قال أحد الشعراء يومًا: "يا ربيع الحياة أين ربيعي" ؟!
من قال أن الحياة ليست جميلة ؟؟
من قال أنها مكان للهو واللعب ؟؟
عقل المرء في فهم الحياة مجرد أنها إذا سارت كما يريد أحبَها وإذا لم تسر كرهها ، ليس هذا الفهم الصحيح !
قال أحد الشعراء يومًا : "ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الحياة بما لا تشتهي السفن".
أنا متأكدة وقد أيقنت أن الشاعر عندما قال تلك الكلمات القليلة التي تحمل بحرًا مليئًا بالمعاني كان قد أيقن هو كذلك أن المرء يفهم الحياة كما يريد هوليس كما يجب أن يفهمها ..
شردا جفنّي هنا لثانية, في تلك الثانية أدركت كم هو مهمٌ أن نعطي الحياة ما تستحق في كل أركانها ومن كل جوانبها،وكم مهمٌ أن يدرك المرء ما يفعل وأن يسهم في رفع وعيه ووعي الجميع في ما يحدث في العالم المتواجد حولنا ، ماذا لو أمعنّا النظر في الكوارث البشرية ، نرى كل يومٍ قصة جديدة تجول وتتجول في أذهاننا ونحن لا نستطيع فهم ما يجري ، لماذا ؟؟ لماذا لا نكون في عالمٍ نظيف نقي صافٍ صفاء الماء المتفجر من نبع يطل من أعلى قمم الجبال العالية ، يجب أن نفهم كل ما يحدث في عالمنا هذا ..
لماذا لا نأخذ الواقع على محمل الجد ونتحمل مسؤولياتنا بدقة ولس بسخرية وضحك ، فهناك دائمًا مكان لكل شيء ومتَسع لكل شيء ومساحة شاسعة لنفسك تستحقها أنت لا يدركها البعض ولكن يكفي إدراكك لها ، في تلك المساحة الشاسعة حاول مراجعة نفسك منذ بداية يومك إلى أن تضع رأسك على إحدى الوسائد وقل في نفسك ماذا فعلتُ اليوم ؟؟ هل مافعلته صحيحًا ؟؟ مفيدًا ؟؟ سخيفًا ؟؟ هل أخطأت بحق أحد ؟؟ هل جرحت أحدًا بكلامي دونَ وعي؟؟ وأهمُ من ذلك كله ، هل حصلت على رضا الله جلَ وعلا و رضى والداي ؟؟
إذا سألتك أنا هل أنت راضي عمَ يحدث في مجتمعنا ؟؟ ماذا يكون الجواب ؟؟ هل أقف هنا ولا أكمل ؟؟ هل أقف هنا وعند اخر نقطة ولا أكمل ؟؟ لا وألف لا، فإذا كنت تريد غايتك؛ ضع بعقلك لوحة لدرج طويل ، ولكن هل ستقف و تتأمل الدرج ؟؟ لا، أسرع وابدأ بالصعود ..فقد تتعثر أحيانًا .. وتسقط أحيانًا أخرى ... عند ذلك انهض !! وواصل الطريق .. لكي تصل إلى أهدافك اصعد ولا تنظر للخلف ، حينها أعدك وعدًا صادقًا وفيًا بأنك في النهاية سوف تصل إلى القمة ..
فهذه حالنا وحال البشر جميعًا، في كل مرحلة مراحلنا العمرية نفهم شيئًا جديدًا نخرج من ذاك السؤال وننتقل إلى سؤالنا التالي ، تشعر في هذه المرحلة أننا فعلنا إنجازًا كبيرًا .. أننا كسرنا عائقًا .. تحدينا الصّعاب ؛ لكي نكمل طريقنا ، وكسرنا الحواجز ؛ لكي ننهض من جديد وننهي الطريق بنجاح ..
