مما لا شك فيه أن الشارع الاردني وليس فقط الكروي عاش سعادة كبيرة فرحا بإنجاز المنتخب الوطني وأداء نجومه الأبطال الذين رفعوا شعار علم بلادي دوما بالعالي، وآمنوا أن الروح والعزيمة والإصرار تصنع المستحيل، وأن المستحيل ليس اردنياً، وتغلبوا على التحديات وقلة الإمكانيات وفرضوا أنفسهم في الميدان، وكان المنتخب حديث الملايين على المستوى العالمي، وكان المنتخب بطلا غير متوج واستحق الاحترام والإشادة، وكان حديث الصحف والمواقع عالميا.
ولأن كرة القدم هي صناعة وأن دعم الرياضة ليس ترفاً وهذا عنوان مقال تشرفت بكتابته في عام ٢٠٢٠ في ظل وجود جائحة كورونا، وكتبت وكتب غيري الكثير، وقلت إن دعم الرياضة يحتاج أولا إلى قرار رسمي وثم إرادة في تطبيق القرار، وبعد ذلك تبدأ الحلول لأي معيقات وصعوبات، و في ظل توفر أهتمام القيادة و الكفاءات والقرار والرغبة والإصرار والعمل المشترك فأن الإمكانيات المالية رغم أهميتها تتوفر أو يتم التغلب عليها من خلال وجود الأفكار والطريقة الأمثل لتوفيرها من خلال المساهمة الحكومية ومن القطاع الخاص والعوائد الضريبية، وتخصيص جزء منها للرياضة والبنية التحتية التي نحتاجها في المجال الرياضي، وجميع أبناء الوطن لن يبخلوا ولم يبخلوا يوما عن المساهمة وأن يتم تحديد واختيار الطريقة الانسب لصرف تلك المساهمات، وطالبت سابقا بإعادة إحياء صندوق الرياضة وعلى غرار صندوق فلس الريف الذي أوصل الكهرباء بنسبة تعجز عنها دول ذات إمكانيات مالية عالية، وطرحنا من الحلول والأفكار الكثير، ومنها خصصخة الأندية وتعديل تشريعات بحيث يتم يكون الحل من خلال الإدارة والنهج والفكر، ووجود بيئة تشريعية تخدم وتفرض ذلك، ومن التشريعات المطلوب تعديلها ما يتعلق بالية الانتخابات للأندية والاتحادات وضرورة وجود نظام الشرائح، والتنوع في التخصصات وتحديد المسؤوليات وخاصة المالية لكل مجلس ، وضرورة وجود اللجان المختصة ضمن حدود وصلاحيات وآليات تعيين أو إقالة واضحة ومحددة والغاء نظام الفزعة وأن تتبنى الشركات والبنوك الأندية وان يكون هناك دمج للأندية وتقليص العدد وزيادة عدد الأعضاء والرسوم، وتوفير راعٍ للمنافسات الرياضية وخاصة دوري المحترفين، ومن الممكن أن تكون رعاية مشتركة من البنوك والشركات الكبرى، وأن يتم رفع قيمة الجوائز للبطولات وتحديد جوائز فردية في كل المنافسات وإيجاد آليات وتعليمات بخصوص حقوق اللاعبين والمدربين، وآليات وطريقة تنظيم عقود الاحتراف ووضع تعديلات بخصوص المحترفين من الخارج، وأن يكون هناك شروط لاستقدامهم مثل تصنيف الدولة الكروي أو تواجد شرط بخبرة وكفاءة اللاعب المراد استقاطبه، وأن يتم تنظيم ووضع شروط تتعلق بالحصول على الشهادات التدريبية واشتراط خبرة عملية لكل دورة ومدة زمنية بين كل فئة وأخرى من الشهادات إضافة إلى اقتراحات بخصوص التذاكر والرعاية لها والجوائز عليها وآلية توزيع الريع وتطوير التغطية الإعلامية والتلفزيونية والتحليل الرياضي .....الخ من أفكار كثيرة تشمل كافة جوانب المنظومة .
وعودة على بدء وحيث أن التوجيهات الملكية هي نبراس للجميع ومنهاج علينا العمل به وتطبيقه، وعلى السلطات المختصة الالتزام بتلك التوجيهات والتقاط الرسائل الملكية المتعددة في هذا المجال، وحيث أن الرسأئل كثيرة ويصعب المجال بحصرها وتعدادها، ومن الأمثلة على تلك الرسائل الاهتمام والمتابعة من القيادة الهاشمية لكل إنجاز وشأن رياضي مثلما هو ديدن القيادة في دعم كل الإنجازات والمواهب والكفاءات في جميع المجالات.
واستمعنا جميعا إلى اتصال ملكي من القائد وهو خارج البلاد في مهمة وزيارات عمل رسمية، ورغم عظيم أعمال وانشغال جلالته بأمور لها من الأهمية الكثير الكثير على المستوى الوطني والدولي ومتابعته للتطورات والأحداث وفي مقدمتها ما يتعلق بالوضع في غزة وقضية فلسطين الحبيبة بوصلتنا وأولويتنا الأولى دوما وابدا، ومع هذا وذاك اقتطع جلالته من الوقت ما يسمح بإجراء اتصال هاتفي مع النشامى ليشكرهم على الإنجاز ويرفع المعنوية ويشحذ الهمم، ويعلن بكل تواضع جم عن الرغبة بلقاء الابطال بعد العودة بالسلامة بإذنه تعالى وذلك اللقاء هو شرف ووسام لكل أردني وبنفس الوقت تواضع واهتمام ليس جديد ولا غريب عن القيادة الهاشمية .
و شاهدنا ايضا اهتمام وحضور ولي العهد إلى لقاءات النشامى والمشاركة للشعب في الفرحة، وشاهدنا على محياه وملامحه حجم الفرحة بالإنجاز وغصة القلب والحزن على ضياع لقب، ونعلم جميعا ما تبذله الأسرة الهاشمية من دعم وجهود ومناصرة ومتابعة وعمل في الاتحادات الرياضية ومنها جهود سمو الأمير فيصل والأمير علي وكافة أبناء الأسرة الهاشمية .
ومن هنا فإن الرسائل كثيرة وعلى السلطة التنفيذية والتشريعية والشعب مؤسسات وأفراد وقطاع خاص وإعلام التقاط تلك الرسائل والعمل وفق مضامينها، واتمنى من الحكومة التي أعلنت عن دعم بقيمة مليون دينار أن يكون ذلك فقط هو إجراء أولي وان لا يكون لمرة واحدة، وان يرتفع بما يناسب قرار دعم الرياضة وان يتم رفع الموازنة والدعم السنوي المخصص للاتحادات والأندية ، كما اتمنى وارجو جلالة القائد المفدى الإيعاز بتشكيل لجنة ملكية تضم أصحاب الاختصاص الحكومي والاقتصادي والفني والإعلامي وممثلين من الاتحادات الرياضية تهدف إلى تطوير الرياضة، وتحضى توصياتها ومخرجاتها بضمانة ملكية على غرار لجنة التحديث السياسي .
ختاما نكرر التهئنة للأردن شعبا وقيادة وحكومة على ما تحقق، ونشكر كل من دعم وساهم، ونثمن جهود الاتحاد ونقدر قرار الاحتفاء بالنشامى واثقين أن لقاء النشامى وتكريمهم المنتظر من جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وولي عهده الأمير المحبوب حسين بن عبدالله هو أعظم شرف ومكافاة، وأي وسام ملكي الذي اتوقع منحه هو أعلى وأسمى من أي لقب وأكبر تقدير لما قدموه النشامى.