احتفالات الأردنيين هذا العام بالعيد الثاني والستين لميلاد سيد البلاد جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين تأتي متزامنة مع مرور 25 عاما على تولي جلالته سلطاته الدستورية في السابع من شهر شباط 1999 .
خمسة وعشرون عاما مضت من عمر الدولة الأردنية هي الأصعب في تاريخها جراء العديد من المتغيرات والأحداث الدولية والإقليمية وما زال الأردن في عين العاصفة صامدا في مواجهة التحديات بفضل القيادة الحكيمة لجلالته ورؤيته الثاقبة التي يُعززها التفاف ابناء شعبه بصورة قل مثيلها في العالم .
أحداث متسارعة غيرت من كينونة المنطقة وضغوطات من مختلف الجهات كان لها تداعيات طالت مختلف أوجه الحياة وبقي الأردن ثابتا على مبادئه ومواقفه التي أرساها الأولون بقيادة ملوك بني هاشم مواصلا مسيرة التحديث والتطوير على كل المستويات السياسية والاقتصادية والإدارية حلم جلالته منذ اللحظة الأولى لتوليه سلطاته الدستورية .
ومواقف جلالته عربيا ودوليا لم تتغير نحو سعيه الدؤوب لتنعم المنطقة بأمن واستقرار دائم والذي ركيزته الأولى حل عادل للقضية الفلسطينية يضمن للشعب الفلسطيني اقامة دولة مستقلة على ترابه وعاصمتها القدس العربية منافحا بكافة السبل لتنعم الأجيال بمستقبل واعد مشرق .
ومواقف جلالته لحماية الإقليم واحلال السلام الدائم لم تكن يوما على حساب مستقبل الأردن وأهله لا بل ان الأردن وشعبه خط أحمر لننعم بالأمن والطمأنينة والحياة الفضلى فكان تركيزه على دعم جيشنا المصطفوي وكافة الأجهزة الأمنية حماة الوطن وعلى دعم الأجيال الشابة لتعزيز قدراتهم وتمكينهم من تحمل مسؤولياتهم وأن تأخذ المرأة مكانتها باعتبارها شريك اساسي في مسيرة الوطن ولا أدل على ذلك من التوجيهات والرسائل التي يطلقها في كل لقاء ومناسبة ومتابعاته المستمرة لمختلف شؤون الوطن وقد جند معه عضيده الأمين سمو ولي العهد الأمير الحسين حيث لا شاردة ولا واردة من أجل مصلحة الوطن تغيب عن نظرهم وسمعهم .
يستوقفني هنا الكثير والعديد من مواقف جلالته وولي عهده في التعامل مع الأحداث محليا وعربيا ودوليا وملخصها ان المصالح العليا للوطن أولوية تتصدر قائمة الأهتمامات وان الأردن كان وسيبقى عامود الأرتكاز الأمني والتنموي في المنطقة شاء من شاء وأبى من أبى وان موقف الأردن من القضية الفلسطينية جوهر الصراع في الإقليم لم ولن يتغير ولا تراجع عن وصاية الهاشميين على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف .
مسيرة الأردن في عهد جلالته مسيرة خالدة ومستمرة بعون الله ولن تعيقها التحديات والأمواج المتلاطمة التي اعتدنا عليها منذ نشأة المملكة الأردنية الهاشمية فامض سيدنا وولي عهدكم الأمين فخلفكم شعب جُبل بصدق الولاء والإنتماء .
حمى الله الأردن من شرور الأشرار وحمى قائد الوطن وولي عهده الأمين ورزقهما بالبطانة الصالحة والصادقة انه سميع مجيب الدعاء .