احتضنت الجامعة الألمانية الأردنية حفل إشهار لكتاب "دية قلب " للأديبة الأردنية الدكتورة هند البريزات وسط حضور نخبوي مثقف وهو ثاني إصدار للكاتبة الشابة حيث كان الإصدار الأول بعنوان "أتمرت".
وتحدث في حفل الإشهار عن الكتاب كل من الدكتور عبدالله الرضاونة والشاعر والروائي محمد خضير والشاعر الناقد سعيد يعقوب.
وقال الرضاونة إن حكايا "دية قلب" تُتعب من يقرأها حيث إن الدكتورة هند عودتنا أن تتعبنا وتفرحنا في آن واحد، نتعب بل نلهث وراء الفكرة والحلول والمعنى حتى
أننا نطاردها كصائد في صحراء يباب قلما نجد فيها محط نظر وكثيب ظل جلله السراب اللامنتهي. وأضاف الرضاونة قائلا إن الكاتبة أبدعت عندما نحتت أشخاصا من واقعنا بأسماء لا نعرفها، لا يعلم أخوفا من الواقع أم أن الواقع ضيق
وشحيح ولا يمكن له أن يلبي ما تريده هند من هذا العالم؟
من جهته قال الشاعر محمد خضير إن المؤلفة صنعت "زمكانية" خاصة بها، وأضاف أن الحكايا في الكتاب هي عمل تجريبي هرب من عقدة الإطار وأفلت من عقال التصنيفات الأدبية المتفق عليها ليكون مجموعة من الحكايا والمزاوجات الفنية. فقد كتبت عمن لا يملكون جرأة القول فقدمت قلمها ووقتها للمغلوبين على قلوبهم ونقلت واقع قلوب لنا وهي تحمل ممحاة الأسماء كما أنها أعادت للتاريخ عمره عندما طافت فوق صخور رم و آثار جدارا.
وفي إضاءة نقدية للشاعر سعيد يعقوب أشار إلى أن "دية قلب" يتناول في آن واحد بساطة الحدث وعمق الطرح والأسلوب الذي استخدمته الدكتورة البريزات بالكتابة مما أكسب هذه الحكايا بعدا جماليا كما أنها تمتلك اللغة الشعرية المجنحة. وأضاف أن السرد غير مباشر و هناك إيغال بالخيال والبحث من خلال إطلاق تيار اللاوعي حيث لاحظ أنه لدى المؤلفة قدرة مذهلة على التعبير الشعري مما يؤكد أن المؤلفة تحمل داخلها شاعرة قصيدة نثر من طراز رفيع.
من جانبها بينت الكاتبة أن حكايا "دية قلب" ما هي إلا قصص حقيقية لقلوب قصدتها لتكتب نيابة عن أصحابها ألمهم وأملهم، وكانت قد اشتقت أسماء شخصيات ذُكرت في طيات الكتاب مثل "رمقيس" والمنحوت من "رم" و "أم قيس" و "أديلون" والمنحوت من "مأدبا" و "عجلون". كما اختتمت البريزات كلمتها بعبارة : القلوب إن ماتت قامت.
ومن الجدير بالذكر أن هذا النمط من الكتابة الذي يجمع بين اللغة الشعرية النثرية واللغة الأدبية والرمزيه العالية التي تستحضر صور المكان وعمق الحضارة وهو مايميز كتابات وإبداعات الدكتورة هند البريزات.