عندما اقرا احدى قصائد الشاعرة علياء العامري اجد والمس واشم عبير الجراة والشفافيه والايجابية بقصائدها في حين انها تنحت القصيدة بمهارة وحرفية وبادواتها الادبيةالتي تسلحت بها . انها بصمة ادبية نبطية بامتياز
هذه الشاعرة توزرت باوراقها الادبية الزاخرة بغزارة الانتاج توجته بالدوام والمثابرة في عالم الادب النبطي الذي نال عناية فائقة من لدن الشيخ الدكتور حاكم الشارقة سلطان محمد القاسمي عضو المجلس الاتحادي .
الشاعرة علياء العامري وجه ادبي واعلامي وحقوقي لامع في الساحة الادبية الاماراتية و الوطن العربي ،وتحتل مكانة خاصة في خريطة الادب النبطي الخليجي ، وعطائها متشح بالغزارة وباسلوب عذب ووضوح الصورة والمعاني .
اهدتني الشاعرة والاعلامية العامري نسخة من ديوانها الموسوم (عليا النوايف ).
والناشر دائرة الثقافة - ادارة الشؤون الثقافية -حكومة الشارقة - دولة الامارات العربية المتحدة . طبع الديوان بورق وغلاف فاخر ،هو من اصدارات دائرة الثقافة ، وتم توقيع الديوان من خلال مهرجان الشارقة للشعر النبطي -الدورة /١٧ وكان كرنفالا وعرسا عربيا حَضَرهُ الاشقاء الشعراء والاعلاميين العرب . وكُتب مقدمة الديوان من قبل مجلس الحيرة الادبي يليق بهذا الديوان الذي يعد قفزة نوعية وعلامة فارقة ادبية واضحة الملامح للشاعرة استمتعت بقراءة الديوان بشكل مسهب وتاني لمدة اسبوع تذوقته لما فيه من عذوبة الكلام وسهولة الطرح وحلاوة النهج ووضوح المعاني التي سارت عليه الشاعرة . .ضم الديوان على ( ٤٨ ) قصيدة وجدانية و (١٠ ) قصائد اجتماعية و( ١١ ) قصيدة من المساجلات .
تَكون الديوان من ( ١٥٧ ) صفحة عدا الفهرست المكون من ( ٦ ) صفحات.
هذا الديوان من اوائل القصائد ( مولد النور ) .
(شع الضيا بين الثرى والسماوات ....بالرحمة المهداة في مولد النور ).
عبرت الشاعرة بمشاعر ملئها الايمان بمولد نبي الرحمة والهداية والنور والاصلاح ( ص ) بعد ما كانت تملىء جورا وظلما وفوضى .انها قصيدة واضحة البوح الجزل وكانت الشاعرة رائدة جدا لهذا النهج النبوي والقراني في حقه وبدقه وبضمير نابض بالوحدانية للباري عز وجل .
ثم انتقلت الشاعرة العامري الى دور الام الريادي بينت فيها حضن الام الدافىء الحنون بكلمات مموسقة وبنَوته واوتار لحنية بسلم موسيقي ساحر وجميل. عبرت بمصداقية واضحة الرؤى امام القارىء الكريم و المتذوق ،وكانت الشاعرة العامري عذبة جدا في تصوير الام ،واثبتت في مخملية الشعر من شلال من الاحاسيس والارهاصات الوردية الصادقة .وكان ذلك الشعور الواضح في قصيدة ( شمعة احساس)
(من كثر شوقي لشوفك ياملاك ---افقد الاحساس واشعل لك شموع ).
رسمت الشاعرة لوحة بهيجة مضرجة بالاسلوب الراقي الملتاع . واما قصيدة (شمعة ورماد ) كانت بارعة بحبكة ثاقبة وبتقنية لاتجارى ،ابدعت واجادت بها الشاعرة بحذافير الثيمة الادبية ،انها تفننت بها بمهارة وبذكاء وبحكمة .
