في خضم ما برز على الساحة الأردنية خلال شهر رمضان الفضيل من محاولات لإثارة الفتنة وزعزعة أمن واستقرار المملكة من قبل فئة عميت ابصارهم حيال مكانة الأردن دوليا وعربيا واقليميا يعود جلالة الملك خلال لقاءه في مضارب بني هاشم بالديوان الملكي الهاشمي وجهاء وممثلين عن أهالي المخيمات في الأردن للتأكيد مرة اخرى على حالة الأردنيين ومعهم اخوتهم الفلسطينيين واقصد هنا الشرفاء الملتزمين بثوابت الدولة الأردنية وقدسية القضية الفلسطينية على أن الأردن القوي والمستقر هو الأقدر على مساندة الأشقاء العرب، خصوصا الأهل في فلسطين وان سلامة وقوة الأردن عمادها الأول الوحدة الوطنية .
ليس خافيا على اخوتنا الشرفاء ما قدمه الأردن ويقدمه على الدوام بكافة اطيافه قيادة وشعبا من أجل القضية الفلسطينية وكذلك ما تحملته الدولة جراء العدوان البربري لقوات الكيان الصهيوني على أهلنا في غزة وبالتالي لا يعنينا ولا يعنيهم اصوات النشاز والنعيق وقرقعة المتسلقين والمتاجرين فالأردن كان وسيبقى عامود الإرتكاز الأمني في المنطقة والإقليم شاء من شاء وأبى من أبى وقد سمع جلالته ذلك من ابناء العشائر ركيزة الوطن .
خلال المئة عام الماضية من عمر الدولة الأردنية تعرضنا للعديد من المؤامرات وواجهنا الكثير من التحديات وكنا في كل مرة نخرج أقوى مما مضى لسان حال الشرفاء نقدم الغالي والنفيس من أجل تراب الوطن وفي المقابل لم تنحني لنا هامة جراء تمسكنا بمواقفنا المشرفة حيال مختلف القضايا العربية على وجه الخصوص وفي مقدمتها القضية الفلسطينية واجزم هنا ان احدا لم يُقدم كما قدمت الدولة الأردنية لإيماننا بعدالة هذه القضية.
في هذا السياق لا نستطيع تجاهل فئة مستمرة في محاولات زعزعة أمن الوطن لغايات تنفيذ اجندة مشبوهة ولا اريد ان اعود للماضي الذي يُدركه الكثيرون حيث فشلوا فشلا ذريعا الذين يتسترون بالقضية ويتاجرون فيها فالحقيقة التي لا يستطيع احد تجاهلها ان الأردن ليست فلسطين ولن تكون يوما وطنا بديلا كما هي مخططات الصهاينة ومن ولاهم من المتكسبين من ابناء القضية .
استذكر ذلك في غياب المتابعة والتدقيق الرسمي حيال ممارسات على أرض الواقع من قبل هذه الفئة منهم قيادات سابقة وملوثين بقضايا غسيل الأموال وبيع اراضيهم للصهاينة والذين لا يتركون فرصة لمحاولة فرض اجندتهم من خلال اشخاص رخصين مستغلين التشريعات والقوانين الأردنية التي تسمح لهم بالمشاركة في الحياة السياسية .
أكتب في هذا الشأن بعدما تأكدت من قيام شخصين احدهما قيادي سابق في السلطة الفلسطينية والثاني يدعي انه رجل اعمال ويقيم في دولة خليجية وثراءه من غسيل الأموال حيث تمكنا من استغلال دعمهم المالي غير المحدود لجمعية خيرية تحمل اسم مدينة فلسطينية من أجل دعم مرشحين في الإنتخابات المقبلة وبناء على تعليماتهم شرع القائمون على الجمعية خلال الشهر الفضيل بإقامة مأدب الإفطار وتوزيع الطرود والمساعدات المالية بهدف تكوين قاعدة تدعم المرشحين وأكثر من ذلك اشارت معلومات الى سعيهما لإستقطاب مرشحين أخرين في دوائر اخرى والهدف الدخول الى السلطة التشريعية من الباب على أمل احداث التغييرات التي تخدم اجندتهم .
ومع ثقتنا الكبيرة بأجهزتنا ومؤسساتنا ذات العلاقة بالأمر تبقى المسؤولية كذلك مناطة بالمواطنين الشرفاء الذين يتوجب عليهم ان لا ينقادوا وراء دعواتهم المبطنة التي تستهدف الشر للاردن والأردنيين .
واختم بالتذكير لكل من قد تُسول له نفسه الشر بالاردن ان عشائر الأردن في كافة المحافظات والبوادي وحتى ابناء المخيمات المؤمنيين ان يأتي يوم العودة لن يساوموا يوما على سلامة الأردن وعدالة القضية الفلسطينية .