أبوظبي، في 14 فبراير 2024 تأهل الشاعران مبارك بن مدغم الأكلبي، وعبدالله حنيف اليامي من المملكة العربية السعودية، إلى المرحلة الرابعة من برنامج «شاعر المليون» في موسمه الحادي عشر، وذلك في أولى أمسيات مرحلة الـ «12» من البرنامج التي احتضنها مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي مساء أمس «الثلاثاء»، بعد اكتمال عقد المتأهلين من المرحلة السابقة التي جرت منافساتها في أربع حلقات أسفرت عن مواصلة اثني عشر متنافساً لمشوار المسابقة، التي تبث حلقاتها أسبوعياً عبر قناتي «أبوظبي» و«بينونة» من تقديم الإعلاميين سعود الكعبي وميثاء صباح. وانتقل «الأكلبي» و«اليامي» إلى مرحلة الـ «6» بقرار من لجنة التحكيم المكونة من الدكتور سلطان العميمي، والدكتور غسان الحسن، وحمد السعيد، بعد إحراز الأول «47» درجة، والثاني «46» درجة من «50»، فيما أحرز صلاح بن ضاحي الحربي من المملكة العربية السعودية 45 درجة، وعبدالله الشقراني من دولة الكويت 44 درجة، ومحمد منصور المطرقة من دول الكويت 44 درجة، وفهد رميض بن سيمر الشمري من جمهورية العراق 40 درجة، وسيتأهل أحدهم بتصويت الجمهور عن طريق تطبيق «شاعر المليون» خلال هذا الأسبوع. وكانت نتيجة تصويت الجمهور في آخر أمسيات مرحلة الـ «24» كشفت عن تأهل الشاعرين عبدالسلام رفيع السلمي، وعامر محمد بن مبشر، من المملكة العربية السعودية، إلى مرحلة الـ «12»، بحصول الأول على 72٪، والثاني على 58٪، وكان الشاعر عبدالله حنيف اليامي قد تأهل مباشرة بقرار لجنة التحكيم في الحلقة نفسها. «فن المجاراة» معياراً للمنافسة وأعلنت لجنة التحكيم أن المعيار الإضافي للتنافس في الأمسية سيكون «المجاراة الشعرية» موضوعاً ووزناً وقافية لثلاثة أبيات وطنية من نظم الشاعر حمد السعيد عضو لجنة التحكيم في المسابقة. وجاء تقييم لجنة التحكيم للمجاراة في ختام الأمسية إيجابياً، مبينة أن الشعراء أحسنوا المجاراة برغم تداخل قوافيهم مع بعضهم بعضاً مما دل على أن أفكارهم كانت متقاربة. وأشارت اللجنة إلى بعض الملاحظات حول الوزن والتكرار في المفردات لدى عدد من الشعراء. وكان البرنامج شهد منذ المرحلة السابقة وضع معيار إضافي للمنافسة في كل حلقة، تمثّل في فن «المجاراة» وفن «اللغز الشعري» بالتناوب بينهما، وذلك بهدف إحياء هذين الفنين الشعريين العريقين. صلاح بن ضاحي الحربي.. قصيدة التفاصيل المتنافس الأول في الأمسية الشاعر صلاح بن ضاحي الحربي، اتخذت قصيدته من بشت والده موضوعاً لها، وهو ما أشار إليه الدكتور غسان الحسن، منوهاً بدقة رؤية الشاعر التي يجد عبرها في ثنايا أشياء بسيطة ثراء كافياً لنسج قصيدة ذات عمق. وأضاف أن البشت في القصيدة جسد والد الشاعر «رحمه الله»، وحمل ذكرياته وصفاته، كما اتخذه الشاعر وسيلة صلة بينه ووالده، واصفاً هذا الأمر بأنه «حرفة تدل على خبرة الشاعر»، مؤكداً أنه كتب قصيدته بوعي دل عليه استخدامه الجناس والسجع لصنع موسيقى داخلية إضافية، وأبدى ملاحظته بأن النص ربما احتاج إلى إعادة نظر في ترتيب أبياته وتسلسلها الموضوعي. الدكتور سلطان العميمي وصف القصيدة بأنها «تمثل قصيدة تفاصيل بامتياز»، مشيراً إلى أن الشاعر بث الروح شعرياً في ما لا روح فيه. وقال إن الشاعر استخدم أسلوب الأنسنة بشكل خدم النص. فيما وصف حمد السعيد الشاعر بأنه «مذهل ومدهش»، مشيداً باختياره الموضوع الذي أظهر القيمة المعنوية الكبيرة