لا يجب أن نستسلم بمجرد أن أخبرنا أحد برأيه فلا يجب أن يغريك مدحٌ ولا يجب أيضًا أن يسقطك انتقاد ف بالنهاية كلهم ليسوا إلا مجرد اراء وأنت وحدك صاحب القرار .. كن قياديًا !! ابني شخصيةً تتحدث عنها جميع البشرية ، ابني شخصيتك التي تتحدث باسمك مثّل شخصيتك مثّل نفسك بكل شجاعة ولا تفسح المجال لمن يحب أن يهدر وقتك ويضيع مجهودك في ثوانٍٍ قليلة .. مجهودك الذي بذلت عليه الجهد الكبير, المجهود الذي نراه حملًا ثقيلًا كما هو الان، في المستقبل سنقول : كم كان مشوارنا صعب! وكم كان مجهودنا ثقيل! ، يصبح كل شيء في النهاية مجرد خيال ،أوهام ، ذكريات ..كلما فكرت في الاستسلام تذكر كيف بدأت ؟ ولماذا بدأت ؟ وما هو الحلم الذي تسعى ؟ في مجرد أن تحاور نفسك في تلك الأسئلة يلغي فكرك ، عقلك ، أنت الإستسلام والتحدث عنه وسماعه ، كن كما تريد فالحياة طويلة أمامنا والناصحون لنا كثر فلما لا نكون عند حسن الظنون.. حين أسمع تلك الحروف تتردد في أذهاني مرات ومرات .. يخطر في بالي فجأة "والدي" وما يفعلون من أجلي ،من أجل سعادتي من أجل أن يجعلوا مني الفتاة الفضلى في هذا العالم ، يخافون عليَّ من كل شيء يضرني ، وأنا أكون في تلك اللحظات أفكِّر في أنهم لا يريدون لي السعادة ، تفكيري يكون خاطئً وخاطئً جدًا كذلك ، والداي إذا أبعدوني عن شيء هم يكونون
أثناء ذلك مدركين أنه يضرني ولا ينفعني ولو كان به ولو ذرة نفع لي لما منعوني ، والداي أحبكم بعدد حبات المطر التي تنهمر من السماء على مدار العمر ، فمن لا يحب والديه ؟؟ فمن مثلهما يعلمنا معنًا للحب والإحتواء؟؟ من مثلهما يخبرنا أن الحضن صوت خافت ؟؟ من مثلهما يعرف لون الحزن في عينينا ؟؟ من كقلبهما يحمل الحب بخفة؟؟ يحمل الحب الذي لا يفسد؟؟ يعلمنا أن الحياة تبدأ عندما نستنشق رائحتهما؟؟ فمن مثلهما يبرهن لنا أن الصدور أوطان؟؟ وأن القلوب بيوتًا امنة؟؟ وأننا كلما تهنا نلوذ من خوفنا إلى حضنهما ،إلى أعينهما، إلى قلبيهم ، فما أبعد السماء وما أقرب قلبهما إلينا! وما أجملها من حياة برفقتهما! فكم نحبها!! .
عش كما تريد أ ن تعش، لا تنصت لكل من يتكلم ! إجعل أذناك على قاعدة إذا سمعت مفيدًا أنصتت بالتفات وتمعن إذا سمعت غير ذلك أنصتت بذلك الوقت وبعد ما انتهى نسيت ما قيل ... ما أطول المشوار !!!! ما أطول الدرب!!
الدرب المفروش وردًا مليئًاب بقطرات الندى ومشوارً جميلًا هادئًا ناجحًا فخورًا ... عش حياتك كما تستحق أن تعيشها لا تهملها وبنفس الوقت لا تعطها كامل الأهتمام ...
وزع إهتمامك جزئين، جزء التفت فيه لدنياك وجزء تذكّر فيه آخرتك التي ستحاسب فيها على كل صغيرةٍٍٍٍٍٍ وكبيرةٍٍ جرت معك في هذه الدنيا ، حتى الأشياء نسيها المرء عند الله جلّا وعلا لا ينتسى شيء، ولا يضيع لأي عبدٍ حق يومها يكون المرء "اللهم نفسي" لا يهمه شيءٌ غير نفسه..
نعم ، فهذه هي الآخرة ..
عبّر عن كل ما تريد التكلم به وإياك أن تكون جبانًا وتصمت ف الألم في أن يقف الكلام بين فمك وحنجرتك وإن أظهرته ندمت وإن أخفيته تألمت ، لماذا يجب أن يحدث هذا طالما أننا نسير على النهج الصحيح؟؟ ، نبدي آرئنا ونستمع لغيرنا، فلا يجب أن يكون لدينا ذرةٌ من الأنانية فتلك الذرة رغم صغر حجمها إلاّ أنها تحدث فارقًا كبيرًا في الشخصية والواقع الذي ننتمي إليه ، ف على سبيل المثال وسائل "التواصل الإجتماعي" وهي أكبر ضررٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍٍ أحدَثَ ضجة وفوضىً في العالم أصبح كل شخصٍ يعتمد بحياته كافة على وسائل التواصل أصبح العالم مجرد قرية صغيرة في تلك الوسائل التكنولوجية ، والإبتعاد عنها أفضل وسيلة لشق طريقك بصورة صحيحة وفاعلة وآمنة دون أيّةِ عواقب أو ندم ..
