على مايبدو أن سعر الذهب(XAU/USD) سيسجل إغلاقًا صعوديًا للأسبوع الثالث على التوالي بعد أن وصل إلى مستويات 2170 دولار خلال تعاملات اليوم الجمعة، مع استمرار التوترات الجيوسياسية في الارتفاع وانخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية وسط توقعات متزايدة بأن بنك الاحتياطي الفيدرالييقترب من خفض أسعار الفائدة.
وفي شهادته التي استمرت يومين أمام الكونجرس، قال جيروم باول: "نحن ننتظر أن نصبح أكثر ثقة في أن التضخم يتحرك بشكل مستدام إلى 2٪. وعندما نحصل على هذه الثقة، ونحن لسنا بعيدين عن ذلك، سيكون الأمر كذلك". وتُسعر الأسواق فعلياً أن الفيدرالي سيستطيع البدء في خفض مستوى الفائدة دون دخول الاقتصاد إلى الركود، وأنه حقق فعلاً مايسمى بالركود الناعم على الأقل حتى الآن.
وأعتقد أن سعر الذهب سيتفاعمل بقوة مع صدور بيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية لشهر فبراير اليوم. حيث كانت أرقام التوظيف في يناير قوية، وقد يؤدي الأداء المماثل في شهر فبراير تزامناً مع نمو الأجور الثابت إلى دفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى مراقبة البيانات الواردة لعدة أشهر قبل التفكير في خطوة خفض أسعار الفائدة. ومن شأن هذا السيناريو أن يوفر قوة للدولار الأمريكي في المدى المتوسط، والذي يواجه عمليات بيع حادة منذ الأسبوع الماضي، ويدعم ارتفاع سعر الذهب.
ومن الناحية الجيوسياسية، أدى مقتل ثلاثة مدنيين على متن سفينة تجارية في البحر الأحمر على يد الحوثيين اليمنيين إلى زيادة خطر تصاعد التوترات في المنطقة.
ومن وجهة نظري، يشير الارتفاع في سعر الذهب إلى أن التعليقات الحذرة الطفيفة من بنك الاحتياطي الفيدرالي باول قد عززت الثقة بين المستثمرين بأنه سيتم الإعلان عن تخفيضات أسعار الفائدة قريبًا. ولا تزال توقعات قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة في اجتماع السياسة في يونيو ثابتة. ومن المتوقع أن يبقي الفائدة دون تغيير في نطاق 5.25٪ -5.5٪ في اجتماعات السياسة في مارس ومايو.
واليوم سيتم اختبار قوة سعر الذهب من خلال بياناتNFP الأمريكية لشهر فبراير. ومن المتوقع أن يقوم أصحاب العمل في الولايات المتحدة بتعيين 200 ألف وظيفة، وهو أقل من رقم التوظيف القوي البالغ 353 ألف وظيفة في يناير. ومن المتوقع أن يبقى معدل البطالة دون تغيير عند 3.7%.
كما إن بيانات متوسط الدخل بالساعة لشهر فبراير ستكون ذات أهمية قصوى للأسواق. ويتوقع الاقتصاديون أن ينخفض نمو الأجور الشهرية إلى 0.3٪ من 0.6٪ في يناير. ومن المتوقع أن ينمو نمو الأجور السنوي بنسبة 4.4%، متراجعًا قليلاً عن القراءة السابقة البالغة 4.5%.
وقد يؤدي ارتفاع نمو الأجور إلى إبطاء التقدم في انخفاض التضخم نحو 2٪، مما قد يؤثر سلبًا على توقعات السوق لتخفيض أسعار الفائدة الفيدرالية في يونيو. وإذا حدث ذلك، فإن تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالاستثمار في الأصول غير ذات العائد، مثل الذهب، ستزداد مما سيؤثر على سعر الذهب.
في نفس الوقت، يمكن أن يخفف البنك المركزي الأوروبي سياسته في اجتماعه في يونيو. حيث أبقى البنك سعر الفائدة القياسي دون تغيير عند 4.0٪ في اجتماعه في مارس يوم الخميس الماضي، لكنه خفض توقعات التضخم لعام 2024 من 2.7٪ إلى 2.3٪، مما يشير إلى أن البنك المركزي فتح الباب أمام تخفيضات محتملة في أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة وربما يكون ذلك قبل الفيدرالي مما سيقلب موازين السوق.
كما قام المستثمرون الصينيون وبنك الشعب بشراء الذهب بكميات كبيرة، كأصل آمن للاحتفاظ بأموالهم بعد تراجع قطاع العقارات وأسواق الأسهم في الصين. أيضاً أعتقد أن التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط هي السبب الرئيسي خلف الطلب على أصول الملاذ الآمن التقليدية أيضًا. لذا سوف يستفيد المتداولون والمستثمرون بشكل كبير من البيانات التي ستصدر اليوم وسيجدون فرصًا قوية للتداول على سعر الذهب.