للبشت. عبدالله الشقراني.. قصيدة الخيال المطلق جاءت قصيدة الشاعر الثاني في الأمسية، عبد الله الشقراني، عاطفية في موضوعها، ووصفها الدكتور سلطان العميمي بأنها «قصيدة الخيال المطلق» إذ غلبت عليها الرمزية بشكل كبير. ونوه العميمي إلى أن المبالغة في خلق الصور التي فيها خيال مضاعف لا تكون أحياناً في صالح القصيدة، فقد تذهب بالشاعر نحو الغموض مما يمنع وصولها بالشكل الذي يقصده الشاعر إلى المتلقي بسبب التعقيد، مؤكداً في الوقت نفسه أن الكثير من أبيات القصيدة فيها إضاءات وصور شعرية جميلة تشهد بتميز الشاعر. وقال حمد السعيد إن تفاعل الشاعر مع النص كان جميلاً. وأشاد بالصور الشعرية في مطلع القصيدة وخاتمتها، كما توقف عند بعض جماليات النص مبيناً تميزه. أما الدكتور غسان الحسن فوافق الدكتور سلطان العميمي في أن حضور الخيال المضاعف في القصيدة قد يقودها إلى التأويل أكثر من التفسير. لكنه أكد أن القصيدة تدل على قدرة الشاعر في التصوير وبناء النص من خلال هذه الصور، برغم أن الموضوع ليس من المواضيع التي تستدعي كثرة الترميز والميل إلى عدم الوضوح. عبدالله حنيف اليامي.. الإحساس روح الشعر ثالث شعراء الأمسية كان عبدالله حنيف اليامي، وتناول في قصيدته ابتعاد الطفل عن أمه، مستنداً على تجربة حقيقية لوالده. وأشاد حمد السعيد بموضوع القصيدة الذي رأى أنه أضاف إلى جمالياتها، كما أثنى على طريقة تناول الشاعر للموضوع واستفادته من القصص القرآني في القصيدة، وقال إن الشاعر «يكتب بإحساس والإحساس هو روح الشعر». أما الدكتور غسان الحسن فوصف القصيدة وقصتها بأنها جميلة ومؤثرة ومتنوعة في تفاصيلها بما يجعل المستمع يتصور الحدث. وقال إن القصيدة تراوحت بين الصدق الفني والكلام العادي المتميز بكيفية إدارة اللغة وإصابة المعنى بدقة التصوير، مضيفاً: «لذا نحن أمام قصيدة فيها جمال التصوير وجمال اللغة وجمال إصابة المعنى». الدكتور سلطان العميمي قال إن الشاعر «يعرف جيداً كيف تؤكل كتف القصيدة وليس فقط من أين تؤكل»، منوهاً باستخدام الشاعر أسلوباً بعيداً عما اعتاد عليه الشعراء من تقمص للحالة الشعرية أو تقنية القناع، إذ استعار بدلاً من ذلك عين والده لسرد مشهد بصري سينمائي ليقص شيئاً من سيرة حياة والده بأسلوب بديع ومكثف. وأضاف أن الشاعر «لم يكتف باستعارة عين والده بل استعار أيضاً مشاعر والدته بطريقة جميلة»، مشيراً إلى أن القصيدة برغم أنه ليس فيها الكثير من التفاصيل الدقيقة لكن الشاعر تميز في صنع لغة شعرية رفيعة المستوى من خلال المجازات والتصاوير والتشبيهات والكنايات، ليختزل بكلام قليل مشاهد طويلة ومساحات زمنية ومكانية ممتدة. فهد رميض بن سيمر الشمري.. بعد إنساني الشاعر فهد رميض بن سيمر الشمري كان هو المتنافس الرابع في الأمسية، وجاء موضوع قصيدته عن مصاب بمتلازمة داون. وقال الدكتور غسان الحسن إن الوصف الموجود في القصيدة صائب، بمعنى أن كلمات القصيدة بها وصف حقيقي وواقعي لما يظهر على الشخص الموصوف من أعراض وسلوك وتصرفات، وجاء الشاعر بأوصاف واقعية وعلمية صاغها بأسلوب شعري جميل. فيما أكد الدكتور سلطان العميمي أن القصيدة ذات بعد إنساني، ونوه بمطلعها وما يمثله من بداية قوية وذات عمق في الدلالة، مشيراً إلى أن هناك تفاوتاً في العمق في بقية أبيات القصيدة، لاتجاه الشاعر إلى الوصف الخارجي أكثر من الذهاب إلى الإحساس المرتبط بالحالة، مؤكداً أن الشاعر كان يمكن أن