المسرح من الفنون الدرامية المهمة والقديمة التي تهتم بالأداء والعروض الحية على خشبة المسرح، وعبر السنين قدم المسرح الاف المسرحيات الهادفة التي تحمل فكرة وابداع وتجدد مستمر ، وهو من أقدم الفنون تاريخيًا ، وكثير من الفنانين يتجهون للمسرح باعتباره "أبو الفنون " ، وفي يوم المسرح العالمي شاركنا مجموعة من الفنانين و رواد المسرح ضمن رؤيتهم للفن المسرحي ، وهذا ما قالوه عن المسرح في يوم المسرح العالمي .
حيث قالت الفنانة الأردنية سهير فهد في يوم المسرح العالمي : " اقول للمسرح نحن محكومون بالأمل ،واتمنى للمسرح في يومه العالمي ألا يتخلى عن كونه "ابو الفنون "، واعتقد اننا نحن من ظلمنا المسرح اي " المسرحيون انفسهم " حين بدأوا يلوجون خشبته بمسميات غريبة لا تمت للمسرح بصلة ،وكل عام وانتم بخير "
وقد قال الفنان السورى مظهر الحكيم : " المسرح هو الحياة ، المسرح اللقاء المباشر بوضوح لتوضيح شخصية الفنان مع الجمهور ، ويلامس شعور المشاهد ، والتواصل بالاقناع بين الفنان والمشاهد ، فالجمهور المسرحي ارقى من أي جمهور تلفزيوني او اذاعي او سينمائي لأنه يأتي للمسرح كي يرى فن واحساس صادق ومشاهد صادقة ، ويرى حوار متكامل واخراج جميل لذلك اعتبر المسرح من أصعب الفنون في حياتنا الفنية .
المسرح العالمي الى الان راقي جدًا ومحترم جدا وله جمهوره الخاص والمسرح لم ولن يموت وخاصة في لندن في بريطانيا، لان المسرح الانجليزي من بداية ظهوره الى الان وله مكانته وكتّابه ومخرجينه وممثلينه العمالقة الذين نراهم احيانا على شاشة التلفاز ، ونرى مدى احساسهم وتعبيرهم وعطاؤهم الذي يختلف عن اي ممثل سنيمائي او تلفزيوني ، لان المسرح حالة توضيحية ، فالعطاء واضح بالمسرح بدور مدعوم لتوضيح الشخصية والحوار للجمهور ، لكن الى الان المسرح في العالم مدعوم ، في بعض الدول العربية لا يزال المسرح قائم لكن تحول بطريقة مباشرة او غير مباشرة الى مسرح تهريجي فيه كوميديا راقية قديما لكن الان للاسف لا يصلنا هذا الحس المسرحي الراقي بقدر مايتم تصدير المسرح التهريجي الذي يعتمد على الاكشن في الكوميديا ، الاكشن المبتذل يعتمد على التورية والكلمة فقط لا غير بدون اي احساس بمسؤولية الدور الذي يقدم ، بمصر الان المسرح قائم وله جمهوره ولكن ولت ايام سمير غانم ، فؤاد مهندس ، نجيب الريحاني ، عبد المنعم مدبولي ، فريد شوقي ، عادل خيري .
