٢٩ مارس ٢٠٢٤ ارتفع مؤشر الدولار في مستهل آخر جلسات تداول الأسبوع، متداولا بالقرب من أعلى مستوى في 6 أسابيع حيث تترقب الأسواق العديد من البيانات الاقتصادية الأمريكية المهمة التي من المقرر أن تصدر اليوم؛ لا سيما قراءة التضخم الأمريكية، والتي من المحتمل أن تؤثر بشكل كبير على النظرة المستقبلية لمعدلات الفائدة. من المتوقع أن يكون حجم التداول ضعيفا بالتزامن مع عطلة يوم الجمعة، نظرا لإغلاق الأسواق الأمريكية في هذا اليوم. حيث يترقب المتداولون صدور أحدث تقرير لمؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو مقياس التضخم المفضل لدى الفيدرالي، للحصول على رؤى ثاقبة حول ما إذا كانت السلسلة الأخيرة من بيانات التضخم المرتفعة سوف تستمر. وتتوقع الأسواق بنسبة كبيرة أن يتراجع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي بشكل طفيف إلى 0.3% مقارنة بالقراءة السابقة 0.4%، مما قد يحد من صعود الدولار على المدى القريب. من المتوقع أن يشهد الدولار حركة تقلبات كبيرة بالتزامن مع صدور البيانات الاقتصادية وخطاب رئيس الفيدرالي جيروم باول في مؤتمر الاقتصاد الكلي والسياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو في وقت لاحق اليوم. يأتي ذلك، في الوقت التي تتحول فيه الأنظار صوب ثاني أكبر اقتصاد في العالم، الصين، حيث يتداول اليوان بشكل مستقر نسبيا مسجلا بعض التقلبات الهبوطية. يتداول اليوان عند مستويات قريبة من أدنى مستوياته السابقة، وذلك في ظل إعلان إدارة الدولة للنقد الأجنبي (SAFE) الذي يحدد خططا لتسهيل حركة رأس المال داخل وخارج البلاد، وتعزيز تحرير الأسواق المالية بهدف جذب المستثمرين الأجانب. من جانبه، أعلن نائب الرئيس شو تشي عزمه تعزيز الوصول إلى سوق رأس المال في كلا الاتجاهين، وتوسيع فرص الاستثمار، ودعم الشركات الصينية في الإدراجات الخارجية، بالإضافة إلى تشجيع المستثمرين المؤسسيين على المشاركة في الاستثمارات الخارجية. وتأتي هذه المبادرة في ظل ابتعاد المستثمرين حول العالم عن الصين، نظرا لحالة عدم اليقين الاقتصادي والمخاطر الجيوسياسية التي تشهدها البلاد في الوقت الحالي. قد تلعب الإجراءات التي أعلن عنها مؤخرا دورا كبيرا في جذب الاستثمار الأجنبي إلى الأسواق المالية الصينية، مما قد يؤدي إلى زيادة الطلب على اليوان وبالتالي الحد من تراجع قيمته.