يعيد النظر في بعض المفردات المستخدمة، مشدداً على أن القصيدة فيها إحساس عال جداً بهذه الفئة من المجتمع، متمنياً لو أن الشاعر غاص فيها أكثر وبين حضورها في المجتمع. من جهته أوضح حمد السعيد أن القصيدة جاءت على بحر المنكوس، الذي وصفه بأنه مناسب لمثل هذا الموضوع الذي تناوله النص. ونوه السعيد بالمطلع، وفصّل جمالياته، وبيّن ما احتوته القصيدة من صور شعرية ومعان، واصفاً الشاعر بأنه «مطبوع وابن بيئته في صوره الشعرية». مبارك بن مدغم الأكلبي.. فن السيرة الشعرية الشاعر الخامس في الأمسية، مبارك بن مدغم الأكلبي، تناول سيرة الشاعر الراحل سعد بن جدلان في قصيدته التي وصفها الدكتور سلطان العميمي بأنها من أجمل ما مر عليه في سرد السيرة الغيرية لأحد الشعراء. مضيفاً أن الشاعر لا يرثي فيها بقدر ما أنه يتحدث عن سيرة شاعر كبير، إذ تناولت القصيدة مزيجاً من حياته وصفاته وأشعاره ومواقفه. ونوه العميمي بالمطلع وقوته، وبتميز أبيات القصيدة، مشيداً بذكاء الشاعر في توظيف أبيات ومفردات اشتهر بها «ابن جدلان». فيما وصف حمد السعيد النص بأنه «شامخ»، منوهاً بترابط القصيدة وتمكن الشاعر منها، وحضوره وثقته على المسرح، موضحاً أن الشاعر هيأ المتلقي من بداية الأبيات للحديث عن «ابن جدلان». الدكتور غسان الحسن سمى القصيدة «سيرة شعرية» لكون الشاعر ذهب فيها إلى لقطات تخدم موضوع القصيدة المتمثل في الشهرة الشعرية للمتحدث عنه، كما أثنى الحسن على مطلع القصيدة، وأشاد بالتناص الموجود فيها مع بعض أبيات «ابن جدلان»، كما أبدى عدداً من الملاحظات التي بيّن من خلالها خصائص النص. محمد منصور المطرقّة.. هجرة العقول آخر شعراء الأمسية محمد منصور المطرقة، جاء موضوع قصيدته عن هجرة العقول ودور دولة الإمارات وقيادتها في احتضان طموحات الشباب العرب. وقال حمد السعيد إن الصور الشعرية حاضرة في القصيدة من بدايتها وحتى ختامها، مشيراً إلى أن الشاعر استمد من البيئة تشبيهاته. فيما أبدى الدكتور غسان الحسن إعجابه بالبناء الموضوعي في القصيدة وتسلسل فكرتها، ووصف الأبيات بأنها «مترعة بالتصوير الشعري»، كما ناقش عدداً من الأبيات الشعرية مبيناً ما فيها من جوانب القوة والضعف. الدكتور سلطان العميمي من جهته نوه بأن القصيدة تناولت موضوعاً في غاية الأهمية، وهو هجرة العقول، مبيناً أنها المرة الأولى التي تمر عليه قصيدة تتناول هذا الموضوع. وأضاف أن القصيدة انقسمت إلى قسمين حمل الأول فكرة القصيدة، وذهب الثاني إلى مقارنة عدد من النماذج بنموذج دولة الإمارات. ونوه العميمي بجماليات النص لاسيما وجود محور في كل بيت تدور حوله الصور الشعرية وتمتد منه إلى بقية الأبيات، مشيراً إلى أن الشاعر كان بإمكانه إعادة النظر في بعض مفردات النص. مجاراة بين معتوق والعازمي وضمن فقرات الأمسية، استضاف الإعلامي فيصل العدواني الشاعر كريم معتوق، أمير الشعراء في الموسم الأول، والشاعر محمد بن مريبد العازمي، نجم شاعر المليون في الموسم الأول، في مجاراة شعرية بينهما، أبرزت جماليات الشعر الفصيح والشعر النبطي. وتحدث الشاعر كريم معتوق عن أبوظبي بوصفها عاصمة ومنبراً للثقافة والشعر والإعلام، موضحاً أنها تمثل عاصمة عالمية للثقافة بمتاحفها وأنشطتها ومسابقاتها التي تندرج في إطار إستراتيجية ثقافية شاملة. فيما تناول الشاعر محمد مريبد العازمي برنامج شاعر المليون ومساهمته في رفد المشهد الشعري بالكثير من النجوم.