رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

الدكتور ليث بني ملحم يكتب : أهمية النماذج الواعية بمبادرات جلالة الملكة رانيا في تمكين المرأة .. النائب ميادة شريم مثالا

الدكتور ليث بني ملحم يكتب : أهمية النماذج الواعية بمبادرات جلالة الملكة رانيا في تمكين المرأة .. النائب ميادة شريم مثالا
جوهرة العرب - الدكتور ليث طايل بني ملحم
 
عندما صدر مقالنا السابق عن نماذج الوعي بمبادرات جلالة الملكة رانيا العبد الله لتمكين المرأة، تلقيت عدة ردود من المهتمين بموضوع التمكين، وكانت خلاصة ملاحظاتهم أن فكرة الوعي بتمكين المرأة قد شغلت حيزا واسعا في عمل المؤسسات ذات العلاقة بالموضوع، وبالتالي فمن المنطقي ان ننتقل إلى خطوة عملية بدل التنظير لمسألة تمكين المرأة الأردنية، بحيث يتبلور الوعي على أرض الواقع على شكل قوانين وأنظمة، فليس المهم الوعي وإنما الأهم انتقال الوعي إلى ارض الواقع وترجمته عملياً. ولعلي اتفق من حيث المبدأ من هذا التوجه ولكن هنالك ملاحظات أود أن اوردها حول مقالي السابق على النحو الآتي:
1- أن من المتفق عليه أن الوعي يختلف من شخص لأخر ومن بيئة لأخرى، فالعامل المؤثر من الناحية العلمية في مسائل الوعي هو نوعية الشخص ومكانته، لذا كان الحديث منصباً حول سعادة النائب ميادة الشريم إذ أنها في السلطة التشريعية مما يعني ان سعادتها في موقع مؤثر وبالتالي يمكن أن يسهم في بلورة مسألة التمكين ضمن نطاق الأنظمة والتشريعات وبالتالي يتحقق الهدف المنشود وهو تمكين المرأة تشريعاً كخطوة أولى ضرورية في عملية التمكين عموما.
2- أن خلاصة الوعي بتمكين في فكر سعادة النائب ميادة الشريم قد تجلى- كما فهمت من خلال لقائي مع سعادتها- في مسألة غاية في الأهمية تمثلت بتقييم نتائج ما حققنا في مسيرة تمكين المرأة الأردنية، وهذا بالضبط ما تدعو اليه الأدبيات العلمية من ضرورة استمرار عمليات التقييم لمسيرة التمكين لمعرفية أين وصلنا وما هو المطلوب فعلياً لتحقيق الهدف المنشود.
3- أن الإطار العام للوعي الحقيقي في فكر سعادة النائب ميادة الشريم قد تميز بالعقلانية أكثر من الحماسة لفكرة التمكين، فليس المهم اعداد الصوات التي تعلو باستمرار مطالبة بالمزيد من إجراءات تمكين المرأة، ولكنه يعكس بالضبط الإصرار العقلاني- ان جاز التعبير- لدفع مسيرة التمكين فالحماس الزائد أحيانا يفقد الهدف قيمته، ولكن الوعي يضبط الهدف ويوجهه بالمسار الصحيح، ويجعلنا أقرب لفكرة المبادرات التي أطلقتها جلالة الملكة رانيا العبدالله والتي تنهض بالمرأة الأردنية وفق أسس سليميه تنسجم مع خصوصية مجتمعنا الأردني وثقافته وعاداته وتقاليده، ولعل هذا بالتحديد ما يجعل تجربتنا بالتمكين تنطلق من فكر قيادي راسخ ويعمل على بلورتها اشخاص لديهم الوعي الكافي لما نريد تحقيقه وهذا بالضبط ما تمثله سعادة النائب ميادة الشريم.