البحوث الزراعية يختتم ورشة تدريبية حول تاهيل الانظمة البيئية
اختتم المركز الوطني للبحوث الزراعية ورشة عمل تدريبية بعنوان " تاهيل الانظمة البيئية للحد من تآكل التربة وتراكم الطمي في السدود " ، بالتعاون مع الشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه وايكاردا وبدعم من الحكومة الهولندية. (INWRDAM).
وقال مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية الدكتور نزار حداد إن الاردن رغم صغر رقعته الجغرافية الا انه يتمتع بغنى وتنوع حيوي فريد بالموائل الحيوية وذلك لتميز الطبيعية الاردنية بتعدد المناخات والتراكيب الجيولوجية والنظم والانماط البيئية المتنوعة ،حيت قام المركز الوطني للبحوث الزراعية من خلال بنك البذور الوطني ومديرية بحوث التغير المناخي بالشراكة مع المؤسسات الوطنية والدولية على إتخاذ العديد من الإجراءات الفاعلة لحماية التنوع الحيوي وإعادة تاهيل النظم الاجتماعية من خلال الحفاظ على الموروث النباتي وحماية النباتات المهددة بالانقراض ،علاوة على إعادة النظم البيئية والغابات في معظم مناطق المملكة ولاسيما المناطق الصحراوية ومشاريع الحصاد المائي وتوظيف البحث العلمي في التطبيقات الزراعية الحديثة الخرائط التفاعلية كما في خارطة الحصاد المائي وخارطة استخدامات الاراضي الزراعية وخارطة الفياضانات الوميضية.
واضاف حداد ان تطوير بنك البذور الوطني يعد مرحلةٍ جديدةٍ في تاريخ البحث العلمي الزراعي والذي جاءت بتوجيهاتٍ ملكية سامية حيث وجه جلالة الملك كلاً من المركز الوطني للبحوث الزراعية والجامعة الهاشمية للسير قدُماً في بناء هذا المشروع المشتركِ بين الجامعة الهاشمية والمركز الوطني للبحوث الزراعية، حيث تاسس بنك البذور منذ عام ١٩٩٣م ويزخر بعينات بذرية يعود تاريخ أقدمِها إلى عام ١٩٢٧م إضافةً إلى 2000 عينةٍ معشبيةٍ تاريخيةٍ يعود عمر أقدمِها إلى عام ١٨٩٨م.
وقال المدير التنفيذي للشبكة الدكتور مروان الرقاد، إن هذه الورشة تهدف إلى التركيز على مشكلة تراكم الطمي في السدود والتي نتجت بسبب تهور الانظمة البيئية في المحيط الحيوي لحوض عمان الزرقاء. مشيرا أن معدل تدفق الرواسب لسد الملك طلال يبلغ .400 ألف متر مكعب سنويا (مليون طن تقريباُ) وهذا تحد للأمن المائي اذ أن هذا السد ينظم ويتحكم ب 15% من مياه المملكة.
وأشار بأن الشبكة بالتعاون مع الحكومة الهولندية في تعاون مستمر في مجالات الحصاد المائي حيث تم الانتاء مؤخراً من تجهيز أول مختبر طبيعي في الاردن لأبحاث وتطبيقات حفظ التربة والحصاد المائي على مساحة الفين دونم في محطة الجامعة الاردنية في الموقر.
وأشار الرقاد إلى أن ما يميز الحصاد المائي، أنه يعد الأداة الأكثر فاعلية في مواجهة الجفاف، مبينا أن كل نطاق جغرافي في الأردن يتميز بوجود موارد ومهارات معينة، وبالتالي فإن الوصول للتكامل في مجال الحصاد المائي يعتمد على قدراتنا في الحوار وتحويل المخرجات إلى سياسات وقرارات. ومن أجل ذلك أطلقت الشبكة الحوار الوطني للحصاد المائي في الاردن بالتعاون مع الحكومة الهولندية والهادف لتعزيز قطاع الحصاد المائي في الاردن.
وأكد الرقاد ضرورة وجود خطط شمولية للأحواض المائية على شكل وثيقة شاملة وطويلة المدى تخلق رؤية مجتمعية للحوض المائي. وأشار أن الغرض من هذه الخطة أن تكون إطار لإدارة المياه وموارد الأراضي ذات الصلة داخل الحوض لضمان الاستخدام السليم لموارد الأراضي والمياه المتاحة لتحسين نوعية حياة الناس بطريقة مستدامة. وأشار أن أهم أسباب نجاح هذه الخطة هو اشراك كافة الاطراف.
وبينت الدكتوره رها العساف الباحثة في المركز الوطني للبحوث الزراعية ومنسقة الورشة ان هذه الورشة التدريبية التي استمرت لاربعة ايام ،استهدفت الفنيين من وزارة المياه والري ،سلطة وادي الاردن ، وزارة البيئة ، الجامعات ،وزارة الإدارة المحلية ،والمركز الوطني للبحوث الزراعية سيكون لها انعكاس إيجابي على تاهيل الانظمة البيئية من خلال مكافحة التصحر وتقليل انجراف التربة والحد من السلوكيات التي من شانها تهدد التنوع الحيوي والنظم البيئية مثل الرعي الجائر والحرائق والانبعاثات الغازية وقطع الاشجار. وأشارت العساف بأن الورشة تميزت بمشاركة قطاع الشباب الذين قدموا مقترحات شمولية سيكون لها أثر ايجابي على استدامة الانظمة البيئية.