رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

في محاضرة له بـ«ملتقى الأوائل» محمد المنصور: المسرح أرقى الفنون.. ولا طائل من موهبة بلا أخلاق

في محاضرة له بـ«ملتقى الأوائل» محمد المنصور: المسرح أرقى الفنون.. ولا طائل من موهبة بلا أخلاق
جوهرة العرب



 
الشارقة: 4 مارس
 
استضاف ملتقى الشارقة الثاني عشر لأوائل المسرح العربي نهار يوم الأحد (3) مارس، الفنان الكويتي القدير محمد المنصور، في مؤانسة بعنوان «أجمل ما في المسرح»، تحدث من خلالها عن الحوافز التي يقدمها أبو الفنون للمشتغلين به، للاستمرار في تجاربهم وتطويرها، مستعرضاً جوانب من مسيرته الفنية الثرية.
وبدأ المنصور حديثه قائلاً: «أهلاً بكم في الشارقة بلدنا الثاني، فنحن تعودنا على وجودنا في الشارقة منذ انطلاق أيامها المسرحية في دورتها الأولى، التي نسعد بتطورها سنوياً سعادة كبيرة، وفي البداية أحب أن أؤكد أن مهنة المسرح هي من أهم المهن، مع احترامي لكل المهن، فالله سبحانه وتعالى وهبنا هذه الموهبة كي نعطي للمجتمع دروساً وعِبراً، عبر هذه الطاقة التي جسدها الله فينا، فكل المهن لا تجمع كل الحواس الخمس، ولكن من خلال عملك في المسرح تستخدم حواسك الخمس كلها، أنت كفنان تتقمص كل الشخصيات وتقدمها في العمل الدرامي، وهناك قليلون يستخفون بهذه المهمة ولكنها تعد من أرقى المهن».
وذكر المنصور أنه نشأ وترعرع على مبادئ معينة، واختزلها في ثلاث كلمات مهمة سار عليها في مسيرته الفنية، وهي «الصدق والاحترام والتقدير»، وأوضح: «يجب أن تكون صادقاً حتى تقوم بأي دور من الأدوار، وسواء أكانت إيجابية أم سلبية، وأن تكون صادقاً مع نفسك لأنك مؤمن بهذه المهنة، فإذا لم تكن صادقاً مع نفسك فلن تكون صادقاً مع الناس، والاحترام أن تحترم نفسك كي يحترمك الناس، وكذلك التقدير».
وأضاف المنصور: «المتلقي ينفر منك إذا كنت تضحك عليه أو تستهزئ به، فإذا نظرنا خلال العقدين الماضيين سنجد أن هناك العديد من المسرحيات بها فنان قد يكون موهوباً ولكنه يستهزئ بأصدقائه في أثناء العمل، ولا يقف عند هذا الحد، بل يستهزئ بالجمهور نفسه، وهذا لا يصح ولا يدوم طويلاً، ويذكرني بقصة راعي الغنم الذي قرر في يوم من الأيام أن يضحك على الناس، فأخذ يصرخ ذات مرة وهو يقول الذئب الذئب وعندما أسرع الناس إليه اكتشفوا أنه يكذب، وبدأ يكررها عدة مرات حتى فقد مصداقيته لدى الناس، ويوماً ما جاء الذئب بالفعل فبدأ الرجل يصرخ ولكن لا أحد يجيب، وأكل الذئب الغنم، لذا علينا ألا نكون مثل هذا الراعي، ولابد أن نكون صادقين مع أنفسنا».
واسترسل قائلاً: «ما الفنان الصادق سوى موهبة وسلوك، فماذا أستفيد من فنان لديه موهبة ولا يملك الأخلاق؟ فأنت فنان ملك جمهورك، تملك هذه المهمة الجميلة الرائعة كي تعطي وتخدمهم وتقدم لهم القصص الواقعية الموجودة في المجتمع، كل يوم يولد إنسان ولكن ليس كل يوم يولد مبدع، فكونك إنساناً مبدعاً مثقفاً ستتنبأ لمجتمعك بالأفضل والأحسن، وأتذكر كلام صاحب السمو حاكم الشارقة: نحن كبشر زائلون ويبقى المسرح ما بقيت الحياة. وكلنا نعيش في مثلث متساوي الأضلاع، هذا المثلث هو الحالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، في عقدين من الزمن تكون القاعدة اجتماعية وتؤثر في الضلعين الآخرين، أو سياسية وتؤثر كذلك على الآخرين، لابد في كل ثلاثة عقود أن يدور هذا المثلث، فهذه القضايا الثلاث مهمة جداً، فأنت عبر هذا المثلث تنسج موضوعك وحواراتك عبر المسرح والدراما التلفزيونية والسينما والإذاعة».
وفي ختام الجلسة طرح المشاركون مجموعة من الإفادات والأسئلة في ضوء ما سمعوه من رؤى الفنان المنصور حول الطريقة التي يمكن أن تكشف للمتأمل جماليات العمل في مجال المسرح.
-=-