للاسف نحن حاولنا بفترة ما ، وانا بدأت بالمسرح العسكري ومسرح الجوال وقمت بعمل فرقة خاصة وقدمت عدد من المسرحيات ، انتقلنا للمحافظات وقدمنا اعمال جميلة جداً ، فلقد عملت مع سعد الدين بقدونس ، محمود جبر ، هدى الشعراوي ، هاني الروماني ، فلقد تنقلنا على المسرح ، والان كل ما اجتمع مع بعض الفنانين العاملين بالمسرح اقول لهم انا اتمنى ان اعود للعمل بالمسرح وان اموت على خشبة المسرح ، المسرح حقيقة دفئ وحنان وعطاء صادق ، لكن الان للاسف لم يعد هناك مسرح في سوريا ، والتجارب التي تقدم اقول عنها تجارب ، حتى عند نجاح مسرحية لا يتم الموافقة على التمديد الا بصعوبة ، المسرحية عندما تنجح في أي مكان تمدد لسنة وسنتين واكثر ، فهناك مسرحيات في بريطانيا الى الان تقدم بنفس الممثلين ، رغم انهم كبروا والجمهور يعلم انهم كبروا بالعمر لكن حياتهم بالمسرح ، الفن بشكل عام بنظري ( يبدأ من لبنان يعيش مصر يموت في سوريا ) وهذه قاعدة حتى التحركات التي تحصل الان على مستوى المسرح والتلفزيون والسينما هي تمويل خارجي لم يعد محلي مثلما كنا نعمل ، انتاجاتي كانت جميعها على تكلفتي الخاصة بالرغم من ان اعمالي لم تكن ضخمة بشكل عالي مثلما يرونني ، لكن كانت اعمال سورية بحتة بيئة شامية صادقة حالات انسانية جميلة ، لكن اختتم المسرح مات في سوريا وحتى المراكز الثقافية تفتقر لبعض الادوات حاليا مثل الستارة ، حيث ان الاهتمامات تذهب لدعم امور اخرى ولم تذهب لدعم الصالات التي كلفت ملايين وجهود في فترة ما ، فالفن هو صدق واخلاق وعطاء ومحبة . "
ويقول الفنان الاماراتي عبد الله الجفالي : " اتمنى بيوم المسرح العالمي اشراقة هذا المسرح الذي يعتبر بالنسبة لنا الروح والفن الاصيل و كل عام وكل يوم ومسرحنا بألف خير ، اتمنى من المسرح في الوقت الراهن إعطاء الفرصة ليكون بهذه الايام فيه لجنة مشاهدة ، حين ان اللجنة تعرض خمس او اربع مسرحيات في المسابقة او المهرجان ولكن هذا ظلم في حق الكثير من المسرحيات التي نتعب عليها ، ومسرحنا مظلوم بالنسبة للامكانيات وتوفير الاحتياجات التي يحتاجها المسرح ، ودائما المسرح واعضاء المسرح يطالبون ان نقوم بعمل مسرحيات والباقي على الله فهذا الشيء يجعل المسرح مظلوم "
ومن مصر يقول الفنان المصري محمود عامر في يوم المسرح العالمي : " يظل المسرح هو الحياة بالنسبة للفنان و المتفرج واكبر متعة يشعر بها الفنان ويأخذ حقه فوري ، اتمنى للمسرح فى الوقت الراهن ان ينتشر على أوسع نطاق فى كل ربوع الوطن العربى وان يصل إلى كل مكان خاصة المحرومين من وصول الدعم الثقافي إلى مستحقيه ، فالمسرح العربى بالتأكيد مظلوم فهو لا يستطيع أن يواكب التطورات التى طرأت على الميديا وهو في حاجة ماسة للدعم التقني "
وقال أيضًا الحكواتي والفنان المسرحي التونسي هشام درويش : " بمناسبة اليوم العالمي للمسرح يسعدني ان اجدد التعبير عن اعتزازي بالانتماء الى مجال اب الفنون وهو المسرح من مرحلة الطفولة الى مرحلة الاحتراف مرورا بالمسرح الجامعي ضمن مسيرة اعتبرها مهمة وفارقة في نحت معالم شخصية هشام درويش ، كما اتمنى للمسرح في الوقت الراهن تحقيق نقلة نوعية وحاسمة من أجل ان يحقق لدى المتلقي التوازن بين المضامين العميقة التي يعالجها المسرح وبين غياب المضمون في البدائل الرقمية والتكنولوجية ولو اني اتمنى أن توظف هذه البدائل الرقمية لصالح المسرح من اجل تثمينه ،و لا اعتقد كثيرا في ان المسرح العربي مظلوم وانما اقول بان المسرح العربي غير محظوظ رغم ارتقاء الاعمال المسرحية إلى مرتبة كبيرة من الابداع نظرا لغياب الصناعة الثقافية والتنمية الثقافية في الترويج والتثمين والاشعاع " .
وهكذا في اليوم العالمي للمسرح نرى حب وفخر فناني الوطن العربي بالمسرح أبي الفنون ، ويتمنون جميعًا للمسرح الدوام والتألق والتغلب على صعوبات الواقع .