التقت الفنانة العمانيَّة فخرية خميس الحاصلة على جائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي في دورتها السابعة عشرة، بالمشاركين في ملتقى الشارقة الثاني عشر لأوائل المسرح العربي، صباح أمس الاثنين (4 مارس)، وتحدثت معهم عن مشوارها الفني منذ البدايات، وعن الصعوبات التي واجهتها أثناءه.
واستهلت الفنانة القديرة فخرية خميس حديثها بتحيَّة الطلاب، وقالت: "دخلت المسرح بالمصادفة عندما ذهبت مع أختي ليلى التي كانت تسبقني في المسرح، وفي ذلك اليوم غابت إحدى الممثلات في المسرحيَّة وكنت أجلس أشاهد المسرح على الكراسي، فسألوا من تلك البنت التي تجلس، وعندما علموا أنني شقيقة ليلى طلبوا مني المشاركة معهم بدور، وكان دور بائعة، وكنت حينها مازلت صغيرة، ولكن أحببت المسرح جداً".
وأكدت خميس أن الطريق لم يكن مفروشاً بالورود، ولكن كانت هناك بالتأكيد صعوبات واجهتهم، فلم يكن لديهم مسرح بالشكل المتعارف عليه، ولكنهم كانوا يفرشون الأرض ويضعون الستائر ويمثلون في الشارع، وحينها كان قد اجتمع بعض الشباب المتحمسين لفن المسرح ليؤسسوا فرقة مسرحيَّة أسوة ببقيَّة البلدان العربيَّة، وتحدوا الظروف، وكانوا مستمتعين بما يقومون به.
وأضافت: "وفي عام 77 قررت وزارة الإعلام والثقافة أن تؤسس مسرح الشباب، وكان أول عروضنا فيه مسرحيَّة(تاجر البندقيَّة)، كما كنا نقدم كل عام عرضاً سنوياً في العيد الوطني، وهنا قررت وزارة الثقافة أن ترسلنا أنا وبعض زملائي في الفرقة لأخذ دورة تدريبيَّةفي المعهد العالي للفنون المسرحيَّة، ودرسنا على يد أساتذة كبار مثل كرم مطاوع، وزكريا سليمان، وخلال هذا العام قدمنا العديد من المسرحيات، وبعد ذلك أخذنا التلفزيون وقدمنا العديد من المسلسلات التلفزيونيَّة".
وأكدت فخرية خلال اللقاء أن جيلها كان صابراً ومتحملاً، وأن من واجبهم تحمل الصعاب، وتابعت: "أهالينا كانوا يدعموننا بشكل كبير، ولكن بعض أفراد المجتمع كانوا يرفضوننا ويرفضون أن تحتك بناتهم بنا، ولكن المفارقة أن من هؤلاء الذين كانوا يرفضوننا الآن أبناؤهم من الملتحقين وخريجي المعهد العالي للفنون المسرحيَّة".
وعن فكرة تقديم أدوار جريئة في المسرح قالت فخرية: "من المفترض أن يطرح المخرج الفكرة من دون أنيخدش الحياء، ذلك هو إبداع المخرج، وأتذكر أنني قدمت عرضاً مسرحياً من قبل كان يتحدث عن التدخين، ووجدت فيه تنويراً للمجتمع، وكانت رسالته أنه مهما أغلقت على البنات فهذا سيجعلهن يقمن ببعض الأشياء الخاطئة، فقمت بدور البنت التي قرر أهلها الإغلاق عليها، فقامت بالتعرف على شاب وهذا الشاب ساعدها بأن يدخل لها (الشيشة) وكان أهلها يتاجرون في التبغ، وقرروا أن يغشوه، وهذا أدى إلى مرضها وموتها، فهنا أردت أن أقدم رسالة واضحة للأهالي وكذلك للبنات، ولكن هناك من انتقدني فيما قدمت، وقالوا لم نعتد أن تقدم فخرية مثل هذه، الأدوار وكان مبرري أنني قدمتها للتنوير".
وفي نهاية اللقاء وجّهت الفنانة فخرية رسالة إليهم حيث قالت: "لا تفوتوا أي فرصة للتعلم، أثبتوا موهبتكم وشاركوا في كل الورش المتاحة لكم حتى تصقلوا هذه الموهبة، فأنتم أوائل المسرح، فكروا في المسرح واجعلوه متسيداً حياتكم وتحملوا الصعاب".