أبوظبي، في 31 يناير 2024
تأهل الشاعران فيصل جزا الحربي من المملكة العربية السعودية، وفهد رميض بن سيمر الشمري من جمهورية العراق إلى مرحلة الـ «12» في الموسم الحادي عشر من برنامج «شاعر المليون»، في الأمسية الثالثة لمرحلة الـ «24» والحادية عشرة من البرنامج، التي استضافها مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي مساء أمس «الثلاثاء» وبثتها قناتا «أبوظبي» و«بينونة» بتقديم الإعلاميين سعود الكعبي وميثاء صباح.
وجاء تأهل «الحربي» و«الشمري» إلى المرحلة الثالثة من المسابقة بقرار لجنة التحكيم المكونة من الدكتور سلطان العميمي، والدكتور غسان الحسن، وحمد السعيد، بعد حصولالأول على «46» درجة، والثاني على «45» درجة من «50»، فيما أحرز محمد آل مداوي الوادعي من المملكة العربية السعودية43 درجة، وفيصل دخيل الله الكسر العتيبي من المملكة العربية السعودية 42 درجة، وفارس بن ناصر الثابتي من الجمهورية اليمنية 41 درجة، وفهد الدبداب المطيري من دولة الكويت 41درجة، وسينتقل واحد منهم إلى المرحلة التالية بتصويت الجمهور عن طريق تطبيق «شاعر المليون» خلال هذا الأسبوع.
وكانت نتيجة تصويت الجمهور من الحلقة الماضية تأهل الشاعرناصر هادي المنصوري من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى مرحلة الـ «24» بحصوله على 71٪، ليرافق الشاعرين عبداللهالشقراني، وفيصل عبيريد العازمي من دولة الكويت اللذين تأهلامباشرة بقرار لجنة التحكيم.
«اللغز الشعري» معياراً للتنافس للمرة الثانية
وأعلنت لجنة التحكيم أن المعيار الإضافي للمنافسة في الحلقة الثالثة سيكون هو «اللغز الشعري» وفقاً للشروط نفسها التي أعلنت في الحلقة الأولى من مرحلة الـ «24»، وهي كتابة بيتين أو ثلاثة ليكون موضوع اللغز فيها محدداً مسبقاً من اللجنة، وكان موضوع اللغز في الحلقة هو «الكرسي الأحمر» لبرنامج شاعر المليون، ويتمثل الهدف من إدراج فن اللغز الشعري ضمن معايير المنافسة في إعادة إحياء هذا الفن العربي القديم.
فارس بن ناصر الثابتي.. عمق الدلالة والترميز
المتنافس الأول في الأمسية الشاعر فارس بن ناصر الثابتي،كانت قصيدته بعنوان «قارورة العشق» تناول عبرها موضوع الذرية والأبناء. وأشاد الدكتور غسان الحسن بالالتقاطة التي شكلت موضوع القصيدة، واصفاً إياها بأنها «عالم من الجمال مصنوع بلغة الشاعر وأحاسيسه»، منوهاً إلى أن موضوع القصيدة اجتماعي أسري قد يمر به كثير من الناس لكن الشاعر عبر عنه بطريقة جميلة، كما أشاد بالتناص في القصيدة واستدعاء قصة النبيين زكريا ويحيى عليهما السلام.
فيما وصف الدكتور سلطان العميمي القصيدة بأن بها ذكاء في اختيار الموضوع. وقال إن مميزات القصيدة عدة تمثلت في الصور الشعرية والدلالات العميقة في ترميز موضوعها، وحضور الثقافة المستقاة من القرآن الكريم وقصص الأنبياء. لكنه تمنى لو أن الشاعر ابتعد عن المباشرة والعبارات والقوالب الشعرية الجاهزة في بعض الأبيات.
من جهته قال حمد السعيد إن النص جميل واختيار الشاعر للموضوع كان ذكياً، وأطرى على توظيف القصة الواقعية شعرياً لاسيما مع استحضار القصص الدينية والتاريخية.
فهد الدبداب المطيري.. تصوير شعري يضج بالحركة
الشاعر الثاني في الأمسية، فهد الدبداب المطيري، كان موضوع قصيدته عن ضحايا الغدر الإرهابي، وقال عنها الدكتور سلطان العميمي إنها «تمثل وفاء وحساً إنسانياً بمثل هذه المواقف تجاهضحايا أيدي الغدر التي ليس فيها مكان للرحمة». وأشار إلى أن القصيدة تكشف عن شاعرية وتصوير شعري غير تقليدي،ومحتشدة بالتصاوير الشعرية الضاجة بالحركة والأصوات.
أما حمد السعيد فوصف الشاعر بأنه «شاعر استثنائي»، وقال إن الحضور والإلقاء أضافا جمالاً إلى جمال النص، وإن«اقتناص الفكرة كان جميلاً جداً وسلط الضوء عليها»، وأثنى على التدرج في القصيدة وصورها وترابط أبياتها.
ووصف الدكتور غسان الحسن القصيدة بأنها «تستحق المدح»وقال إن فيها الكثير من الشعر. وأشاد بالموسيقى الشعرية الإضافية في النص مثل استخدام السجع والجناس في الآن نفسه.
فهد رميض بن سيمر الشمري.. شعر أصيل ومعتق
ثالث شعراء الأمسية فهد رميض بن سيمر الشمري، كان موضوع قصيدته هو الحنين إلى بيته القديم. ووصف حمد السعيد شعره بأنه «أصيل ومعتق». وقال إن المفردة الشعبية حاضرة في كل قصائد الشاعر العذبة والسلسة، وإن صوره الشعرية مستمدة من محيطه وبيئته، وأسلوبه متميز ومختلف. وأطرى على إتقانه لفن السهل الممتنع.
