٢٨ مارس ٢٠٢٤
كسرت أسعار الأسهم سلسلة خسائرها القصيرة المدى يوم أمس، حيث ارتفع مؤشرS&P 500 بنسبة 0.86%. كما واصل السوق تتبع ارتفاعه القياسي الذي حققه الأسبوع الماضي. لكن كان ذلك بوتيرة بطيئة للغاية. واليوم الخميس يتم تداوله عند 5259 دولار، بعد أن تأثرت أسعار الأسهم بقرار سعر الفائدة الذي اتخذته اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يوم الأربعاء الماضي.
ويستعد المستثمرون هذا الأسبوع لإصدارات أرقام مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي يوم غد الجمعة، ومن وجهة نظري ستكون التقلبات ضعيفة وتفاعل السوق محدود بسبب عطلة غد مع اقتراب عطلة نهاية الأسبوع الطويلة لذا قد تمتد تأثيرات البيانات الى بداية الاسبوع المقبل.
واليوم ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500بنسبة 0.1٪، مما يشير إلى افتتاح محايد للمؤشر. والسؤال هنا: هل سيستمر هذا الارتفاع؟ الاجابة من وجهة نظر متناقضة، يبدو التصحيح الهابط محتملا، ولكن الاتجاه العام لا يزال صاعد بوضوح.
لذا أعتقد أنه على الرغم من المخاوف بشأن تقييمات الأسهم، ارتفعت السوق إلى مستويات قياسية جديدة، تغذيها الآمال في محور السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي وثورة الذكاء الاصطناعي. وفي الأسبوع الماضي، كان الأمر كله يتعلق بمحور بنك الاحتياطي الفيدرالي، وبالتالي كان رد فعل السوق إيجابيًا. ويبدو لي أن مؤشرS&P 500 لا يزال يتحرك بحذر حالياً.
فبينما سجلت المؤشرات مستويات قياسية جديدة، كانت معظم الأسهم تتحرك بشكل جانبي. ويمكن أن يكون هذا نمط قمة قبل تصحيح عميق للسعر ومع ذلك، لم تعطي الأسعار أي إشارات سلبية مؤكدة. لذا لا يمكن استبعاد إمكانية انعكاس الاتجاه للهبوط في أي وقت.
ومن وجهة نظري تحسنت معنويات المستثمرين كثيرًا وارتفعت شهية المخاطرة في الأسواق. حيث أظهر استطلاع رأي المستثمرين الصادر عن AAIIيوم أمس أن 50.0% من المستثمرين الأفراد متفائلون، في حين أن 22.4% منهم فقط متشائمون، بانخفاض عن 27.2% الأسبوع الماضي. ويعتبر مؤشر AAIIمؤشرًا معاكسًا، بمعنى أن القراءات الصعودية للغاية قد تشير إلى الرضا المفرط وانعدام الخوف في السوق. وعلى العكس من ذلك، فإن القراءات الهبوطية مواتية لارتفاعات السوق.
فلقد عادت الشهية للأسهم والعملات المشفرة وهذا مقياس مهم للرغبة في المخاطرة بشكل عام. وأعتقد أن التجار واثقون من التخفيضات القادمة في أسعار الفائدة. وإن النمو القوي في الولايات المتحدة لن يكون مخيفاً ما دام التضخم مستمراً في التراجع. وحتى الارتفاع الأخير في التضخم لا يثير الكثير من الاهتمام، حيث يُعتقد أنه مؤقت.
فمن المتوقع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في يونيو للمرة الأولى، وشهد مزاد السندات لأجل 5 سنوات في الولايات المتحدة أمس طلبًا قويًا وتراجع مؤشرS&P500 قليلاً عن القمة بسبب استمرار التوترات الجيوسياسية مما أدى إلى إضعاف الحالة المزاجية لبعض الشركات التي ستشهد تغيير في طرق تجارتها. والأكثر قلقا هم شركات صناعة السيارات. كما ستتأثر شركات نقل الفحم والبنزين والحبوب.
ولكن إذا سارت الأمور نحو التهدئة، فيمكن أن يسجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مكاسبه الشهرية الخامسة على التوالي وهو الأمر الذي لم يحدث منذ عام 2013. حيث تتلخص المخاطر الرئيسية التي تهدد هذا الارتفاع في التراجع المتجدد لتوقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي و خفض توقعاته. واحتمالية تدهور توقعات الأرباح.
وأعتقد أن الأمر المثير للاهتمام أيضًا فيما يتعلق بتوقعات خفض سعر الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي هو أن توقعات تخفيض أسعار الفائدة 3 مرات لا تزال قائمة، ولكن فقط إذا حدث التخفيض الأول لسعر الفائدة بحلول الصيف. حيث يعتقد العديد من المستثمرين أنه إذا لم يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي بحلول يونيو أو يوليو، فلن يكون هناك أي خفض هذا العام. لذا، فهي 3 تخفيضات أو لا شيء.
وفي سيناريو الحالة الأساسية المتمثل في 3 تخفيضات هذا، أتوقع أن يستمر ارتفاع الأسهم حتى خارج قطاع التكنولوجيا، مما سيجعل مؤشرS&P500 يلحق بالمؤشر المرجح العادي للأسعار، ومن المفترض أيضًا أن تتسع الارتفاعات لصالح الأسهم الصغيرة والمتوسطة، والسلع. مثل الذهب والنحاس والنفط على المدى المتوسط.
في نفس الوقت استمرت الأخبار السيئة لشركة أبل بشأن مبيعاتiPhone الخاصة بالشركة في الصين والتي انخفضت بنسبة 33٪ في فبراير مقارنة بالعام السابق، فتراجعت شركةApple لتغلق تحت مستوى 170 دولارًا للسهم يوم أمس، ودخل سعر السهم إلى منطقة التعزيز الهبوطية على المدى المتوسط، وهناك فرصة أكبر أن نرى مزيدًا من التراجع في شركةApple وليس العكس. حيث ستكشف شركةApple عن استراتيجية الذكاء الاصطناعي الخاصة بها في 10 يونيو. وحتى ذلك الحين، سيبقى المستثمرون متشككين بشأن الاستثمار بأسهمها.
وأخيرا ارتفع مؤشر الدولار بسبب تزايد حدة التوتر والترقب قبل صدور بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية يوم الجمعة وحقيقة أن معظم المتداولين الغربيين سيذهبون لقضاء عطلة عيد الفصح. ولذلك ربما تكون هناك مفاجأة سيئة محتملة للأسواق.