رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

الدول الأعضاء في اليونسكو تعتمد إطاراً لتعزيز تعليم الثقافة والفنون

الدول الأعضاء في اليونسكو تعتمد   إطاراً لتعزيز تعليم الثقافة والفنون
جوهرة العرب
 

   باريس/أبو ظبي، 15 شباط/فبراير 2024 – اعتمدت الدول الأعضاء في اليونسكو اليوم بالإجماع إطاراً عالمياً جديداً لتعليم الثقافة والفنون. وقُطعت عدة التزامات، كان من بينها الالتزام بتعزيز أولوية تعليم الثقافة والفنون في أثناء تدريب المعلمين، والتركيز بقدر أكبر على الثقافات المحلية وثقافات الشعوب الأصلية في الصفوف الدراسية، وتحسين الاعتراف بالمهارات الفنية والثقافية في الأوساط المهنية. وقد أعلنت اليونسكو والإمارات العربية المتحدة أيضاً عن مبادرة رئيسية جديدة بغية تحويل هذا الإطار إلى أفعال.  يمكنكم تحميل الإطار العالمي الجديد لتعليم الثقافة والفنون من هذا الرابط.      أدلت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، في هذا الصدد بالتصريح التالي: "لقد أشارت دراسة أجرتها اليونسكو في العام الماضي إلى أنَّ تعليم الفنون يساعد الطلاب على تنمية الذكاء العاطفي والإبداع والتفكير النقدي، وينهض برفاههم وبنتائجهم الأكاديمية. ويعزز التعليم الفني الانفتاح على الآخرين واحترام التنوع في المجتمع عموماً. وأود أن أشكر الدول الأعضاء في منظمتنا على هذا الاتفاق العالمي الجديد الذي سوف يعزز أولوية الثقافة والفنون في التعليم، مع أخذ استخدام التكنولوجيا الرقمية في الاعتبار".    نظَّمت اليونسكو والإمارات العربية المتحدة المؤتمر العالمي لتعليم الثقافة والفنون في أبو ظبي (13-15 شباط/فبراير)، الذي جمع قرابة 1000 جهة معنية بالثقافة والتعليم، وكان من بينها 90 وزيراً و125 ممثلاً عن الدول الأعضاء في اليونسكو، وصانعو السياسات وخبراء ومنظمات غير حكومية، إلى جانب وكالات تابعة للأمم المتحدة وأوساط أكاديمية والقطاع الخاص.   يشدد الإطار الجديد لليونسكو على الحاجة إلى التعليم مدى الحياة في مجالَي الثقافة والفنون ضمن جميع أنواع الأطر التعليمية، وعلى وضع الثقافة والفنون في صميم السياسات والاستراتيجيات والمناهج والبرامج التعليمية. ويوسِّع الإطار من فهم "الثقافة" لكي يشمل التراث المعماري والطبيعي والحي وأوجه التعبير الثقافي، وكذلك الصناعات الثقافية والإبداعية. ويركِّز أيضاً على الإمكانات التي تنطوي عليها التكنولوجيات الرقمية في مجال تعليم الثقافة والفنون من أجل المساعدة على تعزيز الحوار بين الثقافات والتنوع اللغوي.  ويقرُّ النص المعتمد أيضاً بأنَّ التعلم في إطار التنوع الثقافي ومن خلاله وبالاستعانة به ذو دور حيوي في التغلب على الانقسامات وتعزيز التفاهم المتبادل. ويشدد على الحاجة إلى التركيز على الثقافات والتراث على الصعيد المحلي، ولا سيما ما يعود منها إلى الشعوب الأصلية. ويدعو أيضاً إلى تعزيز العلاقات بين المؤسسات التعليمية والثقافية، مما يعني إبرام المزيد من الشراكات بين المدارس والمؤسسات والممتلكات الثقافية، بما فيها مواقع التراث العالمي لليونسكو، إلى جانب الثقافات والتقاليد والمهرجانات المدرجة في قائمة اليونسكو التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.      واستند هذا الإطار إلى إرث خريطة طريق اليونسكو التي اعتمدت في لشبونة (2006) وجدول أعمال سول (2010) وإعلان مؤتمر اليونسكو العالمي للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة الذي عُقد في مكسيكو (2022)، وقد جاء الإطار حصيلة عامين من المشاورات مع الجهات المتعددة الأطراف والحوار والمفاوضات مع الدول الأعضاء.  إبرام شراكة جديدة بين اليونسكو والإمارات العربية المتحدة من أجل تنفيذ الإطار  اعتماد هذا الإطار ليس نهاية المطاف بحد ذاته، إذ يجب أن تتحول توصياته إلى سياسات عامة ملموسة. وسوف تتولى اليونسكو دعم هذه العملية عبر تمكين الدول الأعضاء من مشاركة تجاربها واستهلال إصلاحات مبتكرة ومشاركة أفضل الممارسات. وقد أعلنت اليونسكو والإمارات العربية المتحدة عن أول مبادرة رئيسية جديدة تتضمن مِنحاً وبرنامجاً للحراك الدولي للمعلمين، ودعماً لبناء قدرات الدول الأعضاء الأفريقية من خلال زيارات الخبراء وتبادل المعارف والتدريب المهني.  وأضافت المديرة العامة قائلة: "أود أن أشيد بهذا الإعلان الهام الصادر عن أبو ظبي والإمارات العربية المتحدة بشأن القادم من الأعوام، إذ من شأنه أن يمنحنا القوة اللازمة لتحويل هذا الإطار إلى أفعال، ودعم البلدان التي هي بأشد الحاجة إلى ذلك، ودعم أفريقيا بوجه خاص بوصفها أولوية عامة بالنسبة إلى اليونسكو".  سوف تعتمد هذه المبادرة الجديدة على ثلاث ركائز رئيسية، وسوف تقدِّم المنح إلى الذين يقومون بممارسات استثنائية في مجال تعليم الفنون في كل منطقة؛ وسوف تُشرك المعلمين، خصوصاً أولئك الذين يعملون في شبكة المدارس المنتسبة لليونسكو التي يزيد عددها عن 12000 مدرسة. وسوف تُخصص منح للحراك الدولي للمربين الذين يصممون أساليب تربوية فعالة وينفذونها في مجال تعليم الفنون. فضلاً عن ذلك، سوف يدعم البرنامج الدول الأفريقية من خلال زيارات الخبراء ومشاركة المعارف والتعليم والتدريب في المجال التقني والمهني.