مع كل ازمة تعصف بالاردن تظهر إشكالية افتقارنا لإعلام وطني كفؤ بالإضافة لمن يُصطلح لهم "رجال الدولة".
طيلة الليلة الماضية وما حملته من أحداث كانت سماء الأردن شاهدة على جزء منها، غابت الكفاءة كالعادة عن الإعلام الوطني الذي يُفترض أن يكون سدًا منيعًا وقادرًا وموثرًا في بث الطمأنينة وتقديم معلومة واعية خصوصا في مثل هذه الظروف، بعيدًا عن اتباع التهويل في بث الأخبار دون مراعاة المصطلحات المستخدمة ذات آثار ملؤها الهلع وإشاعة الذعر لما تحمله من صفة تعمق من تلك الآثار.
وحتى لم يتم تدارك ذلك مع العلم بالحدث من ساعات، بان يرافق هذا الارتجال تحليل مستمر من خبراء مختصين ليبينوا حقيقة ما يحدث ويخمدوا من نيران الهلع التي أُلقيت على مسامع الأردنيين.
وفاقم من عبثية إدارة المشهد، اضمحلال صفة رجل الدولة في الآونة الأخيرة بشكل كبير في المواقع الرسمية وهذا نشعر به مع كل أزمة حيث الغياب، ثم الحضور في المناسبات البروتوكولية.
وفي ذات الحدث نتساءل أين الناطق الرسمي باسم الحكومة إذ لم يظهر ويخاطب الناس بشكل مكثف ليلة الأمس فمتى سيظهر؟ وما هي الحاجة لهذا الموقع من ذات الأصل!
وتذهب بنا التساؤلات حول ما الفائدة مما ينفق من الموازنة العامة من قوت الأردنيين على الإعلام؟
لا بل ومن باب المضحك المبكي يخرج علينا المسؤولون يطالبون بعدم الالتفات للشائعات! وهذا ما يوضح حالة الانفصال عن الواقع.
وفي حالة عجز ثنائية الأمس بالقيام بدورها، خُلق فراع ترك ليملأ ذلك الاعلام الدولي في بث رسائل أجندته التي حكما لا تُعنى بطمأنينة المواطن ولا من أهدافها تقديم المعلومات المحملة برسائل توعية للمشاهد بقدر أنها منهمكة بتسويق رواية أجندتها وجلب المشاهدات لزيادة حصتها من المتابعين.