ففي اليوم الواحد والعشرين من آذار عام ١٩٦٨ ونحن نحتفل بهذه الذكرى الوطنية الغالية على القلوب ، فاننا لن نستطيع ان نفيها حقها لأنها اكـبر من كل الكلمات واكـبر من كل الأحتفالات فمعركة الكرامة سـجل المجد وكتاب الخالدين سـطر خلالها بواسـل الجيـش العربي الأبطال أنصع البطولات وأجمل الانتصارات على ثرى الأردن الطهور ، وظلت أرواح الشــهداء ترفرف في فضاء الأردن ، فوق ســهوله وهضـابـه وغوره وجبالـه ، وتســلم على المرابطين فوق ثراه الطهور ، ويتفتح دحنون غور الكرامــة على نجيع دمهم الزكي ، وتسـري في العروق رعشــة الفرح بالنصر ونشـــوة الافتخار بهذا الجيـش العربي ، فطوبى لكل الذين عطروا ثرى الأردن بدمائهم الزكية الطاهرة .
وســيبقى التاريخ العربي المجيد يحفظ في جنباتهِ مواقف الهاشــميين الأخيار الأبرار ، ورجال الجيــش العربي الذين ســطروا بمداد النور ونجيع الدم ، أشــرف ملاحم التضحيــة والفداء في القدس وباب الواد واللطرون والكرامة والجولان دفاعـاً عن كرامــة الأمة العربية وصون ســيادتها واســتقلالها .
وفي هذا اليوم نتذكر قائد معركة الكرامة الحســـين طيب الله ثراه و شــهداءنا الأبرار بكل الفخر والأعتزاز ، لنؤكد من جديد أننا ماضون على نهج الرسـالة الهاشـمية وعازمون على مواصلة مســيرة الخير والبناء بقيادة جلالة مليكنا المفدى عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه ورعى الأردن حراً أبياً عزيزاً وان يديم نعمة الأمن والأمان والاستقرار وبهجة الأفراح .