يحتفل الأردنيون مع إشراقة أول يوم من شوال، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك وذلك في أجواء عابقه بالفرح والسرور والمحبة بعد إتمامهم فريضة صيام شهر رمضان المبارك والتعبد فيه، وألسنتهم تلهج بذكر الخالق العظيم والدعاء بأن يتقبل سبحانه وتعالى الأعمال الصالحة والغفران من الذنوب لتحقيق السعادة في الدنيا والآخرة. وتمثل أجواء العيد فرصة سانحة للإصلاح بين المتخاصمين في ظل التشنج الذي يعتري بعض العلاقات الاجتماعية بعد أن حلت بين الكثيرين الخصومة بدلا من الأخوة، لتأتي رحمات ونفحات الشهر الفضيل وتمحو الكثير من الخصومات ليحل الوئام محل الخصام بينهم وتنحل الكثير من الخلافات. ويعد عيد الفطر المبارك، مناسبة دينية واجتماعية مهمة لدى الأردنيين، حيث تعتبر أيامه المباركة فرصة لتجمع أفراد العائلات وتبادل التهاني وترميم العلاقات الاجتماعية بين الأقارب والأصدقاء والمتخاصمين، وتسود المصافحة وتبادل التهاني. وتتشابه الكثير من العادات والتقاليد الاجتماعية بمناسبة عيد الفطر، وهي عادات متوارثة تميز الأردن عن غيره من الدول العربية المجاورة، إذ يتزاور الأردنيون بينهم لتقديم التهنئة بالعيد للكبير بالسن كذلك زيارة الأرحام، مثلما يعود الأقارب بعضهم بعضاً، ويتجمع الكثير من الأقارب في الدواوين العشائرية لتقبل التهاني بمناسبة العيد. وتقول آية ختالين، إن أهم ما يميز تقاليد العيد في الأردن هي "العيدية" التي يقدمها القادرون من الكبار للأطفال والأمهات والأخوات تقديرا واحتراماً لهن ولإدخال الفرح والسرور إلى قلوبهن، كما يرتدي أفراد المجتمع صغارا وكبارا اجمل الثياب تعبيراً عن السعادة والفرحة بقدوم العيد . وتتفق عائشة أبو فرج، مع الختالين، بأن أيام العيد تشكل فرصة طيبة للتعبير عن الفرح بمناسبة العيد وأظهار مشاعر الفرح والسعادة، حيث يجتمع أبناء العائلة في منزل كبيرهم ويتبادلون التهاني بهذه المناسبة، وذلك بعد أداء صلاة العيد في المساجد، ثم تستمر الزيارات للتهنئة بين الأقارب وبعدها بين الجيران. وتشير الختالين، أنه يزداد في العيد الإقبال على تناول الطبق الرئيسي لدى الأردنيين وهو المنسف، حيث تجتمع العائلة على الغداء لتناول طبقهم المميز. بدوره، يقول الشاب احمد ساري: تبرز في كل بيت أردني موائد الحلويات البيتية والجاهزة، "والتي من أشهرها حلوى العيد الكعك أو المعمول المصنوع من السميد أو الطحين والمحشو بالتمر أو الفستق الحلبي أو الجوز والذي يتم تجهيزه خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، إلى جانب القهوة العربية السادة التي تقدم في دلال خاصة وتُعتبر المشروب التقليدي الساخن الذي يُقدم في العيد بنكهة الهيل".