الدكتور غسان الحسن أشاد بإدارة الشاعر للأحاسيس التي تحدث عنها في القصيدة القائمة على الفعل والحدث بالرغم من أنها تصف المشاعر. أشار إلى دمجه الصور الشعرية المنتزعة من البيئة في النص بشكل متقن، وأضاف: «أشهد له بأنه شاعر متمكن».
أما الدكتور سلطان العميمي فأوضح أن القصيدة هي من القصائد العميقة في دلالتها وفي موضوعها الذي ينتمي إلى هوية الشاعر وذاته ووجدانه. ووصفه بأنه «شاعر حقيقي بمعنى الكلمة» استطاع أن يخلق صوراً شعرية جميلة بتلقائية وبلا تصنع بتوظيفه عناصر ومشاهد من البيئة.
فيصل جزا الحربي.. قصيدة الذات والوجدان
الشاعر فيصل جزا الحربي كان هو المتنافس الرابع في الأمسية،ألقى قصيدة كان موضوعها ذاتياً، ووصفها الدكتور غسان الحسن بأنها نص جميل وفيه الكثير من الإبداع لاسيما في التعبير عن الحركة والاتجاه وأوقات النهار، وأضاف أنها من أجمل ما قرأ في التعبير عن هذا الأمر.
فيما أشار الدكتور سلطان العميمي إلى أن القصيدة متميزة وتحمل أفكاراً مرتبطة بالحديث عن الذات والوجدان والتأمل، وفيها شيء من الروحانية. ونوه إلى حضور الخلوة بالذات والشعر في أبيات القصيدة لكن من دون نمطية أو تكرار وبتوظيف سلس وتلقائي، الأمر الذي يشعر المستمع بأن القصيدة حية.
فيما أشاد حمد السعيد بالقصيدة لاسيما مقدمتها ودخول الشاعر عبرها إلى النص، منوهاً بالمواضع الجمالية والشعرية في النص.
فيصل دخيل الله الكسر العتيبي.. جزالة الشعراء الأوائل
الشاعر الخامس في الأمسية فيصل دخيل الله الكسر العتيبي، جاءت قصيدته عاطفية، وصفها الدكتور سلطان العميمي بأن فيها رقة التصوير وحالة العاشق الذي يعبر عن مشاعره بعفوية وصدق في كثير من الأبيات. وأكد أن فيها عبق الشعر النبطي القديم وأسلوب شعراء النبط الأوائل نتيجة استخدام بحر الهلالي، لكنه تمنى لو أن الشاعر ابتعد عن المباشرة في بعض الأبيات.
من جهته نوه حمد السعيد بأن الشاعر صارت لديه بصمة باستخدامه بحر الهلالي في قصائده. وأشاد بتجانس المفردات في النص.
أما الدكتور غسان الحسن فنوه باستخدام بحر الهلالي الذي قال إنه أول الأوزان النبطية وله حضور في القصائد التي نقلها «ابن خلدون» منذ منتصف القرن الخامس الهجري عن شعراء بني هلال، وتحدث عن ميزاته وخصائصه. وقال إن الشاعر في القصيدة جسد جزالة اللغة بطريقة جميلة تميزت بها كل الكلمات الموجودة في القصيدة.
محمد آل مداوي الوادعي.. التنوع في مسرحة الصور
آخر شعراء الأمسية محمد آل مداوي الوادعي، ألقى قصيدةبعنوان «خيبات المواعيد»، التي أشاد حمد السعيد بتوظيف الشاعر للمفردات فيها وقال إن كل كلمة جاءت في موضعها المناسب، منوهاً إلى أن الصور الشعرية فيها متجددة على الرغم من الإحساس بأن المعنى في كل الأبيات هو نفسه.
الدكتور غسان وصف النص بأنه جميل واعتمد على المفردات المعبرة عن الأنغام والموسيقى ووظفها بإتقان، منوهاً بعدد من الأبيات وما احتوته من تعبير شعري.
الدكتور سلطان العميمي قال إن القصيدة جاءت موفقة بشكل كبير في الوزن الشعري الذي كتب عليه الشاعر ونسج به تصاويره التي حضرت فيها دلالات الموسيقى. وأضاف أنه لفت نظره التنوع في مسرح الصور الشعرية في القصيدة مما ساهم في تصوير المشاعر من مختلف الجوانب والزوايا.
ملاحظات نقدية على «لغز الكرسي»
جاء تقييم لجنة التحكيم لأبيات اللغز الشعري الذي تنافس فيه الشعراء بكتابة أبيات يكون جوابها كرسي شاعر المليون، حاملة عدداً من الملاحظات التي تصب في اتجاه تجويد هذا الفن الأصيل. فنبه الدكتور غسان الحسن المتسابقين إلى ما يجب مراعاته عند كتابة اللغز، مبيناً أن أحد أساسيات اللغز هو أن لاينطبق الوصف فيه على شيء آخر غير الغرض المقصود، كما يجب أن تكون كل الأبيات والأشطر مكرسة لخدمة اللغز، وبيّن أن لكل شاعر جوانب القوة والضعف في أبياته.
فيما قدم الدكتور سلطان العميمي ملاحظات نقدية مفصلة عن أبيات كل شاعر أوضح عبرها اقتراب الشعراء أو ابتعادهم عن أسلوب اللغز وموضوعه، ودلالات المفردات المعبرة عنه.
أما حمد السعيد فشدد على أن لا يكون اللغز واضحاً إلى حد كبير، وقال إن القليل من المتنافسين أتقنوه بطريقة صحيحة.
لوحة تراثية
شهدت الحلقة تقديم فرقة جمعية أبوظبي للفنون الشعبية لوحة تراثية من فن الآهلة، الذي تتميز به دولة الإمارات العربية المتحدة.