تحتفل المملكة الأردنية الهاشمية باليوم الوطني للعلم الأردني والذي يصادف السادس عشر من نيسان من كل عام ، قصة يرويها لنا ويرددها كل أردني و أحد أبرز الرموز الوطنية الذي يتوحد الأردنيون حوله حيث تزامن هذا العام ونحن نحتفل باليوبيل الفضي لجلوس جلالة الملك عبدالله الثاني على العرش، متكئين على منجز المئوية الأولى، وعبورنا المئوية الثانية بكل فخر .
فهو ليس راية ملونه ، أو شعاراً يطيرُ في الهواء ، راية اختزلت حضارات وأمجاد العرب خلال مئات السنين، هو قلب كل أردني ينبض في صدورنا ، هو رمز الهوية الوطنية ، رمز يحمل معاني كثيرة يربطنا بتاريخ الأباء والأجداد ، ونحفظه نحن الأبناء والأحفاد ، هو رمزنا الوطني ، فالإحتفال بيوم العلم عالياً ما هو إلا تعبير عن عشقنا لوطننا وبذل الغالي والنفيس للحفاظ على هذا الوطن " أردننا الغالي "
لنزرع قيمة العلم ورمزيته في نفوس الأبناء ونذكرهم بأن الوطن له الفضل الأكبر في رفعتنا وتقدمنا، ما يستوجب علينا أن نقف احتراماً لعلم بلادنا ونجعله في قلوبنا لنعزز صنيع الآباء والأجداد الذين سلموا لنا الأمانة باقتدار، ففي العلَم تذكير لنا بالتاريخ الجميل والإنجازات التي تراكمت في هذا الوطن ، ففي يوم العلم تجتمع القلوب وتهتف الحناجر تحت رايتها، عاشت الأردن حرّة أبيّة، في ظل القيادة الهاشمية.
ليوم العلم رمزية عظيمة تأتي كل عام لتجدد فينا حبه بألوانه الجميلة، ومعانيه الممتدة بالعروبة والتاريخ العريق لمملكة قدمت الشهيد تلو الشهيد للدفاع عن الأرض فكان اللون الأحمر ليعبر عن دماء شهدائنا وثورة العرب الكبرى، والأبيض وما يمثله من نقاء وطهارة وأمل لمستقبل شبابه ويرتبط في جذورنا بالدولة الاموية، واخضر الربيع المتجدد بالقلوب ليعطيها بهجة وبدايات جديده ويربطنا بالتاريخ العريق لآل بيت النبوة، والسواد في هذا العلم يذكرنا بكل عقبة واجهت أبناءه وتغلبوا عليها بوحدتهم وتماسكهم، وهو لون يربطنا بالدولة العباسية الممتدة لسنين طوال، والنجمة المميزة التي تذكرنا دوما بفاتحة كتابنا الحكيم القرآن الكريم، ووجودها بالمنتصف ليذكر العرب دوما بالهدف الذي قامت لأجله الثورة العربية وهو توحيدهم.
لتبقَ راية الوطن عالية ، وليبقَ العلم خفاقاً شاهداً على حكاية مجدٍ و عزٍ نسجها الأجداد والأباء ، وفي كل خيطٍ منه يحمل سيرة وطنية مشرفة ، وتاريخاً حافلاً بالعطاء والتضحيات ليصونه الأردنيون جيلاً بعد جيل
حمى الله الاردن وحمى الله علمنا وحمى الله قائدنا المفدى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم وولي عهدة الأمين.