رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

ماجد عبدالله الخالدي يكتب : رسالة إلى الجهات المعنية .. حاربوا التسول الإلكتروني

ماجد عبدالله الخالدي يكتب : رسالة إلى الجهات المعنية .. حاربوا التسول الإلكتروني
جوهرة العرب - ماجد عبدالله الخالدي / مدير التحرير 

خلال تصفحي لنشرات الأخبار اليومية، وخاصة ما يصدر عن المؤسسات الرسمية، لفت انتباهي خبر بعنوان : "حملة مكثفة ضد التسول"، وهو أمر غاية في الأهمية نظرًا لما ينتجُ عن هذه الظاهرة من امتهانٍ لعملية التسول أولًا، وصورةٌ سلبيةٌ لحضارةِ الوطنِ ثانيًا، ومن ثمَّ خداعٌ للمواطن الذي يسعى بشتى الوسائل والطرق إلى تحقيق اكتفاءٍ بوارداته الشهرية لسد احتياجاته.

لكن اليوم لم نعد نعاني ظاهرة التسول في الشوارع فحسب، بل أصبح الأمر يتجاوز إلى ظاهرة التسول الإلكتروني، عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يستدعي التقاء جهود وزارة التنمية الاجتماعية مع جهود مديرية الأمن العام، للحد من هذه الظاهرة التي قد تتحول إلى جرائم تندرج تحت بنود النصب والاحتيال وأحيانا قد تصل إلى الابتزاز.

منذ قليل وصلتني رسالة من صديق إلكتروني يتواصل معي لأول مرة، مفاد الرسالة : "قاصدك بخدمة"، وبحكم عملي في المجال الإعلامي ظننت المرسل يريد التواصل معي لطرح قضية ما أو مشكلة، بغية تسليط الضوء عليها، فأجبته : "تفضل"، ليرد : "محتاج مبلغ (....) دينار"، حقيقة بعد تلك الرسالة احترت ما هو الرد المناسب، فلو قلت له مثلا : "وبعدين معكم ما عاد تستحوا وتبطلوا نصب"، سيحاسبني بقانون الجرائم الإلكترونية، لاتحول أنا إلى مدان، ويحصل هو على دور الضحية.

وقبل أيام معدودة، أرسل أحد الأشخاص رسالة على أحد جروبات بالواتساب، يطلب من خلالها التبرع لمحفظة الكترونية، لدفع دية عن شاب ارتكب جريمة قتل، فطلبت منه إرسال الوثائق التي تثبت حصوله على الموافقة الرسمية لجمع هذه المبالغ، وما يثبت وجود حاجة لجمع الدية اساسا، فكان الرد : "اعتقد اهل الشاب تواصلوا مع فلان وفلان - وهم اشخاص بمناصب رسمية- وحصلوا على الموافقة، والموضوع مش مستاهل اثباتات وأوراق"!!!

حقيقة أكثر ما استفزني في ذلك الرد، هو ذكر اسماء الأشخاص دون ذكر مسمياتهم الوظيفية، كأنه يحاول الدخول من باب -احنا بنعرفهم-، أي أن الأمر يأخذ منحنى الواسطة والمعرفة، وهو اسلوب جديد بالاحتيال، انه انا بعرف فلان فلازم تخاف مني وتدفع!! ولكن في حقيقة الأمر لو كان عطوفة فلان يعلم انك تزج إسمه في محاولات دنيئة مثل هذه، لكان لعن سلسفيل تاريخك الأول..

هي رسالة إلى الجهات المعنية، أوقفوا التسول الإلكتروني، فهو يسيء إلى الصورة الوطنية بشكل كبير، وبصورة أكبر بكثير من تلك التي نجدها في "تسول الشوارع"، ذلك أن التسول الإلكتروني قد يرسم صورة سيئة في الخارج، مما يؤثر على السمعة العطرة التي نتمتع بها بين جميع الاقطار العربية، والتي تسهم في جعل الأردن وجهة لهم في مختلف المجالات السياحية والتعليمية والعلاجية وغيرها.