ضِمن مشهد التعليم العالمي المتطور باستمرار، تتجه أعداد متزايدة من طلاب الطب الطموحين للسفر إلى الخارج لدراسة الطب، فعلى سبيل المثال، تعد الممكلة العربية السعودية أهم مصدّر للطلاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من الراغبين بتلقي تعليمهم الأكاديمي في الخارج، إذ أنه في عام 2016 كان هناك قرابة 16 ألف طالب سعودي يدرسون في الخارج. وفي حين أن العوامل الدافعة وراء هذا الاتجاه عديدة ومتنوعة، إلا أن المزايا الخفية للالتحاق بكليات الطب الدولية غالباً ما يتم تجاهلها، فبعيداً عن الاعتبارات الأكاديمية التقليدية، تقدّم هذه المؤسسات التعليمية فوائد مميزة يمكن أن تثري الرحلة التعليمية للطلاب وتمنحهم أساساً قوياً لمسيرة مهنية شاملة في الطب.
وفي هذا الخصوص، تتطرق كورين فيش، مديرة القبول الدولي في كلية الطب بجامعة سانت جورج في غرينادا، إلى أربع مزايا غير معروفة كثيراً للالتحاق بكلية طب دولية، وتسلط الضوء على التجارب الغنية والفرص الفريدة التي تنتظر الطلاب الطموحين عند بدء رحلتهم التعليمية في الخارج.
1. التعرّف على مجموعة واسعة من الأمراض
إن التحاق الطلاب بكليات الطب في الخارج يمكن أن يساعدهم على أن يصبحوا أكثر دراية بالأمراض والحالات الصحية التي قد تختلف بشكل كبير عن تلك التي اعتادوا عليها. إذ تكشف الملفات التعريفية للدول المختلفة على الموقع الإلكتروني لمنظمة الصحة العالمية عن بعض الاختلافات الشاسعة بين تلك الدول، وبالتالي، فإن التعرف على علاج مجموعة واسعة من الأمراض يمكن أن يساعد في إعداد الطلاب لمساعيهم المهنية المستقبلية.
2. التعرف على أنظمة الرعاية الصحية المختلفة
هناك فروق كبيرة بين أنظمة الرعاية الصحية المختلفة في العالم، ويمكن للتعرف عليها أن يكون مفيداً لطلاب الطب وأن يمنحهم أيضاً نظرة فريدة حول كيفية عمل النماذج المختلفة لهذه الأنظمة وميزات وعيوب كل منها. وبالتالي فإن العمل والتعلّم في أنظمة الرعاية الصحية المختلفة يمكن أن يمنح الطلاب منظوراً فريداً حول التحديات التقليدية التي يواجهها الأطباء الممارسون.
3. امتلاك مرونة أكبر في تقديم طلب الالتحاق
غالباً ما تكون هناك مرونة أكبر مع كليات الطب الدولية، إذ يمتلك العديد منها مواعيد قبول متعددة وتواريخ التحاق مختلفة. فعلى سبيل المثال، تقدم جامعة سانت جورج ثلاثة تواريخ سنوية لبدء الدراسة في كل من يناير وأبريل وأغسطس، ويتيح ذلك للطلاب الراغبين بالتسجيل المرونة لبدء برنامج كلية الطب عندما يكون ذلك مناسباً لهم، مع الإشارة إلى امتلاك كل فصل دراسي لمزايا مختلفة للطلاب.
أما بالنسبة للمتقدمين الدوليين من البلدان غير الناطقة باللغة الإنجليزية، من المهم الانتباه إلى أن درجة اختبار اللغة الإنجليزية، مثل نظام اختبار اللغة الإنجليزية الدولي (IELTS) يجب أن تكون جزءاً من الطلب.
4. التعرف على ثقافة مختلفة
يوفر الالتحاق بكلية طب دولية فرصة التعرف على ثقافات مختلفة، ويعود ذلك إلى التجارب خارج الفصل الدراسي، كما أن الطلاب يتعلمون أيضاً الكثير عن زملائهم في الفصل والأشخاص الموجودين في المجتمع المحيط بهم، الأمر الذي يساعد على احترام الطلاب للثقافات والأديان والمعتقدات الأخرى من خلال تعرفهم على وجهات نظر مختلفة.
بالنسبة للطلاب المهتمين بممارسة مهنة في مجال الصحة العالمية أو لمن يرغب فقط بالخروج من منطقة الراحة الخاصة به، قد تكون دراسة الطب في الخارج خياراً مناسباً تماماً له، إذ تتيح كل من بيئة التعلم المتنوعة، والتعرف على ممارسات الرعاية الصحية العالمية، والتجارب الثقافية المتنوعة وفرص التواصل، فرصة كبيرة لحصول الطلاب على تعليم شامل يمتد إلى ما هو أبعد من الفصل الدراسي. إن اختيار مسار دولي للدراسات الطبية لا يقتصر على تزويد الطلاب بمجموعة مهارات شاملة فحسب، وإنما يعمل أيضاً على إعداد المتخصصين في مجال الرعاية الصحية والذين يمتلكون التعاطف والوعي والشغف، والمستعدين لإحداث تأثير إيجابي على نطاق عالمي.