يصدح سوق الظفرة التراثي المصاحب لمهرجان الظفرة بدورته السابعة عشرة، برزفة الحربية، والتي تقدمها فرقة أبوظبي للفنون الشعبية بمشاركة عدد من الفرق المحلية، يومياً من الساعة الرابعة إلى العاشرة مساءً.
وقال سعيد الزعابي، مشرف برنامج الفنون في مهرجان الظفرة، أن فن الحربية أو كما يسميه البعض فن الرزقة، يعد من الفنون الإماراتية الأصيلة المرتبطة بحياة البداوة والناقة، فتميزت بها البيئتين البرية والجبلية، فحركة الرقبة والمعروفة في فن الحربية باسم (اليابس) وهي تحريك الرقبة للأمام وللخلف تم استعارتها من حركة رقبة الناقة أثناء المشي، والقصائد كذلك نجدها قصائد تحاكي حياة البراري فيتبارى شعراء الحربية، في وصف البر وشظف العيش والحروب قديما، ومع تطور الحياة والقصيد اتجه بعض الشعراء إلى القصيد الغزلي العفيف.
وأضاف الزعابي أن الحربية عبارة عن صفين متقابلين، كل صف أمامه شاعر، يعطي الشاعر بيت القصيد للصف، فيقوم الشاعر التابع للصف الآخر بالرد ببيب من القصيد في توازن كامل للقافية والقصيدة والصورة الشعرية واللحن، فتظهر إمكانية وقوة الشعراء دون أي تجهيز مسبق فهو شعر مرتجل في لحظة الرزفة.
وأشار سعيد الزعابي إلى أن فن الرزفة (الحربية) تطور على مدار الزمن، ففي البداية كانت الحربية بدون أية طبول أو إيقاعات، فقط صفين متقابلين ويرددون بغناء جماعي ملحن، وفي المنتصف اليويلة سواء بالعصا أو البندقية أو السيف، ومن ثم ظهرت إيقاعات الطبول ومع الألفية الجديدة ظهرت آلة الأورج والعود العربي في فن الحربية.
وعلى صعيد أخر، يستضيف مسرح السوق أمسيات غنائية يحييها عدد من النجوم الإماراتيين، وقد شهدت الأيام الماضية حضور مميز للفنان الإماراتي ناصر المنصوري، والذي قدم مجموعة من الأغاني الوطنية والشعبية، ورافق ذلك استعراض لفرقة أبوظبي للفنون الشعبية، كما يقيم المهرجان خلال عطلة نهاية الأسبوع حفلات غنائية يتم الإعلان عنها عبر منصات تراثنا على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب الإعلان عن جدول الفعاليات اليومي للمهرجان.