اما قصيدة ( اجودية ) كانت اسم على مسمى من رسم الجود والاجواد والكرم . وطرحت الشاعرة قصيدة ( شيء غامض ) ما ينبض في خافقها من ضنك وشيء غامض وخفي عبرته بمصداقية لايخفيه غربال .
ثم حلقت الشاعرة في قصيدة (الفِكْر المعاق -و اسعد اللحظات
-و لظى الاشواق -و كانت الافكار )كانت الافكار رائدة في الطرح لانها قادرة على وضع ادواتها في منصة التمكين وللموضوع بجدارة .
ان قصيدة (عليا النوايف ) وَسْمتهُ بعنوان ديوانها الشعري ينم عن قوة وعفة وسمو الشاعرة وصلادتها وقاعدتها الادبية والتزامها في مجالات شتى حتى بات لها نهج يومي من خلال تعبيرها العذب في مضمار القصيدة الذي احتوته عنوان وليدها الادبي الذي ذاع صيته بين الاوساط الثقافية من خلال واثقة الخطى رغم الهواجس المخيفة التي ركلتها بعنف وقوة وشموخ يعانق عليائها وجبروتها الادبي .
وقصائد( ذخر وذخيرة - فترة سفر - درب الوفا - شفا حالي - طاب تشريغه - وين الوسيلة ؟ - قصر ليلي - للروح روح - غاب عني - الف جني - فاض الكيل - القلب الامين - الحشيمه- موج الشوق - ام المخور - النحيب المؤلما - هيعة الراقي - غياهب - صديقتي - لا سامح الله - الاول تحول - وين العهود ؟- ربيعك ..خشمك - الفضاضة - باب العتاب -شجون عليا - الزعلان - دمعة الشوق - غدر الاصحاب - الجرح واحد -عبرة الروح - حزن الارواح - وشاح الدمع - نغمات ) اجادت الشاعرة بتلك المواضيع حيث صالت وجالت بفكر ادبي بحت وبرعت بشكل لايوصف في هذا الديوان من خلال ابحاري به الذي يعد منعطف ادبي زاخر بالشذرات البراقه اللامعه التي تسر الناظر المتذوق بعناوين تعالج اهات المجتمع باساليب تربوية ذكية مشوقه هادفه لجهدها الجهيد الذي بذلته ببراعة لهذا النتاج الادبي الثر .
وتطرقت الشاعرة (فرقا الحبايب) بصورة شعرية واضحة لدى المتذوق ،ثم عبرت الشاعرة ( ليالي الغرام ) وضحت بتعبيرها عما يجود بداخلها التعبيري بعدها وضعت الشاعرة العامري النقاط على الحروف في هذه القصيدة الشجية .
ومن القصائد الاجتماعية في ديوان الشاعرة عددها ( ١٠ ) لقصائد تضمنتها ( ابجديات الوفا - ورمز الاصالة - اهل التطوع - صرة اغاني - حال الاطبة - عومة ومذمومة - بورصة -عولمة - علاج المدعين - سقط المتاع ) كانت الشاعرة موفقة تماما في بوح وسرد الصورة الشعرية الاجتماعية التي بنتها بوعي صادق ومدروس ووضعت الاصبع على الجرح .
ومن مساجلات تخللها الديوان ( ١١ ) مساجلة . هناك مساجلة مع الشاعر الاماراتي والاعلامي الاستاذ راشد خلفان شرار والذي اشاد بشخصيتها الفولاذية القوية ووصفها انها قامة علياء شماء .
وهناك ( ١٠ )مساجلات لزميلاتها الاديبات وكان الرد و الردود جلها تشيد بدورها الفاعل في الساحة الادبيه والاجتماعية على مستوى الخليج والوطن العربي .
حقا ديوان يستحق القراءة والتاني في تذوقة .انه يعد من الكتب الادبية لها حيز مشع بين اصدارات الشعراء النبط، ويضيف شيء مهم للادب النبطي للمكتبة العربية .