تؤثر التكنولوجيا التي تطورت حديثًا بعقل المرء و تؤثر في تصرفاته وتؤثر فيه كفردٍ في مجتمعٍ ما، فلذة الحياة لا يتذوقها إلاّ من عاشها كما هي دون زيادة أو نقصان وتذكّر دائمًا وكل ما التفت نحوك أن ليس هناك أحدٌ أفضل منك فكلنا سواسية إلاّ بالمهاراة ،والعقل، والعلم، والثقافة، والمعرفة، كل تلك النقاط تجتمع في جملة واحدة ألا وهي ((العلم والثقافة لايجتمعان إلا عند تواجد العقل والمهارة)) .
أترى تلك الجملة؟ عُد إليها وادرسها جيدًا وارسخها في ذاكرتك واجعل منها سلمًا تبني على أساسه الطريق الذي لا
يهدمه أشد الزلازل ولا يؤثر فيه أي مستجد...
فهل يمكننا أن نعيش الماضي في الحاضر؟ أو إحداهما في المستقبل؟ إنه ولَمِِنَ المستحيل أن يحدث هذا؛ لأن الماضي حدث وانتهى، والحاضر ما زال يجري، والمستقبل ما لا يتوقعه أحد، أحداث ستجري في هذا العالم ولن يبقى هذا هو حال الحياة مع كل تلك التطورات التي تجري الآن ف مع مرور الوقت يتّضحُ لنا أن هناك ما يحدث كل يوم..
أين الأعين الثاقبة؟ أين الألسنة المتكلمة؟أين الآذان الصاغية؟ أين كل تلك الأشياء؟، لم تعد الحياة كما كانت في السابق أصبح كل مرءٍ لا يلتفت إلا لما يهمه، أين التكافل؟ أين التعاون؟ ما هذا الواقع الذي أصبحنا نعيشه في وقتنا الحالي؟ أطفال يضيعون بسبب الإلكترونيات التي أشهرها الهاتف المحمول الذي لم يعد ينزل من أيادي أولاد اليوم يدمرهم وصحتهم ويقضي على أذهانهم ويلغي من ذاكرتهم واقعهم، يتعاملون مع الحياة بكل بساطة وكأنها لعبة فيديو الجهاز الذكي، جرب ولو ليومٍ واحد الجلوس مع طفلٍ يدمن الألعاب الإلكترونية ومع آخر لا يلعبها إلاّ نادرًا، ستلاحظ وحدك الفرق الكبير بين الإثنين، ستلاحظ وحدك التأثير الكبير الذي جرى ذلك الإنسان المدمن للتكنولوجيا..
صحيح أن التكنولوجيا مهمه في حياتنا في وقتنا الحالي وأنا لا أنكر هذا إلاّ أنها لا يجب أن تؤثر فينا بسلبية أبدًا بل من الأفضل أن نتعامل معها بما يلزمنا من غير أن ندعها تؤثر فينا بسلبية ..
إذا كبرنا قليلاً وفكرنا قليلاً وتطورنا قليلاً أخرى، نبني عالمنا المستقبلي الجديد المليء بالحرية والريادية ، نبني عالمًا قادرًا ، عالمًا واعيًا ، وجيلٌ مفكّر ومدرك لما يجري حوله..
لكن هذا الكلام يحتاج وقتًا و كبيرًا أيضًا..
لما لا تكون بلا هذا الكلام أنت التغيير الذي يريده ذاك العالم ، لما لا تكون أنت الفارق الذي سيفسح المجال لعالمٍ جديد لعالمه الخاص الذي يريده هو عالمه الذي سيشبهه الناس بالسفر عبر الزمن لشدة براعة التصميم ودقة العلم الموجود في ذلك العالم..
يملأ العقل خيالٌ يَوَدُّ تحقيقه ، ولكن ليس هنالك إصرارٌ أوعزيمة ، أو حتى شغفٍ بالمحاولة ، يخلو هذا العالم من مهارة الإبداع وريادة التفكير ، أذهانهم بعيدةٌ عن البيان ليس لهم هدفٌ ولا مراد، بخلاف الأذكياء اللذين يمتلكون مهارات التفكير العليا التي يحتاجونها لإكمال سبيلهم بنجاح و ازدهار ، تلك العقول المفكرة التي تتمنى وتقول : ليت العالم كما نريد نحن وليته على مزاجنا لكنَّا ملوكًا للعالم والعالم مملكتنا وكل مانريده يحصل ، ليت العالم قفلٌ ومعنا مفتاحه وليس مع أحدٍ غيرنا ، ليت هنالك كوكبٌ لنا وحدنا نحن المسيطرون فيه وعليه وكل ما يجري نكون قد أمرنا به وما لا يجري نكون قد نهينا عنه ...
أنا وعن نفسي راضيةٌ الرضى التام عن الحياة أو بالأحرى المشوار الدنيوي الذي أعيشه ..
أنا الآن وبكامل إدراكي أجد أن الحياة ليست مجرد لهوٍ ولعب وإنما هي جميلة من كل النواحي ...