة سامر فريحات وفاعليات أكاديمية ومجتمعية وثقافية وشبابية ونيابية سابقة وادارها رئيس منتدى جبل عوف للثقافة معاذ غرايبه دار حوار مفتوح بين المتحدثين والحضور